نرجس للسجن.. والمظاهرات تشتعل بإيران

قضايا ملفقة تقود معارضا حاصلا على جنسية سويدية للمحكمة حرموا محمدي من رؤية طفليها علي وكيانا على مدار 7 سنوات
قضايا ملفقة تقود معارضا حاصلا على جنسية سويدية للمحكمة حرموا محمدي من رؤية طفليها علي وكيانا على مدار 7 سنوات

الخميس - 20 يناير 2022

Thu - 20 Jan 2022

فيما أعادت السلطات الإيرانية الناشطة الحقوقية نرجس محمدي مجددا إلى سجن قرجك الذي يقع جنوب طهران، اشتعلت الاحتجاجات في مدن ومحافظات إيران، من رجال الإطفاء في طهران إلى عمال النفط في الجنوب والمهندسين في مشهد.. وفق تقارير ميدانية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية.

وبالتواكب مع المحاكمة الصورية للمعارض الإيراني حبيب فرج الله المحتجز منذ أكثر من عام، والقضايا الملفقة له، تصاعدات الإضرابات ومسيرات الغضب في عدد من المدن الإيرانية ضد القمع والظلم الذي يمارسه نظام الملالي في الداخل، والإرهاب الذي يصدره للخارج.

ويرى المراقبون أن المفاوضات النووية التي تجريها طهران مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في فيينا تتجه إلى فشل، مما يزيد من الأزمات على رأس النظام الذي يسعى للخروج من العزلة التي يعيشها عبر التعاون مع روسيا.

الاحتجاجات تتصاعد

تصاعدت الإضرابات والاحتجاجات من قبل العمال وشرائح أخرى من الشعب الإيراني احتجاجا على قمع ونهب نظام الملالي، ففي طهران، أضرب رجال الإطفاء احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم، كما احتج موظفو شركة المياه والصرف الصحي أيضا على ظروفهم المعيشية السيئة، وفي خرمشهر أضرب عمال حقل “يادأوران” للنفط احتجاجا على عدم دفع رواتبهم لمدة أشهر.

وفي مشهد، احتج المهندسون على ظروفهم المعيشية السيئة. وفي رشت احتج العاملون في مكاتب الاتصالات السلكية واللاسلكية في جميع أنحاء محافظة كيلان على عدم دفع رواتبهم، وفي أردكان، في محافظة يزد بوسط إيران، نظم السائقون تجمعا احتجاجيا، وفي أصفهان تجمع عمال مصنع البلاط في أصفهان احتجاجا على عدم دفع رواتبهم وحذروا قوات الأمن من أنهم سيردون إذا تعرض تجمعهم للهجوم.

وتوقف موظفو حقل ياداواران النفطي عن أعمالهم وأضربوا عن العمل احتجاجا على عدم دفع المتأخرات لعدة أشهر وحدوث العديد من المشاكل المعيشية.

ولى عصر الكر والفر

وفيما احتج عمال قسم شستكام في شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية في عموم محافظة كيلان على عدم دفع رواتبهم، وعدم تغطية الضمان الاجتماعي والتأمين التكميلي، على الرغم من خصم مبلغ التأمين من راتبهم في الأشهر التسعة الماضية، نظم سائقون في أردكان وقفة احتجاجية أمام مكتب قائممقامية مدينة أردكان احتجاجا على عدم إصدار تصريح فني لفحص المركبات.

واجتمع موظفو شركة المياه والصرف الصحي في محافظة طهران أمام مبنى الشركة لمتابعة مطالبهم، وواصل عمال بلاط أصفهان، تجمعهم الاحتجاجي هذه المرة مع عائلاتهم بسبب عدم دفع رواتبهم وأقساط التأمين.

وقال أحد المتظاهرين «تم تحويل الشركة إلى القطاع الخاص في عام 2009. وخلال هذه السنوات نقص عدد الموظفين من 1200 إلى 400 موظف، ومن 2016 إلى العام الحالي، لم يتم دفع رواتب عدة أشهر كل عام»، وفي التجمع، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: «ولى عصر الكر والفرـ إن ضربت تضرب».

اعتقال تعسفي

وذكرت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، أن «نرجس محمدي هي سجينة رأي مستهدفة فقط بسبب أنشطتها السلمية في مجال حقوق الإنسان وهي الآن معرضة لخطر وشيك بالتعرض لـ80 جلدة».

واعتقلت نرجس بشكل تعسفي في مايو 2015 وحكم عليها في 2016 بالسجن 16 عاما بتهم تتعلق فقط بحرية التعبير والتجمع، ونقلت إلى السجن في 5 مايو 2015 لقضاء مدة عقوبتها، وتم إطلاق سراحها من سجن محافظة زنجان في 8 أغسطس 2020، بموجب قانون تخفيف عقوبة السجن.

