رصاصة أخيرة من آبي أحمد على نوبل

ارتدى البدلة العسكرية وحمل البندقية وتوعد أعداءه الإثيوبيين بالموت
ارتدى البدلة العسكرية وحمل البندقية وتوعد أعداءه الإثيوبيين بالموت

السبت - 27 نوفمبر 2021

Sat - 27 Nov 2021








آبي أحمد في الصفوف الأمامية للجبهة                  (مكة)
آبي أحمد في الصفوف الأمامية للجبهة (مكة)
أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الرصاصة الأخيرة على جائزة نوبل التي فاز بها قبل عامين، بعدما ارتدى البدلة العسكرية وحمل البندقية وتوعد أعداءه من أبناء إثيوبيا بالموت.

وذكر التلفزيون الحكومي الإثيوبي أن رئيس الوزراء آبي أحمد ظهر أمس الأول على خط المواجهة للكفاح المسلح ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، وقال مرتديا زيا عسكريا كاملا «إن معنويات الجيش مرتفعة وإن العدو ليس لديه فرصة»، وذلك في مقطع مصور قصير انتشر أيضا على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وسلم آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام، مهام الحكومة اليومية إلى نائبه كي يسمح لنفسه بالتوجه للخطوط الأمامية، وأن يظهر دعمه شخصيا للقوات الحكومية على خط المواجهة.

في المقابل، تستمر دول العالم في دعوة رعاياها لمغادرة إثيوبيا في ظل تصاعد أعمال العنف وتحذيرات من تحول الوضع ‏لحرب أهلية، حيث قالت السفارة الأمريكية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، «إن الوضع الأمني ‏مستمر في الانهيار»، وحثت الرعايا الأمريكيين على مغادرة البلاد في الحال بأي طريقة متاحة، في الوقت الذي تواصل فيه قوات جبهة تيجراي تقدمها صوب العاصمة الإثيوبية، وسط انهيار بات وشيكا للقوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها وسط تحذيرات دولية متتالية من سقوط العاصمة.

جرائم حرب

ويتعرض آبي لانتقادات شديدة جراء أفعاله في تيجراي، ويتهم بارتكاب جرائم حرب وفرض حصار فعلي على الإقليم، ودفع الصراع بالإقليم الواقع في شمال البلاد إلى أزمة إنسانية بالغة الخطورة.

وكان الصراع بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير شعب تيجراي، الذي اندلع في إقليم تيجراي قبل نحو عام، قد امتد لأنحاء أخرى من تلك الدولة متعددة العرقيات، وتتعرض الآن إثيوبيا، التي طالما اعتبرت ركيزة الاستقرار في منطقة شديدة الاضطراب، لإمكانية اندلاع حرب أهلية شاملة أو حتى التفكك.

وتتقدم جبهة تحرير شعب تيجراي، إلى جانب جيش تحرير أورومو، وهو جماعة متمردة أخرى، صوب العاصمة أديس أبابا. بينما لم تحرز محاولات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي للوساطة أي تقدم حتى الآن.

بلد مضطرب

وعلق المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان على الأوضاع التي وصفها بالمقلقة ‏في إثيوبيا بعد عودته من البلد المضطرب، حيث التقى مع رئيس الوزراء آبي أحمد وبحثا حلا دبلوماسيا محتملا ‏للصراع إلى واشنطن، قائلا «إن التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي إلى مفاوضات لوقف ‏إطلاق النار مهدد بمخاطر تصعيد عسكري «مقلق».‏

وأعرب فيلتمان عن قلقه من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى تهديد استقرار إثيوبيا ووحدتها بوجه عام، ‏وأضاف أنه تم إحراز تقدم إزاء «محاولة دفع الأطراف للانتقال من المواجهة العسكرية إلى عملية ‏التفاوض، لكن ما يثير قلقنا هو أن هذا التقدم الهش ربما تتخطاه التطورات المقلقة على الأرض والتي ‏تهدد استقرار ووحدة إثيوبيا بوجه عام»، وقال فيلتمان «إن طرفي الصراع يتحدثان مع الولايات المتحدة ‏حول بدء عملية سلام». ‏

مغادرة أديس أبابا

ودعت الحكومة الكندية، رعايا في البلاد إلى مغادرة أديس أبابا على الفور، معربة عن ‏بالغ قلقها من التدهور السريع للوضع الأمني في إثيوبيا.‏

وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي «أولويتنا القصوى هي سلامة وأمن الكنديين، ‏سواء في الداخل أو في الخارج، منذ 18 نوفمبر، نطلب من الكنديين تجنب السفر إلى إثيوبيا، نحن الآن ‏نطلب من الكنديين الموجودين هناك أن يغادروا على الفور إذا كان ذلك آمنا، إذا استمر الوضع في ‏التدهور، فقد يصبح توافر الرحلات الجوية التجارية محدودا قريبا».‏

وأضافت «في نهاية المطاف، يتحمل الكنديون في الخارج المسؤولية عن سلامتهم ويجب عليهم اتخاذ ‏أفضل القرارات لأنفسهم ولعائلاتهم، بناء على أوضاعهم الفردية»، وقالت الوزيرة «يجب على الكنديين ‏اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم الآن ويجب ألا يعتمدوا على رحلات الإجلاء»‏.

أزمة إنسانية

وأطلقت بلدان عربية وأوروبية تحذيرات لرعاياها بمغادرة البلاد وتقليص بعثتها الدبلوماسية كما فعلت السعودية و‏أمريكا ولبنان والكويت وبريطانيا بسبب الحرب التي تسببت فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة ‏إنسانية مروعة ويقول برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، «إن 5.2 ملايين شخص، أو 91% من ‏سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة».‏

وحذرت الولايات المتحدة من أنه لا يوجد حل عسكري للحرب الأهلية في إثيوبيا، وأكدت دعمها للدبلوماسية باعتبارها الخيار الوحيد، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «إن واشنطن اطلعت على التقارير، التي تفيد بأن رئيس الوزراء آبي أحمد في الجبهة، وعلى التقارير التي تتحدث عن نقل رياضيين وبرلمانيين وقادة أحزاب ومناطق إثيوبيين رفيعي المستوى قولهم إنهم سينضمون بدورهم إلى رئيس الوزراء في الخطوط الأمامية للجبهة».

وأضاف «إننا نحث جميع الأطراف على الامتناع عن الخطاب التحريضي والعدائي، وضبط النفس، واحترام حقوق الإنسان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين».