شاهر النهاري

قاعدة داعش ونصرة حشد فاجنر

الاثنين - 10 يوليو 2023

Mon - 10 Jul 2023

ساد الغموض انتماءات ودوافع الإرهاب، قبل أن تظهر بأعين وقحة.

حكايات بشاعة عالمية شكلت واقع المؤامرات والتقاتل بالنيابة منذ بدايات الجهاد الأفغاني، وطالبان، وتنظيم القاعدة، حتى تزاحمت الجماعات المتطرفة في الشرق، بإبداع استخبارات الدول العظمى الفاعلة في التخطيط والتدريب وتوظيف سافكي الدماء، في جغرافيا معينة، وبديمومة الدولار، وغض البصر عن أي فواجع تعوق تنفيذ خططهم الكبرى، التي يكون لها من الدوافع السياسية والاقتصادية ما لها، ومن الفوائد والأضرار ما يسعد من يقفون خلفها داعمين، وبما يهد حيل من يواجهها بضعفه وغفلته، وهي مبدعة في تنويع وتجديد مفاجآت الإرهاب.

جماعات إرهابية استغلت وجود مناطق الخلل العقائدي والعنصري، فكانت تتحرك بعنف ودموية أمام أعين الجميع، تنظيم قاعدة، وتوحيد وجهاد زرقاوي، بوكو حرام، والنصرة، والإخوان، وحماس، والميليشيات الشيعية المسلحة بكل أحزابها، وصولا إلى أناقة وعظمة البغدادي، وهو يفجر نجومية فيلم «خليفة داعش»، بينما تعاني شعوب الشرق المنكوب من الموت والخراب، والتهجير، وقبل وصول الحافلات السياحية المكيفة لنقلهم، إلى منطقة تهيئة وتوضيب وإعادة تكليف بمهام جديدة.

الاتهامات حينها تنوعت بين الجهل والسماء، والنهج الديني المتشدد يتم توظيفه، مع أن أغلب المقاتلين القادمين من مختلف أنحاء العالم، لم يعرفوا دينا، ولم يحملوا رسالة، موظفون لدى جهات تخطيط عظمى، تنفذ بأيديهم ما لا تريد تلويث أساطينها بالتدخل فيه.

بعبع إرهاب داعش ظل يكسب السمعة والتهمة، والفوضى تتزايد، ورقاب تُجَز، ونساء يُسبَين، وخليفة الغفلة مثله مثل سلفه بن لادن لا يلبث أن يصبح وليمة لأعشاب البحر، أو ربما أن ذلك مجرد خدعة مكملة!

وفي حرب روسيا على أوكرانيا ظهر الجانب الخفي الفاضح من تلك الألعاب السحرية الشريرة، التي تستبيح الخلل، وتفرض الحروب، فرأى العالم فجاجة منظمة فاجنر، والتي ظهرت أكثر ترتيبا وتنظيما عن القاعدة وداعش والحشد، بنسختها الجديدة الشقراء الروسية، الأوروبية، المليئة بمصاصي الدماء المحترفين، بميزان الدولار، يكيلون موازين السلام والطموحات، في مسلسلات تشويق هوليودية عنيفة، تزيح الحدود، وتحرق المدن، وتهجر الآمنين، وتقطع الجسور، وتفجر الأنابيب، وتهدد أمن المولدات النووية، لصالح من يحركونها «عيني عينك»، وهي ترتقي لأنظمة عقود الشركات الاستثمارية، وبأعمال عنف علنية، ليس في أوكرانيا فقط، بل تشمل الأوطان المنهكة بالفوضى، تسرق المعادن النفيسة، والغاز، والبترول، والحبوب، والقرار، فوجدناهم في سوريا، وليبيا، والسودان، ومالي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والشيشان، وفي كل عش خراب عالمي.

فاجنر تعتبر آخر إصدارات الإرهاب العالمي، والعقيدة لم تعد مطلبا، بينما يظل الالتزام بالدموية وتحقيق الأهداف هو الأهم، عند من قام بتكوينها، وتدريبها، وتسليحها، والصرف عليها طوال فترة استفادته منها.

ومؤخرا انقلبت فاجنر على روسيا! وربما تكون خدعة، و»ياما في الجراب يا حاوي» فالأغراض ولادة، والمتعطشون للدماء يصابون بداء الكلب، ويعالجون بالأخضر، ومن لا يكمل المهمة هنا، يتم إلحاقه بمهمة أخرى في مكان جديد، المهم أن تستمر سيطرة المهيمنين، وممن يعرفون كيف يستغلون بلدان وشعوب الفوضى، يغسلون العقول، ويصنعون تطورات مدارس الإرهاب المناسبة لكل حدث متجدد، المهم أن تستمر الفائدة، وأن يستمر تخبط أصحاب الأوطان المرتعبة، غير القادرين على حماية أوطانهم، التي يجزم صناع الإرهاب أن الأحقية لهم في خيراتها.

shaheralnahari@