محمد علي الحسيني

الخلط بين النقد الموضوعي والتشهير والطعن

الخميس - 23 يونيو 2022

Thu - 23 Jun 2022

إن ما يقوم به المعلم أو المهندس أو الجندي أو العامل أو الفلاح... إلخ لكل واحد منهم مجاله واختصاصه ويجب أن يٶديه وفق الضوابط التي تختص ذلك المجال، وکلما کان عمل الأکثرية متكاملا وسار وفق المسار العلمي والعملي المحدد له، فإن الآثار والتداعيات الإيجابية لذلك ستنعكس إيجابيا على المجتمع، ومن شأنه أن يرسم طريقا للتقدم والرقي إلى جانب أنه يجعل المجتمع يسير في طريق الاکتفاء ذاتيا، وذلك ما هو کفيل بنقل المجتمع تدريجيا إلى مصاف المجتمعات المتقدمة.

اليوم، وفي ظل التقدم العلمي والتقني ومع الآثار والتداعيات المتباينة التي خلفها عالم الإنترنت، لا سيما بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي وصيرورة العالم کله قرية واحدة لم تعد المعلومة حكرا على أحد، والأخبار باتت تنتشر بسرعة غير عادية، فمن الواضح أن لهذا التقدم في هذا الجانب حسناته ومساوئه، ولاسيما عندما نرى سيل الانتقادات الموجهة للدولة ونشر الأخطاء والترکيز عليها من دون التأکد من مصداقية المعلومات أو حجم التلاعب والعبث بها، فإننا هنا نجد من المهم جدا تناول موضوع النقد وأهميته وضرورة أن يراعي الشروط الواجبة اتباعها في ممارسته.

النقد البناء المتوازن يرفع المجتمعات.. والعمل الجماعي يحقق الأهداف إن الناقد إضافة إلى وجوب أن يتجرد عن الميل والهوى في النقد، فإنه من المهم جدا أن يتسم نقده بالموضوعية والعلمية، وکمثال بسيط، فإن أحدهم عندما يقوم بنشر معلومة عن مشروع روائي معين لم يكتمل، ويبادر بممارسة هجوم انتقادي لاذع يسعى من خلاله إلى إقناع المتلقي بأن الخطأ في الدولة بصورة القصد منها التشهير والطعن أکثر من أي هدف آخر، فإن الذي يجب هنا على من يقوم بهكذا عمل أن يسعى للاتصال بخبير وطرح الموضوع عليه وأخذ رأيه، وقبل ذلك السعي للاتصال بالجهات المعنية بذلك المشروع للتأکد من صحة معلومته، وکثيرا ما قد بني الكثير من الأمور الجسام على خبر أو معلومة کاذبة أو خاطئة من الأساس.

ويجب ألا يتحول النقد البناء إلى هدام ولا يستغل النقد والنصيحة لأهداف مشبوهة، ولدينا شواهد كثيرة، وبالمحصلة علينا أن نتحلى بالمسؤولية والوعي خصوصا عندما نشهد عملية بناء وإعمار وتنمية شاملة في بلدنا السعودية، حيث إن المطلوب وبصورة ملحة أن يكون هناك تعاون بناء بين المواطن والمسٶول وفق سياق يتسم بالتوازن والموضوعية، لأن ذلك سيصب في النتيجة لصالح الشعب والوطن، - والحمد لله - لدينا في السعودية ولاة أمر مثل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان أعلنوها نهارا جهارا بأن أي شكوى للمواطن ترسل فهي محل اهتمام ومتابعة، وقد ثبت ذلك عمليا وهو تأکيد لتحقيق التعاون البناء والجدي والمسؤول في إنجاز الأعمال وفق قاعدة «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».

sayidelhusseini@