هل حدثت خيانة في قضية اغتيال الكاظمي؟

اعتقال قائدين كبيرين بوزارة الداخلية بعد اخفاء بصمات مقذوفات الطائرة المسيرة
اعتقال قائدين كبيرين بوزارة الداخلية بعد اخفاء بصمات مقذوفات الطائرة المسيرة

الخميس - 25 نوفمبر 2021

Thu - 25 Nov 2021








ميليشيات عراقية موالية لإيران                                                     (مكة)
ميليشيات عراقية موالية لإيران (مكة)
عادت قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للأضواء مجددا، بعدما أعلن مصدر أمني أمس إيداع قائدين أمنيين في التوقيف بعد تورطهما في الحادث.

ويرى مراقبون أن تورط بعض القيادات الأمنية يزيد من احتمالات أن تكون الميليشيات العراقية المأمورة من إيران وراء الحادث الإرهابي، في ظل الاختراق الكبير الذي تقوم به الميليشيات للجهات الأمنية، وسط توقعات بأن تكون هناك عملية (خيانة).

وقال مصدر أمني، «إن مدير عام مكافحة المتفجرات في وزارة الداخلية العراقية، اللواء صباح الشبلي، بالإضافة إلى ضابط آخر، أودعا في التوقيف من قبل اللجنة الخاصة بالتحقيق في محاولة اغتيال الكاظمي».

وأضاف «السبب وراء إيداعهما، يعود إلى إتلافهما أحد الأدلة، وهو مقذوف سقط من طائرة مسيرة ووجد فوق سطح بيت الكاظمى، قبل أن ترفع منه البصمات وباقى المسحات».

3 أشخاص

وترددت أنباء في وقت سابق عن أن الأجهزة حددت ثلاثة أشخاص بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في السابع من الشهر الحالي.

ووجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي،- بطريقة غير مباشرة-، الاتهام إلى جهة سياسية وعسكرية عراقية معروفة في محاولة اغتياله التي نفذت قبل أكثر من أسبوعين، وقال خلال ظهوره التلفزيوني «الصواريخ والمسيرات الجبانة لا تبني أوطانا، ولا تبني مستقبلا»، وقال فعليا «إن الجهة الواقفة خلف هذه العملية داخلية وليست خارجية، وأنها ليست التنظيمات الإرهابية، مثل داعش وغيرها، بل طرف له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية».

وحدد الكاظمي في خطابه القصير الأسباب والدوافع المباشرة لاستهدافه شخصيا «نحن نعمل على بناء وطننا، عبر احترام الدولة ومؤسساتها، وتأسيس مستقبل أفضل لكل العراقيين، أدعو الجميع لحوار هادئ وبناء»، في إشارة واضحة إلى القوى السياسية العراقية التي لا تلتزم بالأطر الدستورية والسياقات القانونية للعملية الانتخابية التي جرت مؤخرا، المتمثلة بالجهات السياسية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الولائية المقربة من إيران، حيث أعلنت صراحة عدم قبولها بالنتائج وصارت تضغط وتهدد بالفوضى ما لم يتم التراجع عنها وإيجاد مخارج غير دستورية لها.

بصمات طهران

وأكد الباحث العراقي شفان رسول أن بصمات إيران واضحة في حادث اغتيال مصطفي الكاظمي، عبر تحليل الأداة المستخدمة في محاولة الاغتيال، وقال «ليس خفيا على أحد، أن الطائرات المسيرة تستخدم منذ سنة على الأقل بكثافة داخل العراق لأغراض سياسية، من استهداف للمصالح والممثليات الدبلوماسية الأجنبية، إلى استهداف مطار أربيل والقواعد العسكرية العراقية التي تشهد تعاونا مع القوات الأمريكية. حيث بعد جميع تلك المحاولات تخرج فصائل تدعي بأنها تمثل (المقاومة) في العراق وتسعى لإخراج الجيش الأمريكي والقوات الأجنبية من العراق».

وأردف قائلا «لكن الجميع يعرف أن تلك الجهات إنما هي استطالات للقوى السياسية والعسكرية العراقية الموالية لإيران، وتسعى لتحويل العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات مع القوى السياسية العراقية والدول ذات الحضور داخل العراق».

وتابع «خلال مرحلة ما بعد الانتخابات، كان واضحا عبر وسائل الإعلام العراقية التهديد بالفوضى عبر استخدام تلك الطائرات. إذ خرجت منابر وإعلاميون يقولون صراحة إنهم مقربون من تنظيمات الفصائل الولائية داخل العراق، ويهددون أطرافا سياسية وقوى إقليمية بشن هجمات عبر الطائرات المسيرة، ما لم يتم تغيير نتائج الانتخابات وإشراكها في السلطة مجددا، وعدم مس امتيازاتها وسلاحها».

ضغوط الفصائل

وكانت العديد من الأنباء تكهنت خلال الفترة الماضية بالخطورة الأمنية على حياة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. بالذات عقب التزامه بأغلب تعهداته التي قطعها للمجموعات الشبابية المنتفضة، وإشرافه على انتخابات برلمانية مبكرة، كما تعهد أثناء وصوله لمنصب رئيس الوزراء، ورفضه لكل أشكال الضغوط التي مارستها الفصائل الولائية المسلحة في أكثر من ملف، من دفعه لإخراج القوات الأجنبية بشكل متسرع، إلى محاولة إجباره على إلغاء نتائج الانتخابات. هذه الأحداث والمواقف مجتمعة رفعت من المكانة والمستقبل السياسي للكاظمي.