حزب الله يرقص فوق دماء اللبنانيين

6 قتلى في احتجاجات تهدف إلى تعطيل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت
6 قتلى في احتجاجات تهدف إلى تعطيل تحقيقات انفجار مرفأ بيروت

الخميس - 14 أكتوبر 2021

Thu - 14 Oct 2021

رقص حزب الله الإرهابي مجددا فوق دماء اللبنانيين، وتسببت المظاهرات التي نظمها أمس، في سقوط 6 قتلى وعشرات الجرحى في قلب العاصمة بيروت التي يكسوها الحزن منذ سقوط 200 قتيل و7 آلاف جريح ومشرد في انفجار مرفأ بيروت.

وعاد العنف وإطلاق النار الكثيف يسيطر على المشهد اللبناني، بعدما دفع حزب الله بقيادة حسن نصر الله وحليفته حركة أمل التي يترأسها نبيل بري بالمحتجين نحو قصر العدل للمطالبة برحيل المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، بهدف تعطيل العدالة والتشويش على القضية التي اتهم الحزب الإرهابي بالتورط فيها من خلال تخزين نترات الأمونيوم. وغداة التهديدات المبطنة التي وجهها نصر الله للقاضي البيطار، أصدر الأخير مذكرة توقيف غيابية بحق وزير المال السابق علي حسن خليل بعد تمنعه عن حضور جلسة الاستجواب المخصصة له، لتتصاعد الأحداث مجددا في مشهد يكشف حجم الفوضى والفساد في لبنان.

6 قتلى

رفض حزب الله وأنصاره أن يسير التحقيق في قضية انفجار مرفأ لبنان في المسار الصحيح، وبعد ساعات من تهديد نصر الله للقاضي العدلي، نزل أنصار الحزب إلى الشارع لإثارة الفوضى والبلبلة، وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي سقوط 6 قتلى و16 جريحا في إطلاق نار، وأكد خلال مؤتمر صحفي أن الأمر بدأ بإطلاق النار على رأس أحد المحتجين ثم توالى عدد القتلى والمصابين .

وذكرت قناة «الجديد» اللبنانية أنه جرى إطلاق النار من سطح أحد المباني في منطقة الطيونة في بيروت، مشيرة إلى انتشار كثيف للجيش اللبناني، ولفتت القناة إلى وجود قناص في أحد المباني يطلق الرصاص باتجاه الجيش اللبناني، مشيرة إلى أنه لم تعرف هوية مطلق النار.

وأعلن الجيش اللبناني أن وحداته المنتشرة «سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرق وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر، وطلب الجيش من المدنيين إخلاء الشوارع.

تعطيل التحقيقات

وقال الجيش «إنه خلال توجه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو، لافتا إلى أنه سارع إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ بتسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية بسقوط عدد من الجرحى، وقالت قناة «المنار» التابعة لحزب الله بسقوط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين المتوجهين إلى قصر العدل في بيروت، جراء إطلاق النار عليهم عند مستديرة الطيونة. وأعلنت قناة «الجديد» المحلية أن مطلقي النار في مستديرة الطيونة يتوزعون على أسطح عدد من المباني، مشيرة إلى سقوط قذائف «ار بي جي» في منطقة الطيونة، بعدما تجمع عدد من مناصري « حركة أمل التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله أمام قصر العدل بهدف تعطيل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت.

شريعة الغاب

وأكد الرئيس السابق لمجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر في حديث مع (العربية) أن ما يجري عبارة عن مسلسل سيئ وطويل. إذا لا صلاحية لمجلس الوزراء بالتدخل في عمل القضاء وذلك بحسب مبدأ فصل السلطات»، وقال «إنها سابقة في لبنان، حيث لم نشهد على رسم معادلة إما الحكومة أو القاضي البيطار بشكل وقح وصريح! هل نريد عدالة أم شريعة غاب؟ وللأسف تصرفاتهم تؤكد أنهم يريدون شريعة الغاب والسيطرة على 4 ملايين لبناني مسالم، فبعدما هدّدوا بيطار شخصياً ها هم اليوم يهددون القضاء وأهالي الضحايا والدولة ومؤسساتها بشكل مكشوف وهذا ما لا يمكن قبوله»، ويشير أنه من المعيب على الحكومة أن تفكر بإزاحة بيطار عن قضية المرفأ، احترما لمبدأ فصل السلطات الذي ينص عليه الدستور». وتوقع رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي البروفيسرو بول مرقص إحالة ملف قضية انفجار مرفا بيروت إلى لجنة تحقيق برلمانية للتذرع بصلاحية مجلس النواب، مما يؤدي إلى تنازع سلبي في الصلاحيات بين المجلس النيابي والمحقق العدلي».

تعليق التحقيقات

وتفاعلت القضية بشكل كبير، حيق علقت الحكومة جلستها المقررة أمس الأول، بعدما أصر وزراء الثنائي الشيعي ومعهم تيار المرده على إيجاد حل للمحقق العدلي في ترجمة لدعوات نصرالله لمجلس الوزراء بأن يبادر باتجاه البيطار لأنه لا يتصرف وفق القوانين على حد تعبيره، في استعادة لسيناريو التحقيقات في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، حين استقال وزراء الثنائي الشيعي وحلفاؤهم من حكومة نجله سعد الحريري.