ولا تزال السلطات الإيرانية تفرض حظرا على الناشطة نرجس محمدي، وهي نائبة رئيس مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في هذا البلد، ومنعها من

السفر خارج البلاد وزيارة طفليها (علي وكيانا) اللذين يعيشان في فرنسا.

ولم تر محمدي طفليها منذ 2015، بعد أن بدأت فترة سجنها الثانية، وذهب علي وكيانا إلى فرنسا مع والدهما تقي رحماني، بعد شهر من اعتقال والدتهما.

مشاهد ساخرة

وعدد ممثل الادعاء سلسلة عمليات قال إن المتهم والحركة يقفان خلفها، مشيرا إلى أنه عمل على «تفكيك» محافظة خوزستان بالتعاون مع قياديين آخرين للحركة موجودين في دول مثل السويد والدنمارك وهولندا.

وفي مشهد أثار السخرية، عرض التلفزيون الإيراني مقطع فيديو يظهر شعب يدلي باعترافات غريبة، والمسؤولية عن هجوم استهدف عرضا عسكريا في 22 سبتمبر 2018 في الأحواز، وأسفر عن سقوط نحو 30 قتيلا، ومثل هذه الاعترافات المسجلة شائعة في إيران، لكنها تلقى إدانة من المنظمات الحقوقية التي تتهم السلطات الإيرانية بأنها تنتزعها تحت التعذيب.

وحصل شعب على الجنسية السويدية أثناء إقامته في المنفى في السويد. ونظرا لعدم اعتراف إيران بازدواجية الجنسية لمواطنيها، رفض طلب ستوكهولم إتاحة التواصل القنصلي معه.

وتعد محافظة خوزستان المطلة على الخليج والغنية بالنفط من المناطق القليلة في إيران التي تقطنها أقلية كبيرة من السكان العرب، وسبق لهؤلاء أن شكوا من تعرضهم للتهميش.

ختفاء نرجس

أكدت منظمة «هرانا» الحقوقية الإيرانية أن «نرجس محمدي التي كانت لديها إجازة طبية جرى استدعاؤها إلى سجنها السابق إيفين شمالي طهران، وبعدما راجعت إدارة السجن جرى نقلها إلى سجن قرجك المخصص للنساء والذي يقع بمدينة ورامين جنوب العاصمة»، وقال الناشط تقي رحماني زوج الناشطة إن «زوجته لم تتصل بعائلتها، الأمر الذي أثار مخاوفنا بشأن حالتها».

واعتقلت قوات الأمن الإيرانية الناشطة نرجس محمدي بمدينة كرج غرب طهران منتصف نوفمبر الماضي، بعد مشاركتهما في مراسم تأبين أحد ضحايا احتجاجات نوفمبر 2019؛ بتهمة الدعاية ضد النظام.

وفي مايو الماضي، حكم الفرع 1188 من المحكمة الجنائية الثانية بطهران على نرجس محمدي بالسجن لمدة عامين ونصف العام، و80 جلدة وغرامتين منفصلتين بتهم تشمل «نشر دعاية ضد النظام»، وتلقت استدعاء في سبتمبر الماضي لبدء تنفيذ هذه العقوبة، لكنها لم تستجب لأنها اعتبرت الإدانة غير عادلة.

محاكمة تلفزيونية

مثل حبيب فرج الله شعب الملقب بحبيب أسيود، أمام المحكمة الثورية في طهران، بداعي بتزعم «حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» التي تواجه القمع الإيراني في محافظة خوزستان بجنوب غرب إيران، وتعدها السلطات منظمة «إرهابية» وتحملها مسؤولية هجمات أبرزها تفجير أودى بنحو 30 شخصا.

وأسر المتهم الذي كان مقيما في السويد، في أكتوبر 2020 بعدما توجه إلى إسطنبول، قبل أن يظهر بعد نحو شهر محتجزا في إيران، وفق شريط بثه التلفزيون الرسمي في حينه.

وظهر شعب في قاعة المحكمة مرتديا زيا مخصصا للسجناء باللونين الأزرق والكحلي، وهو يضع نظارتين وكمامة للوقاية من كوفيد 19، وفق لقطات مسجلة من المحاكمة عرضتها قنوات التلفزة امتدت زهاء 50 دقيقة، ويعد عرض تسجيلات من المحاكمات خطوة نادرة في إيران.

وجلس شعب على كرسي في القاعة، وحيدا في ركن المتهمين، بينما جلس خلفه رجال وسيدات قال القاضي إنهم عائلات ضحايا هجمات يتحمل المتهم مسؤوليتها. وحمل هؤلاء الأشخاص صورا للضحايا.