ميليشيات الموت تنقل حربها مع الكاظمي للعلن

مسؤول عراقي يتوقع أن يكون السيناريو الحوثي أحد الخطط المقبلة مراقبون: فصائل طهران غامرت بعد فقدان قبولها في الحكومة الجديدة الموزاني: معادلة السلام لا تزال الفاعل الأكبر في المشهد السياسي العراقي منصور: الطائرات المسيرة المفخخة استراتيجية شائعة لرسائل تحذيرية الشمري: محاولة اغتيال رئيس الوزراء فصل جديد من التصفية السياسية
مسؤول عراقي يتوقع أن يكون السيناريو الحوثي أحد الخطط المقبلة مراقبون: فصائل طهران غامرت بعد فقدان قبولها في الحكومة الجديدة الموزاني: معادلة السلام لا تزال الفاعل الأكبر في المشهد السياسي العراقي منصور: الطائرات المسيرة المفخخة استراتيجية شائعة لرسائل تحذيرية الشمري: محاولة اغتيال رئيس الوزراء فصل جديد من التصفية السياسية

الاثنين - 08 نوفمبر 2021

Mon - 08 Nov 2021

فيما تواصلت ردود الفعل الغاضبة بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اعتبر مراقبون أن الحدث الإجرامي يعد بداية للحرب العلانية بين الميليشيات الإرهابية الموالية لإيران والحكومة العراقية الشرعية.

وأدخل استهداف الكاظمي العراق في منعرج خطير جديد، وأطلق شرارة مواجهة كانت مؤجلة بين الكاظمي من جهة والميليشيات الموالية لإيران من الحشد الشعبي من جهة أخرى، بدأت في التفاقم بعد الانتخابات الماضية، وخسارة أحزاب طهران نفوذها في البرلمان، في مقابل تنامي حظوظ الكاظمي في رئاسة الحكومة الجديدة، بمساندة التيارات الفائزة وعلى رأسها التيار الصدري.

واتفق محللون على أن ميليشيات الموت الموالية لإيران خسرت الكثير في العراق، وفقدت فرص قبولها في الحكومة المقبلة، بعد محاولة اغتيال الكاظمي التي أتت بعد ساعات من تهديدات صريحة أطلقتها ميليشيات موالية لإيران في العراق، ضد الكاظمي شخصيا.

رسالة طهران

وأفشل التصعيد الأخير مفاوضات الميليشيات الموالية لإيران لتشكيل حكومة جديدة، بقيادة التيار الصدري الفائز في الانتخابات الماضية.

ويرى الباحث في الشأن السياسي هشام الموزاني، في تحليل لموقع «إندبندنت عربية» أن محاولة الاغتيال رسالة من الأطراف المسلحة الخاسرة في الانتخابات إلى الكتل السياسية، مفادها بأن «معادلة السلاح لا تزال الفاعل الأكبر في صياغة المشهد السياسي العراقي».

ويشير الموزاني إلى أن ما أثار الميليشيات محاولات الصدر «إعادة تشكيل المحاصصة بشكل يتفق مع مخرجات الانتخابات الأخيرة ويقصي القوى المسلحة»، مبينا أنه سبب لجوء الميليشيات إلى «أقصى الضغوط لاستعادة أدوارها السياسية».

تصفية سياسية

ورجح الباحث في مركز «تشاثام هاوس» ريناد منصور، أن يكون الاعتداء الفاشل «مرتبطا بعملية تشكيل الحكومة»، وأوضح منصور أن الهجمات بالطائرات دون طيار «باتت استراتيجية شائعة لإرسال رسائل تحذيرية، هي تحذير للكاظمي لكن أيضا لمقتدى الصدر الفائز بأكبر عدد من النواب، وفق النتائج الأولية».

ويرى رئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، أن محاولة اغتيال رئيس الوزراء ليست «رسالة تحذير، بل هي محاولة تصفية سياسية»، وقال الشمري إن الأطراف التي تقف وراء محاولة الاغتيال «قد تكون على علم بأن الكاظمي لديه حظوظ والصدر قد يعيد طرح اسمه، وأن الاستهداف هدفه إبعاد الكاظمي عن الترشح نهائيا».

خدعة إيرانية

ويتفق الباحث السياسي، بسام القزويني، مع الشمري في أن «عملية الاستهداف الفاشلة هي رسالة واضحة بألا يتولى الكاظمي ولاية ثانية، الرجل مؤمن بالعملية الدستورية والقانونية ولم يفرض نفسه ولم يدخل في حزب خلال الانتخابات الأخيرة»، فيما يؤكد القزويني أن الاستهداف يهدف إلى التأثير في «طاولة المفاوضات» لتشكيل الحكومة.

وتشير صحيفة «العرب» الدولية إلى خداع إيران بعد محاولة الاغتيال، حيث سعت للتنديد «لأنها فشلت»، فالطائرات دون طيار إيرانية، والميليشيات التي أطلقتها إيرانية، وأوامر التنفيذ إيرانية، أما التنديد فهو نفسه «تقية» إيرانية.

ويقول مراقبون إن «محاولة الاغتيال الفاشلة يفترض أن تضع حدا لبقاء ميليشيات الحشد الشعبي قوة مسلحة شاذة، تمارس التهديدات وترتكب الجرائم وتخدم أجندات إيران، بينما تتلقى أموالا من الحكومة العراقية».

