أصغر زعيمة في العالم تفضح مؤامرة الغرب

اتهمت الغرب بارتكاب خطأ كبير والتسبب في حرب روسيا وأوكرانيا مارين.. تقود الدولة الأكثر سعادة ولا تخجل من مسيرتها كعاملة مخبز
اتهمت الغرب بارتكاب خطأ كبير والتسبب في حرب روسيا وأوكرانيا مارين.. تقود الدولة الأكثر سعادة ولا تخجل من مسيرتها كعاملة مخبز

الخميس - 16 مارس 2023

Thu - 16 Mar 2023

وقف زعماء أوروبا في حالة صدمة وذهول، بعدما قالت الشابة سانا مارين رئيسة وزراء فنلندا «إن الغرب وراء حرب أوكرانيا التي أزعجت العالم، وأدت إلى معاناته وتراجع اقتصاده على مدار 13 شهرا».

وقالت أصغر رئيسة وزراء في العالم إن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا كان بإمكانها منع حرب روسيا وأوكرانيا مبكرا، وكشفت عن رؤية عبقرية كانت غائبة عن الكثيرين من الزعماء والمستشارين الذين هرموا وهم يجلسون على رأس السلطة.

كلام مارين الصريح جدا.. يكشف عن فتاة عبقرية أبهرت الناس في بلدها، بعدما تحولت من عاملة مخبز إلى سياسية شهيرة، ثم تولت رئاسة مجلس الوزراء في البلد الأوروبي الأكثر سعادة في العالم، ونجحت أن تدخل التاريخ بوصفها أصغر رئيسة مجلس وزراء في العالم.

الخطأ الكبير

أكدت سانا مارين أن الدول الغربية ارتكبت «الخطأ الكبير» عندما لم ترد معا بشكل أقوى على غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، وقالت خلال مشاركتها في المؤتمر الأمني الدولي بألمانيا «لو كنا رددنا بشكل أقوى على واقعة القرم، لما قامت الحرب».

أوضحت خلال حضورها حلقة نقاش بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أنه ربما اعتقدت روسيا أن الأمور ستسير في غزو العام الماضي «لأوكرانيا» كما سارت في غزو شبه جزيرة القرم، وأنه من الممكن كسب الحرب ببساطة وعلى نحو سريع في غضون بضعة أسابيع، وتابعت «علينا الآن أن نتعلم من الموقف الراهن، وأعتقد أن الدرس الأهم هو ألا نكون ساذجين».

لا تعرف الحزن

لا تعرف رئيسة وزراء فنلندا طعما للتعاسة والحزن، فهي تقود الدولة الأكثر سعادة في العالم على مدار السنوات الخمس الماضية وفقا لمؤشر السعادة العالمي، تعرب عن أملها في ترى العالم جميلا وجيدا وآمنا، دون الحاجة إلى إنفاق أموال على القوات العسكرية، لكنها قالت «إن الطريق الوحيد نحو السلام وتأمين النظام الدولي هو العمل على أن تكون أوروبا والدول الديمقراطية قوية».

تنظر الزعيمة الشابة التي تعترف بأنها تعيش حياتها بشكل طبيعي بعيدا عن الشهرة والصخب للأمور بشكل طبيعي، تؤكد أن هناك حاجة إلى إيجاد وسيلة لمواجهة الدول الاستبدادية، وترى أن هذه الدول يجب إجبارها على التفكير مرتين فيما إذا كانت تعتزم حقا استخدام العنف ضد دول أخرى.

قصة كفاح

لا تخجل مارين من ماضيها وتعتبره دليل على كفاحها، تقول «إنها عملت في مخبز كبائعة وعاملة خلال فترة الدراسة، ثم عملت في محل صرافة».

ولدت سانا ميرلا مارين في 16 نوفمبر 1985 في مدينة هلسنكي بفنلندا، وعاشت بداية حياتها في إسبو وبيركالا قبل أن تنتقل إلى مدينة تامبيري عاصمة إقليم بيركانما.

عندما كانت طفلة صغيرة، انفصل والداها وواجهت أمها مصاعب مالية إثر إدمان والدها لوري مارين الكحول، تزوجت سانا من لاعب كرة القدم السابق ماركوس رايكونن في الرابع من أغسطس 2020 وأنجبا طفلة.

