قمع الإيرانيين يبدأ بالرعب وينتهي بالصدمة

روشن روان: الانتفاضة الإيرانية أثبتت فشل استراتيجية الملالي في القمع انشقاق كبير داخل قوى الأمن.. ومقطع فيديو بكشف حالة إنهاك الجنود 3 جلسات تخطط لتنفيذ مجزرة.. والقادة يؤكدون عدم امتلاكهم الإمكانات ابنة شقيقة المرشد تدعو الحكومات الأجنبية لقطع علاقتها بطهران شعارات الموت ركزت على خامنئي وتجاهلت رئيسي والقادة الآخرين الحرس الثوري يعتقل مسؤولا في قناة تلفزيونية بداعي التحريض
روشن روان: الانتفاضة الإيرانية أثبتت فشل استراتيجية الملالي في القمع انشقاق كبير داخل قوى الأمن.. ومقطع فيديو بكشف حالة إنهاك الجنود 3 جلسات تخطط لتنفيذ مجزرة.. والقادة يؤكدون عدم امتلاكهم الإمكانات ابنة شقيقة المرشد تدعو الحكومات الأجنبية لقطع علاقتها بطهران شعارات الموت ركزت على خامنئي وتجاهلت رئيسي والقادة الآخرين الحرس الثوري يعتقل مسؤولا في قناة تلفزيونية بداعي التحريض

الاثنين - 28 نوفمبر 2022

Mon - 28 Nov 2022

فيما اعتقل الحرس الثوري الإيراني المسؤول الرئيس بقناة «إيران إنترناشونال» بمدينة خوي في محافظة أذربيجان الغربية أمس، أكد عضو لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب بالمقاومة هادي روشن روان، تخبط نظام الملالي في التعامل مع الانتفاضة الإيرانية، واستغلال كل الوسائل المتاحة لقمع الانتفاضة.

وادعت طهران أن القناة الإيرانية التي تنقل المظاهرات وتكشف حقيقة قمع الملالي، تعمل على التحريض والتخريب وتقويض الأمن العام، واعتبرت الاحتجاجات التي قتل فيها 660 شخصا وأدت إلى اعتقال 32 ألف آخرين، بعد مقتل الشابة العشرينية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، مجرد «أعمال شغب»، متجاهلا حالة الغليان والغضب الشعبي التي تشهدها 252 مدينة إيرانية.

في المقابل، وصف روشن روان ما يحدث في طهران وبقية المحافظات الإيرانية بأنه «فظائع ممنهجة تشهدها جميع شوارع إيران، لا سيما إقليم كردستان»، ولفت أن عملية القمع لدى الملالي تمر بخمسة مراحل، تبدأ من الوقاية وتمر بالرعب والحشد واستخدام السلاح وانتهاء بمرحلة الصدمة.

5 مراحل

وحدد عضو لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب بالمقاومة الإيرانية مراحل القمع الإيراني قائلا «يبدأ القمع بالوقاية ويعني اعتقال من يشتبه في أنهم بدؤوا الاحتجاجات بمجرد أن يكتشفوا المصدر، حيث يركزون عليه ويقومون بتحييده، وبعد ذلك يأتي الرعب، وهذا يعني ترهيب الجمهور ومنع الاحتجاجات، إما بالغاز المسيل للدموع أو بخراطيم المياه أو حتى بضرب الناس».

وتابع «ثالثا، يأتي ما يسمونه الحشد أو مشاركة الناس، حيث يحشدون قوات الباسيج القمعية والمقربين من النظام ويزعمون أن الجمهور ضد هذه الحركات، أما المرحلة الرابعة فتقوم على استخدام أسلحة غير قاتلة مثل طلقات صيد الطيور وبنادق الحبيبات، في حين أن المرحلة الخامسة هي الصدمة، مثل ما فعلوه بزاهدان، فقد نفذوا مجزرة وقتلوا الناس، وهم بهذه الطريقة يريدون ترويع المجتمع على أمل منع الانتفاضة من التصعيد».

مقاومة شجاعة

ويؤكد «حتى الآن.. فشلت جميع المراحل، لقد اتخذ النظام جميع الخطوات تحت إشراف حرس الملالي وحده، عندما نتحدث عن الشرطة أو الباسيج، فقد أداروا العمليات تحت قيادة حرس الملالي، حتى العملاء في ثياب مدنية، لكن من الناحية التكتيكية، استخدموا معدات الشرطة أو الملابس العادية في الميدان».

وأشار روشن روان إلى فشل حرس الملالي بعد استخدامهم قدرة القمع الكاملة للنظام، لأنهم واجهوا مقاومة شجاعة وقوية كانت تعمل بطريقة تنظيمية ولم تسمح للحركة بالتباطؤ، وبدلا من التراجع عند مهاجمتهم، بدؤوا في محاربة العدو بجرأة شديدة».

وأوضح «في اليوم التاسع عشر من الانتفاضة، أعلن قائد شرطة النظام، حسين أشتري، عن نقل 1800 عنصر من عناصره إلى المستشفى، هذا يجعل ما يقرب من 90 فردا في اليوم. ومن هنا فإن التحدي يعرقل الحملة إلى حد ما».

تحطيم الأيقونات

وحول سبب فشل النظام في قمع الانتفاضة، يعزو روشن روان السبب إلى تلك الأفعال المنظمة لتحطيم الأيقونات، ويقول «كل شيء بدأ بشعار الموت لخامنئي ولم يتوقف، فلا أحد يردد شعارات ضد إبراهيم رئيسي، بدؤوا بالدعوة إلى تغيير النظام على الفور، استهدفوا رئيس الدولة، ثم يأتي التنسيق بين المدن المختلفة، أيضا، ضع في الاعتبار الشباب والحركات ذاتها التي تقوم بعمل منظم، هذه حقيقة والنظام مرعوب للغاية».

