محمد علي الحسيني

إنشاء هيئة للمجتمعات الإسلامية ومجلس إفتاء أوروبي في ملتقى لندن

السبت - 18 مارس 2023

Sat - 18 Mar 2023

بدعوة كريمة من رابطة العالم الإسلامي، جرى في يومي 11 - 12 من مارس الحالي، اجتماع للقادة المسلمين البريطانيين والأوروبيين في لندن لتعزيز التضامن المجتمعي، والمستقبل الإنساني المشترك لتنفيذ أسس ومبادئ وثيقة مكة المكرمة، وقد كان لنا شرف الحضور والمشاركة فيه، وكما عهدها العالم الإسلامي، فإن رابطة العالم الإسلامي قد كانت دائما سباقة من أجل القيام بأعمال ونشاطات فيها كل الخير للمسلمين أينما كانوا، حيث وضعت على عاتقها متابعة أمورهم ومشاكلهم وقضاياهم أينما كانوا، وهي تسعى من خلال ذلك لإثبات حقيقة الدور والتأثير الإيجابي للإسلام كديانة تدعو للتضامن والتعاون والمشاركة ليس بين المسلمين أنفسهم باختلاف مذاهبهم، بل وحتى مع أتباع الديانات السماوية الأخرى، وهذا الاجتماع المهم كان في الحقيقة تجسيدا لذلك.

هيئة للمجتمعات الإسلامية خطوة إيجابية للتصدي العملي لأهم الإشكالات التي تواجه المسلمين

إن البيان الختامي الصادر عن هذا الاجتماع أوصى بسبع نقاط من أجل تفعيل وترجمة بنود وثيقة مكة المكرمة على أرض الواقع، حيث جاء في النقطة الثالثة «العزم على إنشاء هيئة للمجتمعات الإسلامية في أوروبا بكل طوائفها ومذاهبها كهيئة مستقلة يشارك فيها الجميع على قدم المساواة، ويتفرع عنها مجلس إفتاء أوروبي يتم انتخاب أعضائه من قبل أعضاء الهيئة، وينتخب رئيسه من قبل أعضاء المجلس»، ومع ملاحظة أن إنشاء مجلس إفتاء أوروبي في هذه الظروف والأوضاع السائدة حاليا في العالم، بمثابة نقلة نوعية في التصدي العملي الجدي لأهم الإشكالات التي تواجه المسلمين في أوروبا ولا سيما لكون الافتاء يتضمن رأيا وموقفا شرعيا وفقهيا يعبر عن كل المذاهب الإسلامية دون اختلاف.

ملتقى لندن يتصدى لظاهرة فوضى الإفتاء في أوروبا بتأسيس مجلس إفتاء أوروبي.

إن خطوة رابطة العالم الإسلامي في ملتقى لندن مهمة جدا وهي تؤكد من خلالها على حرصها وسعيها للمبادرة بكل ما يصب في مصلحة المسلمين عامة وليس طائفة أو مذهب محدد، ولا سيما فيما يتعلق بمسألة الافتاء التي صار من الواضح أن الكثير من المتطفلين أو من الذين لا يفقهون آثار وتداعيات الافتاء في هكذا مجتمعات، يجب أن يكون للإسلام دوره النير والبناء في خدمة السلام والأمن المجتمعي، طفقوا يسعون لجعل أنفسهم كأوصياء وحكماء بهذا الصدد، في حين أن الإسلام قد أثبت ومن خلال 14 قرنا بأنه دين يكفل ويضمن الأمن المجتمعي ويحرص عليه أشد الحرص.

إن هذا الاجتماع وما قد تمخض عنه، يترجم مرة أخرى المهام الكبيرة التي حرصت رابطة العالم الاسلامي وشخص أمينها العام معالي الشيخ الدكتور محمد عبدالكريم العيسى على حملها على عاتقه، كخطى ملموسة على أرض الواقع بحيث تعبر الحاجز المذهبي وتنطلق للفضاء الإسلامي الجامع لكل المذاهب، وكذلك الانفتاح الإيجابي على أتباع الأديان والثقافات في أوروبا من أجل تحقيق مصالح وطنية ودولية وإنسانية مشتركة تسهم في استتباب السلام والأمن والاستقرار وتنزع أسباب وعوامل الشر والكراهية والتفرقة والانقسام من النفوس، وقطعا فإن هكذا خطوة إيجابية والتي اعتبرناها بمثابة نقلة في التصدي العملي الجدي لأهم الإشكالات التي تواجه المسلمين في أوروبا، ستثبت للعالم أجمع ماهية ديننا الحنيف ومن أنه لا يخدم المسلمين فحسب، وإنما الإنسانية جمعاء.

@sayidelhusseini