مرفت عبدالجبار

كلمة ولكن..!

الخميس - 04 أغسطس 2022

Thu - 04 Aug 2022

في خضم بحر الكلمات وقواميسها، ومعانيها، ودلالتها الكامنة في العقل الإنساني، يتمايز الناس في استخدامهم لهذه الكلمات والمفردات المعبرة عن مكنونات نفوسهم وأفكارهم، في حياتهم العامة، والخاصة.

فمنهم من يتعامل مع الكلمة بما توحيه عليه الطبيعة المعتادة بإطلاقها خالية من التأمل، والتفكر في معناها، ووقعها قبل خروجها، وبالتالي يكون صداها لدى المتلقي بطريقة (الحظ)، الحظ في سجية هذا المتفوه بالكلمة إن كانت من قبيل التهذيب، واللطف، أو التعبير العام، أو إن كانت من قبيل الشدة، والصلافة، أو سوء الخلق، وقلة الذوق!..، فيكون المتلقي رهينا لمعرفته بحال المتحدث، أو الجهل بحاله، مع محاولة تفعيل خيار حسن الظن -إن استطاع-، أو الامتعاض العريض في حال لم تعجبه!

ونوع كهذا من الناس، لا تتوقع منه إحساسا بطبيعة كلماته تجاهك، أو ضميرا مؤنبا، أو مزيد مبالاة بك وبأي واد هلكت!

ومنهم من يدرك أهمية الكلمة ومدى فاعليتها وتأثيرها في النفوس وإيصال المعنى المراد منها، فأنت أمام صنف يعي بامتياز طبيعة الحرف المرسل إليك، فإما أن يكون القصد منها الهدم، وبالتالي احترافيتهم في انتقاء الكلام القاتل، والمسموم، -وقس عليه-، وإما أن يكون الهدف منها البناء وبالتالي براعتهم في اصطفاء لفظهم الجمالي الدال على سمو ذواتهم لتحقيق أهدافهم المنشودة.. ( بناء، تقويم، إدخال سرور وحسن ثناء...).

مع الكلمة: أنت تعيش تماما مع روح قائلها وما يعتلج في داخله من أفكار، وتصورات، ومشاعر تجاه الآخرين، أو الأشياء.. بجانب أمور أخرى... عندما تكون الكلمة ذات مخرج واحد، بمرادفات متنوعة، لا أدري لماذا يغلف بعض الناس حناجرهم بغلاف مهترئ، وبالغ البشاعة من سوء التعبير، وشدة الشح!

جميلة تلك الكلمة التي تبني، وتهدي الأرواح عبيرا أخاذا واسع الانتشار.. تجد صداه في ردود الأفعال، ويصل مرادها عند الآخرين بقلوب منشرحة لسموها، أو تقوم سلوكا معينا فيهم نحو الأفضل مع فيض امتنانهم.

الكلمة خلق: يرقى بها صاحبها لمعالي الحسن، أو يهوي بها لمسافل القبح!

Mjabbar 11@