عبدالمعين عيد الأغا

صيام مرضى السكري

الثلاثاء - 21 مارس 2023

Tue - 21 Mar 2023

قد يختلف وضع الصيام مع مرضى السكري وخصوصا النوع الأول المعتمد على الأنسولين، وبذلك فإن صيامهم من عدمه يعتمد على قرار الطبيب المعالج ومدى قدرة المريض في السيطرة على مستوى السكر في الدم.

وسلامة مريض السكري مع صوم رمضان هي الأساس الذي يعتمد عليه «هل يصوم أم لا؟»، والطبيب المعالج هو من يقرر ذلك، لكون السلامة أولا هي أفضل وسيلة في الممارسة الطبية، وهذا ضروري للحفاظ على الروح والنفس، وفي الواقع ينبغي أن يكون قرار الصيام من عدمه هو قرار فردي يعتمد على حالة المريض ولا يجوز التعميم، فكل فرد يختلف عن الآخر، فالقاعدة الأساسية هي الفردية وليس التعميم.

والمخاطر الكبرى المحتمل حدوثها خلال الصيام لمن لديه داء السكري هي: نقص حاد في نسبة السكر في الدم، وما يصاحبه من مضاعفات خطيرة محتملة مثل لا قدر الله الغيبوبة أو التشنج، وزيادة نسبة سكر الدم مع احتمالية حدوث الحماض السكري الكيتوني، وفقدان السيطرة على حسن انتظام قراءات السكر في الدم بسبب تخفيض جرعات الأنسولين والإفراط في تناول الطعام خلال ساعات الليل، حدوث الجفاف أو الجلطات الدموية بسبب قلة شرب الماء، كما أنه قد تزداد معدل التنويم في المستشفيات بسبب حدوث مضاعفات السكري الحادة.

ويمكن تصنيف المرضى الذين يعانون من داء السكري النوع الأول إلى فئتين على أساس مستوى الخطورة المرتبط بالصيام، إما فئة عالية أو منخفضة الخطورة، إذ يحظر على الأشخاص من الفئة عالية الخطورة أن يصوموا لمنع إيذاء أنفسهم على أساس اليقين أو رجوح احتمال حدوث الضرر، لاعتبارات حدوث حالة نقص السكر في الدم الحاد المصاحب للإغماء أو التشنج خلال الأشهر الثلاثة السابقة قبل رمضان، ومن لديه نقص السكر المتكرر في الدم، ومن لديه عدم الإحساس بعلامات نقص السكر، والتحكم في نسبة سكر الدم غير المنتظمة (تحليل) السكر التراكمي فوق 10%، أيضا حدوث حالة الحماض السكري الكيتوني خلال الأشهر الثلاثة السابقة، واليافعات والشابات الحوامل من لديهن داء السكري، ومن لديه مضاعفات السكري المزمنة مثل اعتلال الشبكية السكري المتقدم أو اعتلال السكري والقصور الكلوي أو أي من مضاعفات السكري المزمن.

بالمقابل الحكم الموصي به لمن هم في فئة منخفضة الخطورة بأن يصوموا، وهي فئة تشمل من يسيطرون على قراءات السكر بشكل جيد ويحافظون على حسن انتظام معدل السكر التراكمي في المعدلات الجيدة، كذلك الذين يستخدمون تكنولوجيا السكري مثل حساس السكر أو مضخة الأنسولين أو كلاهما، ومن هم بصحة جيدة غير المصابين بمضاعفات السكري المزمنة.

وأخيرا، أنصح مرضى السكري بتجنب ممارسة الرياضة (المشي) أثناء فترة الصيام، فالكثير من المصابين بالسكري لا يتقيدون بهذه النصيحة، ويجتهدون في ممارسة الرياضة قبل الإفطار؛ وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لهبوط معدل سكر الدم، وأفضل وقت للمشي لمريض السكري في رمضان يكون بعد أداء صلاة التراويح، على أن يكون المشي من خفيف إلى معتدل، مع ضرورة الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب السوائل خلال المشي وبعده، وقياس معدل سكر الدم قبل ممارسة الرياضة وبعدها، فرياضة المشي مهمة جدا لمريض السكر بمعدل نصف ساعة يوميا؛ لكونها تنشط الجهازين الدوري والهضمي، ومن المهم جدا موازنة نوعية وكمية الطعام التي يتم تناولها من قبل مرضى السكري؛ حيث يتم تقسيم الوجبات على وجبتي الإفطار والسحور وما بينهما، إن الانتباه إلى هذه النصيحة وغيرها وتطبيقها يسهم في مساعدة مرضى السكري في الحفاظ على صحتهم واستمرارهم مدة أكبر بالصيام، وعدم الالتزام يؤدي إلى بعض المضاعفات؛ فإذا تناول المرضى وجبات كبيرة خلال شهر رمضان أثناء وجبتي السحور والفطور؛ فإنهم يتعرضون لخطر الإصابة بفرط سكر الدم، وهو ارتفاع نسبة الجلوكوز في أجسامهم؛ لذا ينصح بتقسيم الوجبات لتصبح بكميات أقل للحد من الإفراط في تناول الطعام من قبل مرضى السكر؛ لأن ذلك يرتبط بالعديد من المخاطر.

وعند ممارسة الرياضة بعد التراويح، يجب تناول بعض التمر، أو السكر، أو العصير أو أي شيء يمكن أن يرفع مستوى الجلوكوز؛ في حال التعرض لنقص السكر في الدم «لا سمح الله» واستمرار مراقبة مستويات السكر في الدم، وضرورة شرب الماء لتجنب الجفاف، وفي حالة الشعور بالتعرق الزائد أو الرعشة بشكل غير طبيعي أو اضطراب في معدل ضربات القلب؛ فلا بد من التوقف عن ممارسة الرياضة، وفحص مستوى السكر في الدم، وينصح أيضا بعدم ممارسة رياضة المشي بصورة فردية؛ بل يجب اصطحاب أحد من أفراد العائلة ملم بالحالة الصحية للفرد، كما ينصح مرضى السكري بتأخير السحور لتلافي تعرض الجسم لانخفاض مستويات السكر في الجسم، والتعجيل في الإفطار، مع الحرص على تناول الأدوية في مواعيدها الجديدة وقياس نسبة سكر الدم عدة مرات في اليوم.