الاستنساخ غايات جبروت الخلود
الاثنين - 03 يوليو 2023
Mon - 03 Jul 2023
الأخلاق يستحدثها البشر بعد تجارب تمر بهم، وقناعاتهم بحاجتهم لقوانين أخلاقية جديدة ملزمة، وهذا ما يميزهم عن الكائنات الأخرى على وجه الأرض، باختلاف قدراتهم على التمييز والاختيار، وتطبيق منهجيات الأخلاق.
ومن أهم ما يشغل البشرية في الوقت الآني، تقنية الاستنساخ، ورغم نظرة العالم الظاهرية بأنه غير أخلاقي، وأن من يطبقه على البشر يخرق كل القوانين، ويستحق العقاب، إلا أن تجاربه في نجاح مطرد طوال العقود الأخيرة، ليس فقط على الحيوانات البدائية، ولكنه بلغ أعلى سلم أقرب الأنواع الحيوانية للبشر.
هل تم استنساخ البشر؟ سؤال ما يزال عصيا على الجواب، فمن الذي سيصرح باقتراف مثل هذا العمل؟
والاستنساخ عملية طبية مجهرية مخبرية دقيقة يقوم فيها الأطباء بنقل خلية حية من الجسد المراد استنساخه إلى بويضة أنثوية مفرغة من النواة، ومن ثم زرعها في رحم أنثوي، لا تلبث أن تنتج كائنا مطابقا بالكامل لصاحب الخلية الأولى.
الملياردير لن يكره أن يقوم بتربية نفسه من جديد، وأن يتأكد من أن ثرواته ستعود له في جسد وعقل وعمر جديد، وربما يستمر في الاستنساخ إلى ما لا نهاية.
الدكتاتور، سيجعل من مستنسخه الجديد امتدادا لسلطته، ووجوده، وقراره، وبرعايته الخاصة.
المصاب بعجز عضال، والمريض بعلة قاتلة، يستطيع أن يحصل على فرصة أخرى، وأمام عينيه، بنفس خلاياه ومكوناته، وطموحاته، التي عجز عن تحقيقها.
الحصول على صورة مطابقة للنسخة الأصلية للكائن لم يعد خيالا علميا، وقد بدأت تجاربه في خمسينيات القرن الماضي، ونجحت تطبيقاته في إنتاج ضفدعة ثم التصاعد في سلسلة تنوعات الحيوانات، فكان أهم ذيوع لشهرته باستنساخ الثدييات، وإنتاج النعجة دولي 1997، ومن بعدها جرت محاولات لمنع انقراض الفهد الروسي، والباندا، وثبت أن استنساخ القرود نجح بشكل عظيم، ما دعا عقلاء العالم للمطالبة بتنظيم وتجريم التساهل في ذلك، نظرا لما فيها من إغراءات السبق العلمي والمادة والضغوطات السياسية، المتحدية لمنظومة الأخلاق
الحالية.
الشق العلاجي، بواسطة استنساخ الخلايا الجذعية يحدث علنا في أماكن متعددة، والحاجات العلاجية تحاول تبرير أفعالها، لتخطي الأمراض المعضلة، ولكن ذلك يظل موضوع خلاف عالمي لا يتفق عليه، فقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار قرار يمنع كل أشكال الاستنساخ البشري 2005، ولكن كثيرا من الدول لم تتعامل مع القرار بنفس الصورة، فقامت بعضها بتحويره، وفرض مرئياتها وتطلعاتها القادمة، وحسب مفهومها للحريات البشرية، والتبرير بالأغراض والفوائد.
ومؤخرا قامت قناة نتفليكس بإنتاج فيلم وثائقي يحكي قصة «ملك الاستنساخ» الكوري الدكتور هوانغ، وهو الخبير الأسوأ سمعة في كوريا، والذي حطم جميع مبادئ وقوانين وأخلاقيات الاستنساخ، أثناء أبحاثه المبتكرة والرائدة في هذا المجال، تبعا لتبدل أخلاقياته بإغراءات مادية، وجهوده في دخول الاستنساخ البشري، وصولا إلى فضيحة سقوطه المريع، وانكشافه عالميا، قبل رحيله للإمارات لمزاولة استنساخ الجمال والخيول من السلالات النادرة الخاصة بالسباقات.
