مقتل الظواهري ضربة معلم.. أم «شو» هوليودي؟

هوفمان: حافظ على تماسك التنظيم الإرهابي وتمتع باستقلال تكتيكي كبير عاش داخل قصر في حي يقطنه دبلوماسيون غربيون وكان صديقا لطالبان سيف العدل العقل المدبر لحملة القاعدة الفاشلة في المملكة عام 2003 الخليفة المحتمل فجر سفارتين أمريكيتين وعلم حمزة نجل أسامة بن لادن قائمة أمريكا تحتوى على 4 أضعاف الجماعات الإرهابية مقارنة بـ11 سبتمبر
هوفمان: حافظ على تماسك التنظيم الإرهابي وتمتع باستقلال تكتيكي كبير عاش داخل قصر في حي يقطنه دبلوماسيون غربيون وكان صديقا لطالبان سيف العدل العقل المدبر لحملة القاعدة الفاشلة في المملكة عام 2003 الخليفة المحتمل فجر سفارتين أمريكيتين وعلم حمزة نجل أسامة بن لادن قائمة أمريكا تحتوى على 4 أضعاف الجماعات الإرهابية مقارنة بـ11 سبتمبر

الأربعاء - 03 أغسطس 2022

Wed - 03 Aug 2022

تفاعل العالم كله مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري عبر ضربة بطائرة مسيرة، الأمر الذي يثير تساؤلات كبيرة عن حجم الدور الذي كان يلعبه الظواهري في التنظيم؟

وهل كانت ضربة معلم ستسهم في تعطيل التنظيم الإرهابي وجماعات الموت في العالم كله، أم مجرد شو هوليودي من أجل تأكيد الدور الأمريكي في محاربة الإرهاب؟

يقدم الكاتب والخبير الأمريكي بروس هوفمان إجابات عديدة في تحليل نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، حيث يشير إلى أن الظواهري كان مهما للغاية للقاعدة في العقد الذي أعقب مقتل أسامة بن لادن زعيم التنظيم السابق، فقد حافظ على تماسك التنظيم بقوة شخصيته ورؤيته الاستراتيجية، التي أتاحت لمختلف فروع القاعدة بمواصلة أجنداتها المحلية والإقليمية، والتمتع باستقلال تكتيكي تام.

خطة الخلافة

ويؤكد الخبير أن رؤيته الاستراتيجية ناجحة، حيث تمتلك حركة الشباب وجماعة نصر الإسلام وجودا قويا في شرق أفريقيا ومنطقة الساحل، على الترتيب، كما أن تنظيم القاعدة لا يزال يقاتل في اليمن، كما انتشر في شبه القارة الهندية في بنجلاديش والهند والمالديف وميانمار وباكستان، وما زال تنظيم حراس الدين هو ممثل القاعدة في بلاد الشام، لم يكن كل هذا ليتحقق بدون الظواهري.

وعلى الرغم من أن التنظيمات التابعة للقاعدة كانت تتمتع باستقلال هائل، فقد التزمت بإيديولوجية التنظيم وتقيدت باستراتيجية الظواهري، وسوف يستمر هذا الوضع، ورأى هوفمان أن الخطوة التالية لتنظيم القاعدة هي التركيز على خطة الخلافة، مشيرا إلى أن سيف العدل، وهو أحد أبرز قادة القاعدة منذ فترة طويلة هو المرشح الأوفر حظا لخلافة الظواهري.

تفجير سفارتين

لعب سيف العدل الضابط السابق بوحدة عمليات خاصة بالجيش المصري دورا مهما في تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي عاصمة كينيا وفي دار السلام العاصمة السابقة لتنزانيا، كما كان العقل المدبر لحملة القاعدة الفاشلة في السعودية عام 2003، وقد قام بتعليم وتوجيه حمزة بن لادن، نجل أسامة، الوريث الشهير كأمير للقاعدة، وفي السنوات الأخيرة كان يشرف على عمليات القاعدة في سوريا.

ومن المتوقع أن يكون سيف العدل نشطا في لم شمل تنظيم القاعدة وفروعه، وفي نهاية الأمر، وبعد أيام قليلة، سيحتفل تنظيم القاعدة بالذكرى السنوية الـ34 لتأسيسه، ولا يمكن أن يستمر تنظيم إرهابي لأكثر من ثلاثة عقود من خلال الاعتماد على زعيم واحد.

