خامنئي يأمر بقتل الإيرانيين

العفو الدولية: النظام يستخدم الذخيرة الحية لإسكات المتظاهرين فرهادي: النساء الشجاعات قدن الاحتجاجات بحثا عن حقوقهن حرق أعلام الملالي في سفارات لندن وبرلين وبروكسل وباريس وأثينا180 قتيلا في 10 أيام.. والمظاهرات تصل إلى العواصم الأوروبية
العفو الدولية: النظام يستخدم الذخيرة الحية لإسكات المتظاهرين فرهادي: النساء الشجاعات قدن الاحتجاجات بحثا عن حقوقهن حرق أعلام الملالي في سفارات لندن وبرلين وبروكسل وباريس وأثينا180 قتيلا في 10 أيام.. والمظاهرات تصل إلى العواصم الأوروبية

الاثنين - 26 سبتمبر 2022

Mon - 26 Sep 2022

على الرغم من سقوط 180 قتيلا، لم تتوقف القوات الأمنية في إيران عن إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، وفق تعليمات مشددة حصلت عليها من المرشد الأعلى علي خامنئي أعلى سلطة في نظام الملالي، حيث أعطى تعليمات صارمة لرئيس السلطة التنفيذية إبراهيم رئيسي بضرورة قمع الانتفاضة بكل الوسائل.

وتعاطفت 8 دول مع المتظاهرين الإيرانيين، ونظموا مظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق، على خلفية مقتل الشابة العشرينية مهسا أوميني على يد شرطة الإرشاد.

وندد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام «غير المتكافئ والمعمم» للقوة في حق المتظاهرين الإيرانيين، وقال إنه «مرفوض وغير مبرر»، فيما استمرت قيادة إيران في توعد المتظاهرين، وشدد رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي على «ضرورة التعامل بدون أي تساهل» مع المحرضين على «أعمال الشغب».

أوسع احتجاجات

ووصف مراقبون الاحتجاجات التي تشهدها إيران بأنها الأوسع منذ تظاهرات نوفمبر 2019 التي نجمت عن ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالي مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد (230 قتيلا بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300 حسب منظمة العفو الدولية)، وتخللتها مواجهات مع قوات الأمن وإطلاق شعارات مناهضة للنظام، بحسب وسائل إعلام وناشطين، ومنذ أيام عدة تظهر مقاطع مصورة نشرت على الإنترنت مشاهد عنف في طهران ومدن كبرى أخرى مثل تبريز (شمال غرب)، وبدت قوات الأمن في بعض هذه المقاطع تطلق النار باتجاه المتظاهرين.

ومنذ بدء التظاهرات الحالية، أوقف أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة في الشمال، علما أن العدد قد يكون أكبر في مجمل أنحاء البلاد، وأفادت لجنة حماية الصحفيين التي مقرها في الولايات المتحدة بأن 17 صحفيا أوقفوا في إيران منذ بدء الاحتجاجات.

تحرك دولي

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بـ»تعمد إطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين»، داعية إلى «تحرك دولي عاجل لإنهاء القمع».

وحض المخرج الإيراني الحائز على جائزتي أوسكار أصغر فرهادي في منشور جديد على موقع انستقرام شعوب العالم على «التضامن» مع المتظاهرين في إيران، وأشاد بـ»النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن».

ومع احتدام الاحتجاجات في إيران والتظاهرات التضامنية معها في الخارج حاول محتجون غاضبون إيرانيون اقتحام السفارة الإيرانية لدى لندن، وأظهر فيديو مئات المحتجين الذين حاولوا اقتحام المبنى وهم يهتفون بشعارات مناوئة للنظام الإيراني في حين تصدت لهم قوات الأمن البريطاني.

وقالت شرطة لندن إن عناصر أمن انتشروا بالقرب من السفارة، الأحد، وذلك في ظل «التجمعات الكبيرة» السلمية التي شوهدت في العاصمة البريطانية خلال الأيام الأخيرة بعد وفاة أميني.

اقتحام السفارات

وشهد عدد من العواصم الأوروبية تجمعات لعدد غفير من الإيرانيين الذين اقتحموا عددا من الممثليات الإيرانية، منها السفارة الإيرانية لدى برلين وبروكسل وباريس وأثينا.

ونشر ناشطون صورا لمحتجين تسلقوا جدار السفارة الإيرانية في برلين وأنزلوا العلم الإيراني وأحرقوه، وفي بروكسل اشتبكت الشرطة مع محتجين حاولوا اقتحام مبنى السفارة.

وجرت مواجهة أخرى أمام مبنى السفارة الإيرانية في أثينا وكتب المحتجون على جدران السفارة «الموت لخامنئي».

وترافق مع ذلك مظاهرات احتجاجية أمام عدد من سفارات إيران في عواصم أوروبية أخرى بالإضافة إلى تجمع احتجاجي أمام مكتب حفظ المصالح الإيرانية في واشنطن.

واعتقل المئات في إيران خلال ليال من التظاهرات احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وسائل إعلام رسمية.