الوثائقي يفضح الكثير، ولكنه لا يجمل جميع الحقائق، ولن يفاجأ العالم لو ثبت أن بيننا عددا من البشر فعلوها، بسعيهم لخلود لا أخلاقي باستنساخ خلايا أجسادهم، طمعا في عمر جديد، وطموح شاذ يعيد للذاكرة جنون ومخاوف الرواية المرعبة «فرانكنشتاين» للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي 1818م.
shaheralnahari@
ومن أهم ما يشغل البشرية في الوقت الآني، تقنية الاستنساخ، ورغم نظرة العالم الظاهرية بأنه غير أخلاقي، وأن من يطبقه على البشر يخرق كل القوانين، ويستحق العقاب، إلا أن تجاربه في نجاح مطرد طوال العقود الأخيرة، ليس فقط على الحيوانات البدائية، ولكنه بلغ أعلى سلم أقرب الأنواع الحيوانية للبشر.
هل تم استنساخ البشر؟ سؤال ما يزال عصيا على الجواب، فمن الذي سيصرح باقتراف مثل هذا العمل؟
والاستنساخ عملية طبية مجهرية مخبرية دقيقة يقوم فيها الأطباء بنقل خلية حية من الجسد المراد استنساخه إلى بويضة أنثوية مفرغة من النواة، ومن ثم زرعها في رحم أنثوي، لا تلبث أن تنتج كائنا مطابقا بالكامل لصاحب الخلية الأولى.
الملياردير لن يكره أن يقوم بتربية نفسه من جديد، وأن يتأكد من أن ثرواته ستعود له في جسد وعقل وعمر جديد، وربما يستمر في الاستنساخ إلى ما لا نهاية.
الدكتاتور، سيجعل من مستنسخه الجديد امتدادا لسلطته، ووجوده، وقراره، وبرعايته الخاصة.
المصاب بعجز عضال، والمريض بعلة قاتلة، يستطيع أن يحصل على فرصة أخرى، وأمام عينيه، بنفس خلاياه ومكوناته، وطموحاته، التي عجز عن تحقيقها.
الحصول على صورة مطابقة للنسخة الأصلية للكائن لم يعد خيالا علميا، وقد بدأت تجاربه في خمسينيات القرن الماضي، ونجحت تطبيقاته في إنتاج ضفدعة ثم التصاعد في سلسلة تنوعات الحيوانات، فكان أهم ذيوع لشهرته باستنساخ الثدييات، وإنتاج النعجة دولي 1997، ومن بعدها جرت محاولات لمنع انقراض الفهد الروسي، والباندا، وثبت أن استنساخ القرود نجح بشكل عظيم، ما دعا عقلاء العالم للمطالبة بتنظيم وتجريم التساهل في ذلك، نظرا لما فيها من إغراءات السبق العلمي والمادة والضغوطات السياسية، المتحدية لمنظومة الأخلاق
الحالية.
الشق العلاجي، بواسطة استنساخ الخلايا الجذعية يحدث علنا في أماكن متعددة، والحاجات العلاجية تحاول تبرير أفعالها، لتخطي الأمراض المعضلة، ولكن ذلك يظل موضوع خلاف عالمي لا يتفق عليه، فقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار قرار يمنع كل أشكال الاستنساخ البشري 2005، ولكن كثيرا من الدول لم تتعامل مع القرار بنفس الصورة، فقامت بعضها بتحويره، وفرض مرئياتها وتطلعاتها القادمة، وحسب مفهومها للحريات البشرية، والتبرير بالأغراض والفوائد.
ومؤخرا قامت قناة نتفليكس بإنتاج فيلم وثائقي يحكي قصة «ملك الاستنساخ» الكوري الدكتور هوانغ، وهو الخبير الأسوأ سمعة في كوريا، والذي حطم جميع مبادئ وقوانين وأخلاقيات الاستنساخ، أثناء أبحاثه المبتكرة والرائدة في هذا المجال، تبعا لتبدل أخلاقياته بإغراءات مادية، وجهوده في دخول الاستنساخ البشري، وصولا إلى فضيحة سقوطه المريع، وانكشافه عالميا، قبل رحيله للإمارات لمزاولة استنساخ الجمال والخيول من السلالات النادرة الخاصة بالسباقات.
الوثائقي يفضح الكثير، ولكنه لا يجمل جميع الحقائق، ولن يفاجأ العالم لو ثبت أن بيننا عددا من البشر فعلوها، بسعيهم لخلود لا أخلاقي باستنساخ خلايا أجسادهم، طمعا في عمر جديد، وطموح شاذ يعيد للذاكرة جنون ومخاوف الرواية المرعبة «فرانكنشتاين» للكاتبة الإنجليزية ماري شيلي 1818م.
shaheralnahari@