عائشة العتيبي

القرارات المناسبة.. من يقررها!

الخميس - 14 أكتوبر 2021

Thu - 14 Oct 2021

قرار يقف عند شقين، الشق الأول القرارات المصيرية والحتمية والأغلب تكون قاسية، والشق الثاني القرارات التي تحتمل عدة أوامر مثل الرفض دون ضرر والقبول دون حاجة والاتفاق دون مجازفة، وهناك اختيار المجبر وما توفر؛ فمثلا عندما يعرض عليك عمل نسبة انسجامك به تكون ضئيلة وربما يبعد عن منزلك مئات الأميال وراتبه قليل فهو قد لا يفي ويخبئ من عناء الطريق ويقدر تعب المسافة فأنت بين خيارين الرفض أو القبول، فالأقرب منهم يفضل الرفض لأنه يرى حجم العناء أكبر بكثير وطول المسافة سوف يأخذ من ماله ووقته الكثير، أما البعض سوف يقبل لحاجته الماسة لهذا العمل؛ فهنا سوف نطلق عليه مسمى ما توفر وكان شاغرا وليس ما هو الأنسب والمرغوب، إذا سوف نضع لدينا خيارا آخر باسم مجبر لحد القبول ولا يطلق عليه مبدأ مدى اختيار القبول والرفض، بل الظروف والإمكانات هي التي تجعل الشخص يختاره ويقرر ذلك.

القرارات عدة، وحصر الأمر صعب، فهناك قرارات تخص الشخص ذاته وقرارات للمواقف والأحداث والأشخاص والفرص والأعمال والغايات والمجتمعات والمنظمات، مهما تعددت القضايا والمسائل والأزمان والأفكار والآلية نرى أن المعنى واحد هو الحل في اختيارات قد تكون قاسية أو أشبه ما يكون قرارات لا تقبل عدة حلول؛ فقد تتأثر قوة القرارات وضعفها بسبب الظروف وبسبب العوامل الخارجية المحيطة به ونقصد بالعوامل الخارجية ما يؤثر على الشخص من الخارج على نفسه؛ فمثلا الذي يشكل مدى تأثير أسرته عليه وأصدقائه وقبيلته وعرقه ونحو ذلك؛ فأحيانا تلك العوامل تكون سببا كبيرا في التأثير على الشخص كالتأثير على قراراته الشخصية أو قرارات أهدافه القادمة أو على ما كان ينبغي أن يفعله وتراجع عن فعل ذلك، فتلك الأمور تشكل عائقا وقل ما كانت تلك الأمور تشجع الشخص إلا ما ندر منها.

قد لا يستطيع الشخص الفصل بين قراراته وعلاقاته وبين محيطه الخارجي وقناعاته الداخلية، قد يصاب بضياع موقت أو دائم ويفعل ما يجب فعله ويتراجع مع أن ما يفكر به ويفعله قد يكون هو الصحيح كي يتقي ويحذر ‏من حوله، أو قد يعلم بأن قناعاته لم تنجح من قبل، ولكن يصر على فعل الخطأ لأجل مجتمعه وأقاربه وأصدقائه لا يقولون عنه أنه شخص ضعيف ولا يحمل من القوة أي شيء في اتخاذ قراراته، بل تحديد مستقبلك وعملك ومنزلك ومظهرك وسياراتك وأهدافك وأمنياتك وطموحاتك أنت من يتخذ قرار كل ذلك، لا تتوقع بأن ‏يبنى لك منزل من قرار شخص آخر لأنه يدرك حجم معاناتك ومهتم لمصلحتك، ولا ترتقب سيارة توهب لك من أحدهم لأنه أقر وأدرك ما تريد وما ينبغي فعله، ولا تعتقد أن أهدافك وأحلامك ترسم بيد أحدهم وله حق في تمييزك عن الآخرين ويقدر لك «أنت من يستحق هذا النجاح» ويهدي ذلك في طبق من ذهب امتنانا منه هو وتقديرا لضعف شخصيتك وانقيادك.

ضع لك بصمة حتى في الأماكن التي تريد أن تقضي بها وقتا ممتعا، اترك أثرا في تفاصيلك الصغيرة وأوقاتك المهمة، وافعل ما يناسبك أنت ليس ما يناسبهم هم، اختر طريقك الذي تود السير به وأدرك قيمة اختيارك جيدا وحدد وجهتك وامض قدما له ولا تبال بما يقال وما الذي سوف تسمعه، لا تهتم بهم، بل اسع بأن تكون نجما ساطعا عاليا في نجاحاته واختياراته؛ فأنت أعلم بما يناسبك، وما الذي سوف يوصلك، وما هي صحة قناعاتك واختياراتك، احفظ حدود الله قبل كل شيء، ثم اهتم بأسرتك وتعامل معهم بلطف ولين، حتى لو رفضوا ذلك مبدئيا، تأكد سيأتي يوم ما ويقتنعون بأن ما تقوله صحيح ويمكنك أنت فعله ويعلمون بحجم إمكاناتك وقدراتك؛ لذا اختر أوقاتا مناسبة يمكنك التحدث بها وتحسن فيها ضبط نفسك وهدئك قبل شرح فكرتك، ويجب أن تتوجه إليهم ليس بأسلوب الإقناع بل من مبدأ المشاركة والاهتمام والتقدير منك لهم، لأنهم هم الأول في حياتك وخياراتك، وإذا حدث الرفض سوف تجد حلا آخر يصل بك لذات ما تريد وما ترغب؛ فاليأس لا ينجب أي قيمة ويضيع عليك الكثير من الشغف والنجاح، وتأكد بأن المحاولة واختيار طرق أخرى هي الناتج الحقيقي الذي سوف يثمر في الغد، لذا فكر بطريقة أكثر منطقية ووعيا.

3ny_dh@