4 أضعاف

وتحتوى قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للجماعات الإرهابية حاليا على أربعة أضعاف الجماعات التي تشترك في إيديولوجية القاعدة مقارنة بالقائمة وقت هجمات 11 سبتمبر 2001 ولذلك، فإنه بطريقة أو بأخرى، ستستمر الحرب التي أعلنها بن لادن قبل أكثر من ربع قرن بمستوى معين.

واعتبر الكاتب بروس هوفمان الأستاذ في «كلية إدموند أ.

والش للشؤون الخارجية» في «جامعة جورج تاون»، والتي يدير فيها «مركز الدراسات الأمنية» و»برنامج الدراسات الأمنية» والخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن إقامة الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول وقت مقتله لها أهمية كبيرة، حيث تشير إلى أنه كان يقيم هناك بمعرفة حركة طالبان، وهذا يهدم مزاعم طالبان بأنها قطعت علاقتها بالقاعدة، ويؤكد أن الجماعة ليست سوى شريك مقرب وحليف.

قصر كابول

لم يكن الظواهري يعيش في كهف في قرية نائية على الحدود مع باكستان، ولكن في قصر في جزء من كابول يقطنه دبلوماسيون غربيون. ومن الواضح أنه كان صديقا مقربا من حركة طالبان وتتم معاملته بإجلال واحترام كبيرين. وسيقوض هذا جهود طالبان للتفاوض مع الولايات المتحدة للإفراج عن 9 مليارات دولار من الأصول المجمدة لدى واشنطن.

وفيما يتعلق بمدى الخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة مقارنة بالجماعات الإسلامية الأخرى، قال هوفمان «إن تنظيم القاعدة تحت قيادة الظواهري، كان يلعب لعبة طويلة، وكان قانعا بالعمل بهدوء لإعادة بناء التنظيم وإعادة تجميعه، في الوقت الذي ركز فيه العالم على هزيمة تنظيم داعش وتدمير خلافته».

استراتيجية الظواهري

وانقسمت استراتيجية الظواهري إلى شقين، الأول ترك تنظيم الدولة ليكون محور كل اهتمام الولايات المتحدة وحلفائها، بينما وجه تنظيم القاعدة قوته للاستمرار في كفاحه المستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وكان الشق الثاني هو تصوير القاعدة على أنه تنظيم يضم متشددين معتدلين- كقوة أكثر موثوقية وليست سريعة الزوال مقارنة بتنظيم الدولة الأكثر تهورا وعنفا.

وتأكدت صحة استراتيجية الظواهري الهادئة من خلال الصبر والمثابرة اللذين أعادا طالبان إلى السلطة في أفغانستان، ولذلك، على الرغم من أن تنظيم القاعدة كان أقل نشاطا من منافسيه أو حتى فروعه، فهذا لا يعني أنه نبذ الإرهاب أو تخلى عن كفاحه.

عمل استخباراتي

وفيما يتعلق بعلاقة الضربة الجوية بنهج إدارة بايدن في مكافحة الإرهاب، قال هوفمان «إن الظواهري كان يقف في شرفة مسكنه يوميا في وضح النهار. وقد تعقبت أجهزة الاستخبارات الأمريكية حركة زوجته وبناته وأحفاده إلى القصر في أحد أحياء كابول. ثم تعرفت على الظواهري عند حضوره للانضمام إليهم».

هل يعتبر هوفمان موت الظواهري ضربة معلم؟


  • يعد خبرا رائعا، لكنه لا يبرهن حتى الآن على فعالية استراتيجية بايدن المستقبلية لمكافحة الإرهاب.

  • سيكون هذا نجاحا استخباراتيا بحجم مختلف إذا نجحت الجهود الأمريكية الحالية لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.

  • تحتاج المخابرات الأمريكية إلى عرقلة التخطيط لهجمات إرهابية فعلية ومنع تنفيذها.

  • تبطل الضربة مزاعم المنتقدين الذين طالبوا بأن تركز الوكالة على جمع المعلومات المهمة للحياة اليومية للمواطنين.

  • الدور المحوري لوكالة الاستخبارات في مقتل بن لادن والظواهري يظهر نقاط القوة والقدرات التي لا نظير لها.