عبدالله محمد الشهراني

شركات الطوافة بين نوكيا وأبل

الخميس - 20 أكتوبر 2022

Thu - 20 Oct 2022

تحولت مؤسسات الطوافة بقرار من مجلس الوزراء إلى شركات، وتم اختيار العدد الأكبر من أعضاء مجلس إداراتها بالانتخاب، وتعيين الأعضاء الآخرين من قِبل وزارة الحج. أدارت شركات الطوافة حج عام 2022 بنجاح باهر، معتمدة كعادتها على الخبرات التي تمتلكها والعلاقات القوية المتجذرة مع بعثات الحج.

قبل انتهاء موسم الحج ظهرت جميع الشركات في قمة نشاطها، وبدت راغبة في تحقيق انطلاقة سريعة، وبدأنا نسمع عن مبادرات عظيمة في شركة (أ) ومشروع في شركة (ب)، ونقلة نوعية في شركة (ج). لكن عندما انتهى موسم الحج كعادته في 15 محرم أطفئت أنوار بعض الشركات، بينما اندلعت المعارك في مجالس إدارات البعض الآخر، وعاشت شركات أخرى حالة من التيه، في حين بقيت شركة واحدة تسير على المسار الصحيح.

ما حدث -ويحدث- هو تعبير عن حالة «الشعور بالأمان وبأن الوضع مستقر»!. والأخطر من ذلك هو الشعور بأن الوضع سيظل مستقرا للأبد وأن الزبون (في الجيب). حدث مثل هذا -حالة الشعور بالأمان- قبل خمسة عشر عاما تقريبا، حين أحست شركة نوكيا بأن وجودها وهيمنتها على السوق مستمران للأبد. نوكيا -ومثلها بعض شركات الطوافة- تعلم أن السوق سيكون مفتوحا غدا، والأهم أن شركات أبل وسامسونج وهواوي وغيرها -شركات الحج الجديدة- لن تنتظر انفتاح السوق لتبدأ، فهي بالفعل قد بدأت بالتخطيط ودراسة السوق، وبعضها شركات تعمل على مدار السنة، وتدار بشكل مؤسساتي له أنظمته وإجراءاته التي ستجعلها تنطلق وتدخل السوق بقوة.

وقتها أتمنى ألا تتكرر نفس عبارات نوكيا -تعليقا على منتجات أبل-: نحن أهل الخبرة، مين يحج مع هذه الشركات الجديدة! ويأتي موسم الحج وتنجح الشركة الجديدة وتبدأ بعض الشركات القديمة -نوكيا- بالتراجع في السنوات الأولى ثم بالاختفاء في السنوات التي تليها.

كل ذلك سيحدث في حال ظلت وتيرة العمل في بعض الشركات بالبطء الملحوظ حاليا، وبالتردد والخوف كذلك.

إن إصرار بعض الشركات على إدارة موسم الحج بأسلوب مؤسسات الطوافة سيمنع نمو تلك الشركات، وسيشجع الحجاج على البحث عن شركات أخرى تدار باحترافية، وستكون الفجوة التي يدخل منها المنافسون الحاليون والشركات الجديدة كبيرة، ولن تنجح الشركات التي تسودها المعارك الشخصية في التصدي للتحدي الكبير.

إن النجاح سيكون حليف الشركة التي تؤمن بالتجديد والتغيير، الشركة التي تعلم أن الوقت لا يقدر بثمن، وأن للقرار تكلفة باهظة عندما يتأخر صدوره عن الوقت المناسب.

إن دخول الشركات الجديدة للسوق أمر صحي، وإضافة مهمة لتجويد الخدمة، ونجاح شركات الحج الجديدة ليس من الضروري أن يكون على حساب خسارة أو إفلاس الشركات الطوافة لكن احتمال وقوع ذلك وارد، وذلك في حال تباين مستوى الخدمة والتفاوت في نوعية المنتج.

الخلاصة: Change Or Die.

ALSHAHRANI_1400@