وتقرر إرجاء الجلسة الحكومية التي كانت مقررة بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي إلى موعد يحدد لاحقا بانتظار نتائج الاتصالات السياسية التي فتحت على مصراعيها، ما اعتبره البعض ضربا لمبدأ فصل السلطات وتدخل السلطة السياسية بعمل القضاء.

تصعيد نصرالله

وجاء التصعيد في ملف التحقيق الخاص بانفجار مرفأ بيروت، في ضوء مواقف زعيم حزب الله حسن نصرالله الهجومية منذ يومين ضد المحقق العدلي، طارق البيطار، الذي اعتبر»أن عمله فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة»، وحليفته حركة أمل مع إعلان نائبها في البرلمان الوزير السابق علي حسن خليل، الذي أصدر المحقق العدلي مذكرة توقيف غيابية بحقه أمس بتهمة القتل والإيذاء والإحراق والتخريب في جريمة تفجير المرفأ «بأن التحقيق في انفجار بيروت مسيس وخياراتنا مفتوحة بينها التصعيد في الشارع».. وفقا لـ (العربية نت).

وإثر انتهاء الجلسة، تبلغ البيطار دعوى الرد الجديدة المقدمة ضده من وكلاء خليل والنائب غازي زعيتر، ما استدعى تعليق التحقيق ووقف كل الجلسات، الى أن تبت محكمة التمييز المدنية بقبول هذه الدعوى أو رفضها.

حملة تهديد

وشن مناصرو حزب الله وحركة أمل حملة تهديد على مواقع التواصل الاجتماعي ضد البيطار ملوحين باستخدام الشارع وتكرار سيناريو 7 أيار الذي اجتاح فيه حزب الله وحلفاؤه بيروت والجبل إذا لم يتم «قبع» المحقق العدلي من منصبه، وهو التعبير الذي سبق واستخدمه مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا عندما نقل رسالة تهديد عبر صحفية لبنانية إلى القاضي.

ولوحوا بالنزول إلى الشارع والاعتصام أمام قصر العدل في بيروت ضد المحقق العدلي، واللافت في الحملة هي البيانات التي صدرت عن عشائر في منطقة البقاع المحسوبة على الثنائي الشيعي متوعدين بيطار ومتّهمين إياه باتباع أجندات خارجية، في محاولة من الحزب تصوير الصراع القائم بأنه صراع طائفي، وكذلك الحديث عن مؤامرة خارجية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استهدافه وتصفية الحسابات معه قبيل الانتخابات النيابية المقبلة.

حق الفيتو

وأكد رئيس «حركة الاستقلال» النائب المستقيل من البرلمان ميشال معوض لـ(العربية.نت) «أن حزب الله ينفذ 7 أيار (اجتياح حزب الله ومعه حركة أمل لبيروت والجبل) قضائي ضد المحقق العدلي مستخدما أسلحة ثلاثة: التعبئة الطائفية والتعطيل المؤسساتي والتهويل بالسلاح».

وقال «أي تركيبة حكومية تشكل تحت سقف إتفاق الدوحة (وقع بعد أحداث 7 أيار) وتعطي الثنائي الشيعي حق الفيتو على القرارات الأساسية في الدولة اللبنانية، فإن لبنان إلى مزيد من الهلاك ومزيد من تدمير المؤسسات الدستورية»، واستغرب «كيف أنه في كل مرة نقترب فيها من معرفة الحقيقة في أي عملية أمنية يعترض حزب الله، مستخدما لغة التهويل والتهديد بالنزول إلى الشارع».

تهديد الشعب

وتساءل قائلا «حزب الله يهدد بالنزول إلى الشارع. ولكن ضد من؟ ضد الحكومة التي يرعاها أو مجلس النواب الذي يحظى بأكثريته أو ضد حليفه رئيس الجمهورية»؟ مؤكدا «أن الحزب يهدد المؤسسات الدستورية والشعب اللبناني».

وجزم معوض «بأن الشعب اللبناني لن يسمح بتعطيل التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت مهما كثرت التهديدات، ونحن سنقف إلى جانب أهالي الضحايا ولن نسمح له بطي صفحة العدالة والمحاسبة».

وفي ضوء التصعيد السياسي بقيادة حزب الله ضد المحقق العدلي تطرح تساؤلات حول موقف «التيار الوطني الحر» الذي أبدى في مناسبات عدة دعمه للقاضي طارق البيطار وتمسكه بالوصول إلى حقيقة ما جرى في الرابع من أغسطس 2020.

لماذا يريدون إزاحة القاضي البيطار؟

  • التغطية على تورطهم في ارتكاب جريمة انفجار مرفأ بيروت.

  • تعزيز هيمنة حزب الله وحليفه حركة أمل على صناعة القرار اللبناني.

  • الطريقة الشفافة التي سارت عليها التحقيقات تمهد لكشف الحقيقة كاملة.

  • استدعاء أعوانهم من وزراء ونواب سابقين يبرهن على دورهم في الجريمة.

  • قمع اللبنانيين الأحرار الباحثين عن الحقيقة ومعرفة سبب الجريمة.