هل يقف فلول الإخوان وراء أزمة شرق السودان؟

الحياة متوقفة على مدار 25 يوما بعد إغلاق الموانئ ووقف ضخ البنزين فزاري: فلول نظام البشير يثيرون القلاقل في بعض الولايات لمحاصرة الخرطوم الترويكا الدولية تدعم الحكومة الشرعية ومحللون يستبعدون الحسم بالقوة حسن: مخاوف من تكرار السيناريو الكارثي الذي انتهى بانفصال الجنوب
الحياة متوقفة على مدار 25 يوما بعد إغلاق الموانئ ووقف ضخ البنزين فزاري: فلول نظام البشير يثيرون القلاقل في بعض الولايات لمحاصرة الخرطوم الترويكا الدولية تدعم الحكومة الشرعية ومحللون يستبعدون الحسم بالقوة حسن: مخاوف من تكرار السيناريو الكارثي الذي انتهى بانفصال الجنوب

الاثنين - 11 أكتوبر 2021

Mon - 11 Oct 2021

25 يوما والحياة شبه متوقفة في عدد من المدن السودانية بعد إغلاق الميناء الرئيس، ووقف عمليات ضخ البنزين ووضع الحواجز والمتاريس شرق البلاد التي تشهد احتجاجات لم تتوقف منذ 17 سبتمببر الماضي.

تتزايد المخاوف يوميا من نفاد احتياطي المواد الغذائية الأساسية في السودان، مع استمرار توقف حركة التجارة، وعدم الوصول إلى حل ينهي الأزمة رغم الوسائط التي أعلنت عنها عدة جهات، وتصاعد القلق مع تواصل صدور البيانات الحكومية التي تكشف عن نفاد مخزون القمح، واقتراب مخزون الأدوية من النفاد، فيما بقيت 30 يوما وأكثر على نفاد احتياطي السلع الاستراتيجية.

3 مطالب ينادي بها المحتجون لإعادة الحياة إلى طبيعتها، أبرزها حل لجنة تفكيك تنظيم الإخوان وهو ما يدعم فرضية تورط فلول الإخوان في تحريك عجلة التصعيد بالمنطقة تحقيقا لمصالحهم التنظيمية، وخشية أن يقعوا تحت مقصلة اللجنة التي تحظى بدعم شعبي كبير، وفقا لـ»سكاي نيوز عربية».

بصمات الإخوان

في 17 سبتمبر الماضي ومع تزايد التوترات التي تشهدها البلاد، أعلن سودانيون موالون لمحمد الأمين ترك، زعيم قبيلة البجا؛ إغلاق الميناء الرئيس للبلاد ووضعوا حواجز في عدد من المدن والنقاط الواقعة على الطريق الرئيس الذي تمر به صادرات وواردات البلاد، وكذلك إغلاق خطي تصدير واستيراد النفط.

ووسط التفسيرات العديدة لأسباب الأزمة التي اندلعت في الشرق، قال محللون لقناة (سكاي نيوز) «إن الاحتجاجات لم تخلو من رموز نظام الإخوان المعزول، حيث برز مسؤولون سابقون في نظام عمر البشير يقفون إلى جانب قادة الاحتجاجات في شرق السودان ويحثونهم على إغلاق الطرق».

ووفق شهود عيان، فإن عدة قيادات بحزب المؤتمر الوطني (الذراع السياسي للإخوان) شاركت في إغلاق الطرق هم يونس عبدالله الذي شغل منصب معتمد محلية بولاية القضارف شرقي السودان، إضافة إلى منسوبي حزب الإخوان بينهم محمد علي عبدالرحمن، مصطفى محمود عبدالله، وعبدالله طه، وآخرون.

خلاف سياسي

وفي تلميح لافت إلى أن الاحتجاجات مرتبطة بنظام عمر البشير السابق وأعوانه، قال رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان خلال افتتاحه لمستشفى عسكري بالخرطوم «إن الاحتجاجات سياسية وليست فئوية، وأعلنت الخرطوم إمكانية استئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر ميناء بشاير السوداني، بعد اتفاق مع المحتجين، وجرى الاتفاق بعد ساعات على إرسال وفد وزاري للتفاوض مع المحتجين برئاسة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة، غير أنه لم تمر عدة أيام إلا وتأزمت المواقف من جديد، ما قابله رئيس الحكومة، عبدالله حمدوك بتحذيرات من التداعيات.

حذر حمدوك من تبعات إغلاق الميناء ببورتسودان، والطرق القومية بما يعطل المسار التنموي في البلاد، ويضر بمصالح جميع السودانيين في حصولهم على الاحتياجات الأساسية.

وأشار إلى أن مخزون البلاد من الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الوريدية على وشك النفاد، إذ تعثرت بسبب إغلاق الميناء والطريق القومي كل الجهود للإفراج عن حاوياتها.