تصف نفسها بكونها «صريحة وعنيدة جدا» منذ صغرها، فمنذ سنواتها الأولى عرفت بقوة الشخصية، والقدرة على تحدي الصعاب، وفي عام 2017 تخرجت سانا من جامعة تامبيري بعد حصولها على درجة عليا في دراسات علوم الإدارة.

تجربة ملهمة

تحمل مارين تجربة ملهمة، فلم يكن عمرها تجاوز 21 عاما عندما اقتحمت مارين عالم السياسة بانضمامها عام 2006 إلى «الحزب الاشتراكي الديمقراطي»؛ أقدم الأحزاب في فنلندا الذي تأسس عام 1899، وهو المحسوب على يسار الوسط، الذي تحول اسمه عام 1903 إلى «الحزب الاجتماعي الديمقراطي».

ترشحت على قوائم الحزب عام 2008 لانتخابات مجلس مدينة تامبيري، لكنها لم تنجح في الفوز بعضوية مجلس المدينة إلا عام 2012، لتتولى رئاسة المجلس عام 2013، وظلت تشغل المنصب حتى 2017.

وفي عام 2014، انتخبت لمنصب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لتدخل البرلمان بعدها بعام نائبة عن دائرة بيركانما لمدة 4 سنوات، ثم أعيد انتخابها مرة أخرى في السادس من يونيو 2019.

يوم للتاريخ

سيظل يوم 10 ديسمبر من عام 2019 يوما تاريخيا شهدته السياسة الأوروبية، بما في ذلك ما يزيد على 5 ملايين نسمة هم تعداد الشعب الفنلندي، حيث تم الإعلان عن اختيار سانا مارين البالغة من العمر 34 عاما، لتكون رئيسة وزراء فنلندا، ولتصبح بذلك أصغر رئيسة وزراء عرفتها أوروبا والعالم عبر التاريخ.

لم يكن هذا هو الإنجاز الوحيد الذي نجحت في تحقيقه سانا مارين، فقد أصبح مصدرا للإلهام للملايين من شباب وسيدات العالم، حين حصدت أصوات 99 عضوا مقابل 70 عضوا من أعضاء البرلمان الفنلندي لصالح اختيارها لتكون رئيسة الوزراء الجديدة.

باتت مارين من بين أصغر رؤساء الحكومات في العالم، متقدمة على رئيس الوزراء الأوكراني أولكسي غونتشاروك (35 عاما) وثالث امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد.

ترقص وتغني

في أغسطس 2022، أثارت مارين جدلا واسعا بعد تسرب مقطع فيديو لها وهي ترقص وتغني مع فنانين ومؤثرين فنلنديين، وما زاد الجدل استخدام مارين مصطلحا محليا دارجا يشير إلى «الكوكايين»، وفقا لصحيفة «هنلسكي تايمز» الفنلندية.

طالبت المعارضة بخضوع مارين لاختبار فحص المخدرات، لكنها أكدت عدم تعاطيها للمخدرات من قبل، وأعلنت خضوعها الطوعي لإجراء فحص المخدرات، ليعلن مكتب رئيسة الوزراء في 23 أغسطس 2022 أن نتائج اختبار المخدرات جاءت سلبية.

وتعد مارين ثالث امرأة تقود حكومة في تاريخ فنلندا، بعد أنيلي جاتينماكي التي ترأست الحكومة في الفترة من 17 أبريل وحتى 24 يونيو 2003 (69 يوما فقط)، وماري كيفينيمي التي قادت الحكومة لمدة عام واحد فقط في الفترة من 22 يونيو 2010 وحتى يونيو 2011.

أرقام في حياة سانا مارين:

  • 1985 ولادتها في مدينة هيلسنكي بفنلندا

  • 2006 بداية عملها في السياسة

  • 2008 ترشحها لانتخابات الحزب الاشتراكي

  • 2012 فازت بعضوية مجلس المدينة

  • 2013 تولت رئاسة المجلس وعمرها 28 عاما

  • 2014 ترأست الحزب الاشتراكي الديمقراطي

  • 2015 شغلت عضويات لجان البرلمان

  • 2019 انتخبت رئيسا لوزراء فنلندا