عمر العمري

الرحلة التعليمية والتقويم الدراسي القادم

الثلاثاء - 16 مايو 2023

Tue - 16 May 2023

من الصعب وصف جيل كامل بعدم الانضباط أو أنهم كسالى بسبب عدم انسجام التقويم الدراسي الحالي مع طبيعة المجتمع الذين يعيشون فيه، ومن أبرز الملاحظات على التقويم الدراسي عدم انسجامه مع طبيعة المجتمع الاجتماعية بالشكل الكافي ومزاحمته لشهر رمضان المبارك، ودل على ذلك حصول ظاهرة الغياب الكبيرة وخاصة في أخر أسبوع من الشهر الفضيل ويومي العودة بعد الإجازة بسبب قصر أيام إجازة عيد الفطر خاصة بعد رمضان وقرار العودة في منتصف الأسبوع رغم رسائل التهديد والوعيد من حسم دراجات المواظبة والسلوك وقد يصل الأمر إلى مساءلة ولي الأمر.

هل هذه اللغة مناسبة في التعامل مع جيل المستقبل الذي سيقود المجتمع في الغد القريب؟ أيضا عدم انسجام التقويم الدراسي مع الطقس الحار خلال فصل الصيف واستمرار الدراسة لفترة أطول «حضوريا» في ظل واقع الحجرة الدراسية التي تحوي أعداد الكبيرة من الطلاب (والتكيف الله يعلم بحاله)، وهل كل الأسر لديها الإمكانات لتوفير وسائل نقل مكيفة (سيارة خاصة بسائق في انتظار الطالب أمام باب المدرسة) أم الكثير بل الأغلب مشيا على الأقدام من المدرسة إلى المنزل ومعرضون لخطر درجات الحرارة العالية وحالات الإعياء كما حصل في نهائية العام الدراسي الماضي.

أعتقد هذه أبرز المحددات التي يجب مراعاتها في التخطيط للتقويم الدراسي القادم وتتفق مع رأي الكثير من المختصين والمهتمين وما عكسته مواقع التواصل الاجتماعي وكانت الترندات والهاشتاقات متصدرة لفترة طويلة أعطت مؤشرا واضحا لرغبة المجتمع في إيجاد حلول لهذه النقاط المهمة.

سيبقى التعليم الجيد وجودته هاجس الجميع والحل الاستراتيجي الأوحد لجميع التحديات والمستجدات التي ستواجه المجتمع في المستقبل، ومدى مناسبة مخرجات التعليم لمتطلبات المستقبل، والتطور الكبير الذي يشده العالم والقفزات النوعية التي نعيشها في المملكة، وانطلاقا من أن الإنسان هو الاستثمار الأمثل في كل المجتمعات وإن بناءه لا يكون إلا بالتعليم الجيد المتقن، فلابد أن يحاط بسياج من البحث العلمي الرصين لحمايته وتدعيمه وتطويره باستمرار بما يتناسب مع متطلبات المجتمع وواقعه الاجتماعي والاقتصادي والجغرافي والمناخي.

إن من أهم مرتكزات الجودة تحقيق رضى المستفيدين (الطلاب) والعاملين في الميدان التربوي واتفاق جميع الأطراف على رؤية تطويرية واضحة وفق محددات معيارية يكون الطالب هو أساسها ومدى إتقانه للمهارات والمعارف على المستوى المؤسسة التعليمية وأثر الإدارات التربوية العليا عليها إيجابيا، بالإضافة إلى إثارة قضايا مهمة مثل النمو الوظيفي والتدريب بشكل جاد وموسع لمنتسبي التعليم وللمعلمين لرفع كفاءتهم ولكي يواكبوا هذه المناهج التعليمية المتطورة، مع خلق حوافز مشجعة ومحفزة ماديا ووظيفيا تؤدي إلى رضاهم الوظيفي ومشاركتهم الكاملة بكل طاقاتهم وقدراتهم للوصول إلى الأهداف المنشودة.

إن ما نطرحه اليوم هو منسجم مع ما صدر من مجلس الشورى والموافقة عليه بالأغلبية من الأهمية الوقوف على نظام الفصول الثلاثة وما قد يعترى هذه التجربة من أوجه قصور؛ وما نتج عنها من مقاومة للتغيير لدى الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم والمعلمين والمشرفين التربويين والمجتمع بصفة عامة، والعمل على إيجاد الحلول وتقديم التوصيات وتلافي السلبيات؛ وبما يتوافق مع الجغرافية المناخية الحارة للمملكة، وتقديم تغذية راجعة لصناع القرار في الوقت المناسب للتخطيط لتقويم الدراسي القادم، ويضع أيديهم على مكامن القوة والضعف، ومعرفة مدى فاعلية تطبيق هذا العام الدراسي بشكله الحالي الذي أصبح طويلا واستخدامه أسلوبا واحدا فقط «الدراسة الحضورية» وغياب فكرة هل مقررات المدرسة هي المكان الوحيد للتعلم! والعمل على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب الذي يخدم العملية التعليمية في المستقبل.

3OMRAL3MRI@