السيناريو الحوثي

واعتبر مسؤول أمنى عراقي رفيع أن استهداف منزل الكاظمي «مغامرة بكل ما تبقى من رصيد تمتلكه الميليشيات على أمل تغيير مجريات الأحداث التي تجري بما لا يصب في صالحها».

وقال المسؤول، إن «الميليشيات الولائية وعددا من قادة الأحزاب أمام مفترق طرق، فإما أن يكون لهم موقع في الحكومة الجديدة يحافظ على وجودهم أو يفعّلون سيناريوهات معدة مسبقا لإرباك الوضع».

ورجح أن يكون السيناريو الحوثي أحد الخطط التي تفكر فيها الميليشيات الشيعية لفرض الأمر الواقع، عندما تفقد الخيارات الأخرى للبقاء والسيطرة على الدولة.

أقصى تصعيد

ووصف برلماني عراقي فائز في الانتخابات الأخيرة، استهداف منزل الكاظمي بدلالة واضحة على أن الفصائل المسلحة مستعدة للوصول إلى أقصى تصعيد ممكن في سبيل الحصول على الكراسي التي حرمها منها قانون الانتخابات الجديد، وقوة تنظيم القوى المنافسة.

وعبر عن اعتقاده بأن العراق مقبل على صدامات مسلحة طرفها الأول الحكومة و»سرايا السلام» للتيار الصدري، وطرفها الثاني الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.

وحذرت مصادر أممية موجودة في العراق من إمكانية توسع نشاط الميليشيات الإيرانية المنتشرة بالأراضي العراقية وفي محيطها، وذلك بعد محاولة الاغتيال الفاشلة، ونبهت إلى أن أهداف الميليشيات الإيرانية قد تصل إلى استهداف منشآت عسكرية أمريكية، أو مصالح أمريكية سوداء داخل العراق أو الدول المحيطة به، أو أهداف خاصة بالحكومة العراقية.

عملاء إيران

وأكد المحلل السيد زهرة في صحيفة «أخبار الخليج» الإماراتية، أن الأمر‭ ‬ليس‭ ‬في حاجة‭ ‬إلى‭ ‬اجتهادات‭ ‬كثيرة‭ ‬لمعرفة‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬المحاولة‭ ‬الإرهابية‭ ‬لاغتيال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬الكاظمي، وأضاف «هي‭ ‬الجهة نفسها‭ ‬التي‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬نبذها‭ ‬ولم‭ ‬يمنحها‭ ‬إلا‭ ‬عددا‭ ‬محدودا‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬النيابية،‭ ‬هددت‭ ‬بإلغاء‭ ‬الانتخابات،‭ ‬ومنع قيام ‬برلمان‭ ‬أو‭ ‬حكومة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المعلنة، وهي الجهة نفسها التي واصلت إطلاق تهديداتها»‭

.

ويرى أن «هذه‭ ‬الميليشيات‭ ‬العميلة‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬تتصور‭ ‬أبدا‭‬ أن‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬حكومة بعيدة‭ ‬عن‭ ‬هيمنتها‭ ‬وسيطرتها‭ ‬أو‭ ‬برلمان‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه»، موضحا‬ أن «جريمة‭ ‬الكاظمي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الميليشيات‭ ‬أنه‭ ‬قاد‭ ‬إجراء‭ ‬انتخابات‭ ‬بلا‭ ‬تزوير‭ ‬بشهادة‭ ‬الجميع،‭ ‬أظهرت‭ ‬حجمهم‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وحقيقة‭ ‬موقف‭ ‬الشعب‭ ‬منهم،‭ ‬ورغبته‭ ‬في‭ ‬نبذهم‭ ‬وإقصائهم»‭ .‬

أصابع الاتهام

وذكرت مصادر أن سيناريو وتوقيت الهجوم على الكاظمي يدفع لتوجيه أصابع الاتهام الأولى إلى ميليشيات إيران، كونها تمتلك تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتحسن قدراتها فنيا، وتستخدمها في مهام عدة كـ»سلاح أساسي» خارج الأراضي الإيرانية.

وأوضحت أن هناك مخاوف من أن تكون محاولة الاغتيال بداية انطلاقة محتملة للميليشيات الإيرانية التي تستهدف وقف مساعي العراق للخروج من عباءة طهران، وعرقلة عمل الحكومة العراقية لإعادة بغداد كنقطة توازن استراتيجي في الشرق الأوسط.

وأفادت المصادر الأممية بأن طهران سبق لها أن مدت الحوثيين بسلاح الطائرات بدون طيار، مما شكل اختبارا عملياتيا هاما لها، لتوسيع نطاق استخدامها في فترة لاحقة.

عمليات انتقامية

ولفتت المصادر إلى أن الأهداف المقبلة لإيران بالعراق هي تنفيذ عمليات انتقامية من الحكومة العراقية أو الوجود الأمريكي، وذلك عبر وكلائها في العراق، وصولا للهجوم على تركيا أو قواعدها داخل العراق، بزعم أنه تأمين لحدودها ضد المخاطر الإرهابية.

وفي ظهور تلفزيوني له عقب الحادث، وجه الكاظمي اتهاما غير مباشر بمحاولة اغتياله إلى جهة سياسية وعسكرية عراقية، وقال إنها «جهة داخلية وليست خارجية» و»طرف له مشروع سياسي وشريك في العملية السياسية».