محمد صالح آل شمح

بريدنا ضائع!

الثلاثاء - 16 أغسطس 2016

Tue - 16 Aug 2016

اهتمت بريطانيا بالرسائل البريدية لمعرفتها بمدى أهمية وإنسانية شعور المرسل ومستقبل الرسالة وكيف كانت الرسائل البريدية والطرود تحمل أخبارا وذكريات حتى أصبح هناك عشاق لصندوق البريد الأحمر.

أما في الواقع السعودي فبريدنا ضائع! فعند شحن أي طلبية إلى الباحة يفيدك موقع الشراء بدخول السلعة إلى البلد وأنه تم استلامها، ولكن يبدأ الضياع وتعيش الرسالة في دوامة ليس لها مقر في البريد وعندها لا تعرف نهايتها.



الوضع أشد بؤسا وضياعا في الباحة! فلك أن تجد تراكم الطرود والإرساليات في المكاتب وبعينك تستطيع معرفة مدى سوء الحال عند مشاهدة مكاتب الموظفين فارغة، ويمكن لمن يرغب في استلام شحنته أن ينتظر ساعة أو أكثر لأن الموظف يلعب «بلوت وزهرة» وهذا ما حدث لي عند ذهابي لاستلام طرد بريدي، وبعد بحثي عن الموظفين، حيث كانت المكاتب خالية، وجدتهم يلعبون في إحدى الساحات الداخلية، وبعد انتظار ساعة لم أجد الموظف فاضطررت للذهاب لأعود إليهم في اليوم التالي وبالتحديد عند الساعة الثانية وربع ظهرا وجدت الموظفين عند جهاز البصمة كل واحد يرغب في الخروج المبكر والمكاتب خالية عندها أيقنت أن مؤسسة البريد تحتاج لنظام صارم!



بعد عدة أيام اكتشفت أن الشحنة ضائعة والرقم مسجل ولكن السلعة لا وجود لها في البريد، بمعنى أنها اختفت..!



من غير المعقول أن «مؤسسة البريد» لم تجد حلولا لضياع الرسائل أو عدم وصولها إلى أصحابها، ومن غير المعقول أن تجد مباني البريد أشبه ببيوت مهجورة ولا مبالاة من الموظفين، وأيضا ليس من المنطق أن يتعامل المواطن السعودي مع شركات عالمية بشراء منتجات من الخارج ويفاجأ بضياعها في المملكة والسبب طريقة استلام الجمارك أو البريد لها.



تقودني هذه التساؤلات إلى: هل هذا تطبيق للحلول وإيصال لرؤية 2030!



هل يعقل أن يتشمت بنا الغرب والشرق مثلما قال لي أحد مسؤولي المواقع بعد مساءلتي له عن فقدان الشحنة أفادني أن بلدنا أكثر البلدان ضياعا لإرساليات وطرود البريد، هل رؤية البريد وأهدافه عاجزة عن وضع نظام موحد للرسائل عند الاستلام والإرسال تضمن عدم الضياع أم هل تكاسلت الإدارة عن مراقبة المقصرين وأصبحت الخدمات بدون معنى؟



ما يشاهد في بريد الباحة يعطينا اليقين أن خدمات البريد لا تستحق الوثوق بها، وتجارب الناس أكبر دليل أن التوجه أصبح للشركات الخارجية أكثر من البريد السعودي، وأنا على يقين أن رسائلي بعد هذا المقال ستتبع أخواتها في الضياع، ولكن لعل الأمر يتحسن وتصل معاناتنا لسعادة رئيس مؤسسة البريد المكلف الدكتور أسامة بن محمد صالح الطف.