وحول الانشقاقات في صفوف قوات النظام القمعية، يرى روشن روان أن الانشقاقات في صفوف النظام هي قضية خطيرة للغاية هنا، وأوضح «يجب أن تبقى هذه القوات في الميدان بشكل مستمر»، ويضيف «اعترف محافظ طهران بأن قوات الأمن لم تنم منذ عدة ليال، هذا يعني أنهم مرهقون، هؤلاء الأشخاص ليسوا منفصلين تماما عن المجتمع، لديهم أطفال وجيران، عندما يعودون إلى ديارهم، يواجهون المشاكل الناجمة عن الوضع الحالي وليس لديهم سبب لمواصلة عملهم سوى التهديد بقطع رواتبهم، وعندما ينخرط أبناؤهم في أنشطة مماثلة في المدرسة، فإن أطفالهم سيبدؤون في العصيان، وسيكون لجيرانهم وجهة نظر مختلفة عنهم.

انشقاق خطير

وبحسب روشن روان، فإن هذا يعني أن الكثير من هذه القوى قد ترغب في ترك وظائفها، لذلك عليك إضافة التأثير الاجتماعي إلى قضية الإنهاك.

ويتابع «على سبيل المثال، شاهدنا مقطع فيديو يظهر والدة عنصر أمن تقدمت وأخذت ابنها من الياقة وسحبته بعيدا، كان كل هؤلاء القادة وزملائهم الجنود يراقبون فقط، ولا أحد يستطيع أن يقول شيئا، هذا مؤشر واضح على الانشقاق الخطير بين الرتب الدنيا».

ويضيف «لديك أيضا الخلاف بين الرتب العليا الذين يجادلون بأن هذا النهج لم ينجح حتى الآن، في 22 سبتمبر، كان هناك اجتماع في مجلس الأمن الأعلى للنظام، حيث أراد مسؤولو الملالي اتخاذ قرار بشأن تنفيذ مجزرة».

وأوضح أن قادة حرس الملالي وقادة قوات الأمن الإقليمية اعترفوا بأنهم لا يملكون القوة البشرية اللازمة لتنفيذ هذا المسعى وفشلوا في اتخاذ مثل هذا القرار بعد ثلاث جلسات»، وحول توقيت عقد هذا الاجتماع يقول «كان في الأسبوع الثالث من الانتفاضة».

تنازلات خامنئي

ويرى عضو لجنة المقاومة، أن الهزيمة لم تجعل نظام الملالي يتراجع، و»فيما يتعلق بخامنئي، فهو مصمم على اتخاذ إجراءات صارمة، لكنه لم يلجأ إلى ذلك بعد».

ويشدد على أن «التراجع بالنسبة لخامنئي يعني السقوط، لكنه يواجه باستمرار أشخاصا، على كل من المستويات الأعلى والأدنى، لا يمكنهم تحمل الوضع بعد الآن، وهذا هو السبب في أنه عالق في طريق مسدود، وكان هذا ميزة للانتفاضة».

ويؤكد على أن تحدي الشباب في الميدان أدى إلى فشل كل مبادرات النظام، وأن هذه الشجاعة والصمود أفشلت مخططات النظام ولا مخرج له لا إلى الأمام ولا للخلف. ويضيف «يجب على خامنئي تقديم تنازلات كبيرة وقبول التخلي عن مؤسسته بالكامل، لأنه فيما يتعلق بالمفاوضات، مع من تريد التحدث ليس لدى المتظاهرين أي شخصية يمكنك التحدث إليه.

ويرى روشن روان أن «مطالب الثوار الإيرانيين غير قابلة للتفاوض، فهم يدعون خامنئي لترك السلطة، وخامنئي لا يريد الرحيل، وهذا هو الوضع الذي نحن فيه».

دعوة مرادخاني

ودعت فريدة مرادخاني، ابنة شقيقة المرشد الإيراني علي خامنئي، الحكومات الأجنبية لقطع كل علاقاتها بطهران بسبب حملة القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات لكبح احتجاجات حاشدة أطلقت شرارتها وفاة شابة وهي قيد احتجاز الشرطة.

وحظي بيان في مقطع فيديو لفريدة، وهي مهندسة كان والدها شخصية بارزة في المعارضة وتزوج شقيقة خامنئي، بانتشار واسع على الإنترنت بعد ما ذكرته وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)، عن اعتقالها في 23 نوفمبر الجاري.

وقالت في الفيديو «أيتها الشعوب الحرة، ساندونا وأبلغوا حكوماتكم بأن تتوقف عن دعم هذا النظام الدموي قاتل الأطفال... هذا النظام ليس وفيا لأي من مبادئه الدينية، ولا يعرف أي قواعد سوى القوة والتشبث بالسلطة».

تطورات إيرانية:

• دعت اليونيسف إلى وضع حد للعنف وسوء المعاملة ضد الأطفال في إيران بعد مقتل 67 طفلا في الاحتجاجات.

• قالت إيران إن اعتقال المسؤول عن قناة «إيران إنترناشيونال» جرى من خلال عملية مخابراتية معقدة.

• استدعت الخارجية الإيرانية سفير ألمانيا في طهران هانز - أودو موتسل للاحتجاج على التصريحات بشأن الاضطرابات الأخيرة.

• نفت إيران اتهام الولايات المتحدة لها بالتورط في الهجوم على ناقلة نفط قبالة سواحل عمان.