فايزة العميري

ماذا سنكتب على جدران الزمن؟

الاثنين - 25 يوليو 2022

Mon - 25 Jul 2022

‏سؤال طالما استوقفني وقفة محتار فأثاراني إلى أسئلة تخجل منها نفسي وتحتار كيف تجيب وبماذا تجيب؟ ألا وهو ماذا قدمنا في هذه الحياة وما العمل الذي عملناه أو سنعمله حتى نخلد به حتى لو فارقنا الحياة ويعود علينا بالأجر حتى ونحن في القبور؟

‏ألا ترون أن من الناس من يكون قد فارق الحياة ووري الثرى لكنه وكأنه حي بين أظهرنا، ذكره باق وبصمته خالدة؛ لأنه قدّم في الحياة أعمالا جليلة خلدت اسمه وأبقت أثره وذلك لا للشهرة وإنما سعيا في بلوغ السيل المتدفق من الحسنات الذي يجري عليه حتى وهو يوارى الثرى فذلك إنسان ممن زاد في الحياة.

‏وكأنني بهذه الكلمات أخاطب نفسي وشباب الأمة وفتياتها وأسألهم: ‏ماذا ستكتبون على جدران الزمن؟ ‏ألا ترون أديبكم الرافعي الذي كتب على جدران الزمن مقولة نقشت في القلوب بماء الذهب فصار كل قلب ولسان يرددها ويسعي حتى يعمل بها فأثارت الهمم فأصبح كل من يقرأ هذه المقولة تصبح همته همة بركانية وتقوى عزيمته وإرادته.

‏أتعلمون ما هي هذه المقولة إنها (إن لم تزد على الحياة شيئا فأنت زائد عليها).

‏إلى النشء عموما سواء كان شبابا أو فتيات: ألم ترفع هممكم؟ ألم تتحرك فيكم هذه الكلمات؟ ثم ماذا تريدون أن تصنعوا للأمة؟ وماذا ستقدمون في الحياة حتى تبلغوا رضا ربكم؟ ‏ويكون وجودكم ذا معنى وقيمة.

‏فإنني أخاطبكم بلهفة مشفق ومحب.. أأصابتنا شيخوخة الهمم والعزائم؟! ‏أستخف بنا اللهو فانقلبت حياتنا من حياة الجد إلى الهزل؟ أصارت عندنا الممكنات من المستحيلات! ‏ألا تريدون أن تكونوا كإمامكم ابن القيم الجوزية الذي أصلح الله تعالى به القلوب حتى وهو قد وري الثرى فهو مصلح حيا وميتا، بتركه العلم النافع للأمة؟.

أخيرا اسأل نفسك: ماذا ستقدم في هذه الحياة؟ وماذا ستترك خلفك؟ أتراك إذا مت ستموت بجسدك وأثرك أم تموت بجسدك وتترك أثرك؟!!

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال