عبدالله محمد الشهراني

متحف طيران.. بدون تكلف

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022

Wed - 02 Nov 2022

قطاع الطيران عالم جميل وجذاب لأغلب الناس، وثقافة الطيران مرتبطة دوما بالتقنية والسفر والسرعة والفضاء والمنشآت وأمور أخرى كثيرة. هذه الثقافة وإن كانت غير موجودة لدينا بشكل واضح ومدروس ويستهدف شريحة معينة، إلا أنها أصبحت أمرا تسعى إليه غالب الدول، فالنتائج المرجوة خلال نشر ثقافة الطيران، سواء المدني أو العسكري، كثيرة تبدأ بالمعرفة وتنتهي بالتصنيع.

إن من أهم أشكال نشر ثقافة الطيران في المجتمع إنشاء المتاحف المتخصصة بالطيران، فهي تسرد مسيرة الطيران وتاريخه في البلد، وتنبئ عن مستقبله وما يطرأ عليه من تطورات. متاحف تجمع بين المتعة والمعرفة لجميع شرائح المجتمع ومختلف فئات العمر.

نجد هذا التوجه واضحا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك ما يقارب 262 متحفا عن الطيران، وفي ألمانيا التي تمتلك 48 متحفا متخصصا في الطيران، وأيضا في المملكة المتحدة التي تمتلك 43 متحفا. بينما في السعودية لا نمتلك سوى متحف صقر الجزيرة «العسكري» بمدينة الرياض.

لقد ارتبطت معظم المطارات العالمية بمتاحف ملاصقة لها، وهي فكرة رائعة تعطي المسافرين فرصة للتعرف على البلد وإمضاء وقت ممتع قبل الرحلة. أذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر، متحف الطيران في مطار بودابيست «إيرو بارك»، وفي مدينة ملبورن بولاية فلوريدا الأمريكية «متحف المطار»، وفي بلغراد وفي مطار تسلا «متحف الطيران»، وفي أستراليا وفي مطار إلاوارا «متحف تاريخ الطيران». والقائمة طويلة في الحقيقة وتكاد تكون مستحيلة الحصر، لكن لو بحثنا عن العامل المشترك بين غالب تلك المتاحف، لوجدنا أنها اعتمدت جميعا على الاستفادة المثلى من المساحات الكبيرة المتوافرة بأي مطار، واستخدمت من ناحية أخرى الطائرات القديمة، أو تلك التي خرجت مبكرا عن الخدمة لأي سبب كان.

مطارا الرياض وجدة لديهما الموقع الجيد والمساحات الكبيرة المجاورة لحرم المطار، لإنشاء منطقة ترفيه تحوي مجموعة من الطائرات على شاكلة متحف Aeropark بمطار بودابيست، خصوصا أن الإمكانات متوافرة من مساحات شاسعة وطائرات عسكرية ومدنية خارج الخدمة كثيرة ومتنوعة وموجودة حاليا داخل المطار. تنفيذ الفكرة لا يحتاج إلى أي تعقيد، مجرد سحب الطائرات المختاره ووضعها في الأماكن القريبة من المطار، ثم الاعتناء بمظهرها خارجيا وداخليا بين فترة وأخرى.

إلى جانب نشر ثقافة الطيران، فإن تاريخ المملكة في الطيران المدني والعسكري يستحق الإشادة، فنحن الأوائل والرواد في المنطقة، وفي ظل وجود الإمكانات أصبح من الواجب إظهار هذا التاريخ في موقع يجمع بين المتعة والمعرفة.

ALSHAHRANI_1400@