تعطيل البرلمان

واستطاعت مجموعة قراصنة، تعطيل موقع البرلمان الإيراني كما نشرت أرقام هواتف النواب، في الوقت الذي بدأت فيه طهران التضايق من الإعلام الخارجي والتصريحات الخارجية في نقل صورة الاحتجاجات، حيث قامت باستدعاء سفيري بريطانيا والنرويج.

وطلبت المجموعة التي تضم أكبر تجمع لقراصنة الإنترنت من المحتجين أن يتصلوا بالنواب ويسألوهم “لماذا يدعمون الديكتاتور” في إشارة إلى مرشد النظام علي خامنئي.

وألقيت زجاجة مولوتوف على السفارة الإيرانية في أثينا دون أن تتسبب بأضرار، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية.

ونقلت الوكالة عن الشرطة اليونانية قولها إن شخصين على دراجة نارية ووجوههما مغطاة ألقيا زجاجة مولوتوف انفجرت على حائط السفارة.

استدعاء سفيرين

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها استدعت سفير بريطانيا للاحتجاج على ما وصفته بأنه «تحريض على أعمال شغب» تنتهجه شبكات تلفزة معارضة للنظام الإيراني تبث من لندن باللغة الفارسية.

كذلك استدعت الخارجية الإيرانية سفير النرويج لسؤاله بشأن «تصريحات غير بناءة شكلت تدخلا في شؤون إيران الداخلية» أدلى بها رئيس البرلمان النرويجي على خلفية التظاهرات التي تشهدها إيران.

وأعلنت الخارجية الإيرانية في بيان أنها استدعت السفير البريطاني لإبلاغه «احتجاج طهران الشديد على دولة بريطانيا والتي تستضيف وسائل إعلام وضعت على جدول برامجها الرئيسية التحريض على أعمال الشغب وتوسيع نطاق الاضطرابات في البلاد» وفق ما أوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا».

اعتقالات واسعة

وتحدثت تقارير إخبارية عن اعتقالات بالجملة، وأعلن قائد شرطة محافظة كيلان الجنرال عزيز الله مالكي «اعتقال 739 من مثيري الشغب بينهم 60 امرأة» في المحافظة، وفق وكالة تسنيم للأنباء.

وتواجه المتظاهرون على مدى 10 ليال مع قوات الأمن فأحرقوا آليات للشرطة وأطلقوا شعارات معادية للنظام في العاصمة طهران، كما في أصفهان وقم (وسط) ومشهد (شمال) وعشرات المدن الأخرى، وفق وسائل إعلام وناشطين، وأوقف المئات منهم. وفي محافظة غيلان (شمال) وحدها أوقف «739 من مثيري الشغب بينهم ستون امرأة» بحسب ما نقلت وكالة تسنيم للأنباء عن قائد الشرطة هناك.

واعتقلت قوات الأمن أعدادا من النشطاء والصحفيين، وأفاد شريف منصور من لجنة حماية الصحفيين ومقرها في الولايات المتحدة عن توقيف 11 صحفيا منذ الاثنين الماضي، بينهم نيلوفر حميدي من صحيفة «شرق» الإصلاحية الذي كتب عن وفاة أميني.

ذخيرة حية

وفي بعض الفيديوهات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمكن مشاهدة عناصر أمن يطلقون الذخيرة الحية باتجاه متظاهرين غير مسلحين في بيرانشهر وماهاباد وأورميا.

وفي تسجيل مصور نشرته «إيران هيومن رايتس»، يمكن مشاهدة عنصر من قوات الأمن يطلق النار من رشاش «أي كيه -47» على ما يبدو باتجاه متظاهرين في «شهري ري»، بالضواحي الجنوبية لطهران.

واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بإطلاق النار «بصورة متعمدة... بالرصاص الحي على متظاهرين»، داعية إلى «تحرك دولي عاجل لوضع حد للقمع»، كما أبدت مخاوف حيال «قطع الإنترنت المفروض عمدا» في إيران مع حجب واتس اب وانستقرام.

شارة النصر

وقال مركز «هنكاو» لحقوق الإنسان الكردي ومقره في أوسلو إن المتظاهرين «سيطروا» على أجزاء من مدينة أشنويه في شمال غرب إيران، وأظهرت مشاهد مصورة متظاهرين يسيرون رافعين شارة النصر، لكن مركز «هنكاو» أبدى مخاوف من حملة قمع جديدة في هذه المدينة الكردية.

وأقرت السلطة القضائية بأن «مثيري الشغب هاجموا ثلاث قواعد للباسيج» في المدينة، لكنها نفت من خلال وكالة الأنباء التابعة لها أن تكون قوات الأمن خسرت السيطرة على أنحاء من المدينة.

وتوعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بـ»التعامل بحزم» مع التظاهرات، وذلك في اتصال هاتفي أجراه مع عائلة عنصر من الباسيج قتل في مشهد، بحسب ما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية، وشدد رئيسي «على ضرورة التمييز بين الاحتجاج والإخلال بالنظام العام والأمن ووصف الأحداث بأنها أعمال شغب».

أرقام من المظاهرات الإيرانية:

  • 146 مدينة تشهد المظاهرات داخل إيران

  • 8 عواصم في الخارج شهدت احتجاجات موازية

  • 180 قتيلا سقطوا خلال الاحتجاجات

  • 700 معتقل في مدينة واحدة