عبدالله السحيمي

الحوار المتعثر

الأربعاء - 24 مايو 2023

Wed - 24 May 2023

أميل للبرامج الحوارية بمختلف فنونها؛ لأنني أدرك أن لكل فن أهله من المتمكنين في المجال، وأجد فيها بغيتي مما يطرح ويقال ويدور.

والأمر الذي أقره وأعترف به أنك قد تقف على معلومة أو كلمة أو قول؛ لأن الخبرات التراكمية هي إضافة علمية ومعرفية لا يمكن إهمالها أو التقليل منها.

إلا أن الحوارات الرياضية قد أخذت اهتمامي منذ بداية عملي في الصحافة، وكان أنشط من أتابعه سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله في زاويته الشهيرة بصراحة، والأستاذ علي مرشد وغيرهم وأذكر أنني أجريت لقاء مع الحكم الدولي محمد فودة وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية في مجلة اقرأ مع طيب الذكر الأستاذ عابد الحربي.

وفي الفترة الأخيرة ومع اتساع منصات التواصل الاجتماعي ظهرت بعض الأسماء دخيلة وليس لها لا في العير ولا النفير يتحدث بأكبر منه ويزج بمعلومات تشوهها بعده عن الدقة وحوارات نسمع فيها ألفاظا نابية وخروجا عن القيم في الحوار مما شاع وجود أسماء معروفة أن تتحدث بلغة لا تليق ولا تقبل بأي شكل من الأشكال.

الشاهد أن السؤال هل البرامج الرياضية تعكس التقدم الذي نعيش مع رؤية المملكة 2030؟ وهل نحن قدمنا تجاه رياضتنا قياس ما تعيشه من تطور تحقق وإنجازات يشهد بها الجميع؟ إن ممارس الحوار أيا كان يتطلب مواصفات وضوابط تجدها من تأهب للمهمة أو للخروج أمام الآخرين.

إن الواقع والمشهد الرياضي في الحوارات الرياضية لا يعكس التقدم الذي نعيشه خاصة أن الرياضة تقدم أهدافا سامية وحوارا متقدما وقيمة اجتماعية تبني ولا تهدم، تعزز وتطور وتشجع.

إننا بحاجة ماسة إلى إعادة بلورة بعض ما يقدم والنظر فيمن يتم اختياره من المحللين الرياضيين، وأن يكون ذا نضج وقدرة على أن هذه رسالة إعلامية يستمع لها الكثير من الشباب وهي كفيلة في التأثير من قريب أو بعيد.

ومن النتائج التي تحدث، غياب الاحترام في أبجديته وخروجه إلى الشخصنة وعدم استخدام الألفاظ اللائقة مما نتج عنه ظهور بعض المغردين والمشجعين في استخدام بعض الألفاظ التي لا تليق ووصل البعض إلى سرد الاتهامات وغياب الاتزان والاعتدال في الأحكام.

إن رسالتي للوالدين، حث الأبناء الاقتصار على مشاهدة المباراة وتحجيم مشاهدة التحليل الرياضي قبل وبعد كل مباراة والابتعاد عن بعض مواقع الرياضيين، لبعدها عن الحوار الراقي واستخدام بعض الألفاظ غير المناسبة.

الرياضة تجمع ولا تفرق، الرياضة رسالة لا نهاية.

كما أطمع أن تعمل كثير من القنوات الرياضية على إعادة اختيار الضيوف والعمل إلى إعادة برمجة طرف العمل من خلال الرقي في الحوار المناسب وعدم تأجيج العنف الرياضي سواء بالألفاظ أو الانتصار أو بالخسارة؛ لأنها في النهاية منافسات رياضية لها رسائلها الإيجابية خاصة أن الكثير من صغار العمر يستهوون الرياضة ويتابعونها وهم بحاجة إلى أن نربيهم على قيمة الحوار وأهميته وضوابطه وسلوكه وأن الرياضة جاذبة ومصدرة للقيم من خلال رسالتها دون أن يشوهها سلوك سيئ مهما كانت الأحوال.

ورغم كل ذلك وما يحدث من انفعالات حية تصيدها اللقاءات المباشرة إلا أننا نعتز بوجود مجموعة من المحللين الرياضيين والكتاب نفتخر بهم ونعتز بطرحهم وما يتميزون به من أخلاق سامية.

الحوار الرياضي رسالة سامية تتجاوز كل الاعتبارات لتصل لصورة القيمة التي نكتسب منها التعامل في كل الحالات دون تعصب أو تجن ودون تجاوز الحدود المسموحة؛ لأننا نحظى بدعم رياضي أسهم في تحقيق الكثير من المنجزات الرياضية التي تستحق أن نكون صورة مشرفة في تعاملنا وتعاطينا مع الحديث الرياضي دون أن نمرر أي تعصب مرفوض أو تصرف منبوذ أو استخدام ألفاظ لا تليق.

الحوار المتزن هو يمثلنا جميعا؛ لأنه يكشف ثقافة مجتمع نمثله جميعا.

Alsuhaymi37@