محاكمة تاريخية لضابط في النظام السوري عذب 4 آلاف

الخميس - 13 يناير 2022

Thu - 13 Jan 2022








المتهم السوري لدى وصوله قاعة المحكمة (د ب أ)
المتهم السوري لدى وصوله قاعة المحكمة (د ب أ)
قضت المحكمة الإقليمية العليا بمدينة كوبلنتس الألمانية أمس بالسجن مدى الحياة بحق ضابط سوري سابق بتهمة المشاركة في أعمال تعذيب قامت بها الدولة السورية، في المحاكمة التي وصفها الادعاء العام الاتحادي بألمانيا بأنها الأولى من نوعها في العالم.

وصدرت الإدانة من المحكمة ضد الضابط الذي يعرف وفقا لقوانين الخصوصية الألمانية الصارمة باسم أنور ر.، على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكان المتهم قال في وقت سابق «إنه ليس مذنبا، وطلب محاميه البراءة لموكله».

وبدأت المحاكمة في أبريل 2020، وأثارت انتباه العالم، وحضر جلساتها أكثر من 80 شاهدا وعددا من ضحايا التعذيب بصفتهم مشاركين في الادعاء ضد المتهم.

وبحسب قناعة المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنتس، فإن أنور ر. ارتكب جرائم ضد الإنسانية خلال عامي 2011 و2012 في المرحلة الأولى من الحرب الأهلية السورية.

وجاء في صحيفة الاتهام أنه يشتبه أنه كان مسؤولا عن تعذيب ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص بسجن المخابرات العامة في العاصمة السورية دمشق بصفته رئيسا للتحقيقات آنذاك، ويشتبه أن 58 سجينا، على الأقل، لقوا حتفهم جراء ذلك. ونفى أنور ر. في بداية المحاكمة الاتهامات المنسوبة إليه، وكان الادعاء العام طالب بالسجن المؤبد له وتأكيد جسامة الذنب الذي اقترفه المتهم.

يذكر أن هذه المحاكمة بدأت بمتهمين اثنين، وفي فبراير من عام 2021 تمت إدانة المتهم الأصغر سنا منهما، وهو السوري إياد أ.،45 عاما، بالسجن لمدة أربعة أعوام ونصف العام بتهمة المساعدة في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وبحسب قناعة المحكمة، كان إياد أ. أسهم خلال وجوده في سورية في عام 2011 في إدخال 30 متظاهرا في مظاهرات الربيع العربي بسورية إلى سجن التعذيب الذي كان يرأسه المتهم أنور.

وكان تم التعرف على أنور ر. وإياد أ. من جانب ضحايا محتملين بعد هروبهما الاثنين إلى ألمانيا، حيث تم إلقاء القبض عليهما في برلين وتسفايبروكن في عام 2019.