فلول النظام

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد علي فزاري، أن أزمة الشرق وراءها مطالب حقيقية بالتنمية ورفع التهميش، ولكن فلول النظام السابق تسللوا وسط النسيج الاجتماعي وحاولوا تمرير أجندتهم الخبيثة من خلال ضربهم للنسيج الاجتماعي، ورفضهم للمطالب الشرعية المعلومة، وبدؤوا يرفعون مطالب سياسية بإقالة الحكومة ولجنة التفكيك.

وأضاف «هذه المطالب لا تتوافق إلا مع طموحات وأحلام النظام السابق خاصة أن مطالب أهل المنطقة واضحة وهي إلغاء مسار الشرق في اتفاق جوبا والتنمية المتوازنة»، ولفت إلى أن فلول النظام وراء أي عمليات تحدث حاليا، فهم يثيرون القلاقل في الولايات الطرفية ويعتبرونها الطريق الأمثل لمحاصرة الخرطوم وما حدث في بورتسودان خير دليل على ذلك، كونها الشريان الرئيس الذي تتغذى به العاصمة والولايات.

وأوضح أن هذا التأثير كان سلبيا على الأغذية وارتفاع الأسعار وغيرها توقفت بسبب إغلاق هذا الطريق الذي يمضي نحو أسبوعه الرابع، وشدد على ضرورة أن تكون هناك حلول جذرية لهذه الأزمة حتى لا تتجدد في ولايات أخرى مثل البحر الأحمر وغيرها.

خيارات الأزمة

وفيما يتساءل البعض عن الخيارات المطروحة أمام المجلس السيادي السوداني لإنهاء الأزمة، جاء بيان دول الترويكا (الولايات المتحدة – المملكة المتحدة – النرويج) معبرا عن دعمها الكامل للحكومة المدنية في السودان، وداعيا إلى وضع حد لإغلاق الطرق والموانئ في شرق البلاد، ومنوها لخطورة إغلاق الميناء وخنق اقتصاد البلاد، ليعكس تطورا آخر في ملف قضية شرق السودان.

ويرى البعض أن البيان بمثابة ضغوط خارجية على إدارة البلاد، لكن البعض وبينهم فرازي يستبعدون خيار القوة لحسم حراك الشرق، لكنه يؤكد في الوقت ذاته قدرة الحكومة على الحسم والسيطرة على الأوضاع، ولكنها لا تريد أن تستخدم خيار العنف الذي ثبت عدم نجاعته مع النظام السابق في دارفور، حيث نتج عنه عشرات الحركات الانشطارية التي أصبحت تتحدث عن مطالبها والكثير من القضايا.

ولفت إلى أن الحكومة تستخدم سياسة النفس الطويل؛ لأنها لا تريد أن تلجأ إلى القوة لحسم هذه الخلافات باعتبار أن أهل الشرق مواطنون سودانيون لهم الحق في التعبير خاصة أن مطالبهم حتى الآن سلمية ولم تجنح للعنف.

تداعيات ومصاعب

ويرى المحلل السياسي محمد جميل أحمد أن التداعيات والمصاعب التي ستترتب مع مرور الأيام القليلة المقبلة على الوضع المعيشي في البلاد كافة، لا سيما الخرطوم، ستفاقم من الأوضاع والضغوط التي ستتسارع في هذا الصدد، وسيكون من الوضوح بمكان للشعب السوداني أن ما يفعله المجلس الأعلى لنظارات البجا من إغلاق لشرق السودان هو تهديد مباشر لمصالح الشعب الحيوية أكثر من السلطة، كما سينعكس الأمر على طبيعة العلاقة والشراكة بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري في مجلس السيادة.

ويقول «في ظل انسدادين، أحدهما بين المكون العسكري في مجلس السيادة وبين قوى الحرية والتغيير، والثاني في المواقف ذات الطبيعة غير السياسية لفعل الإغلاق ذاته من طرف مجلس الناظر ترك، ستبدو الأمور أصعب مما يمكن تصوره»، لافتا إلى تفويض مشروط من طرف المجلس الأعلى لنظارات البجا لحزب الأمة القومي للتفاوض باسمه مع الخرطوم».

ويحذر الكاتب من الأسلوب غير السياسي والممارسات الفوضوية التي يعكسها قادة المجلس الأعلى لنظارات البجا، «إذ نجد أن شعارات كبيرة مثل : فصل شرق السودان، إعلان دولة البجا، وغير ذلك لا يمكنها أن تنطوي على سوية حقيقية، في ظل ظروف وشروط يدرك الجميع أنها شروط لا تسمح بأي إمكانية لتنفيذ تلك الشعارات».

السيناريو الكارثي

ويخشى الباحث الأفريقي وأستاذ السياسة الدولية الدكتور حمدي عبدالرحمن حسن من الوصول إلى السيناريو الكارثي، يقول «إن الأزمة التي يشهدها شرق السودان تنذر بمخاطر جسيمة ولاسيما في سياق حالة الهشاشة وتحديات الانتقال المتعثر في مرحلة ما بعد عمر البشير».

ويتساءل «هل نشهد تكرارا لسيناريو دارفور في الشرق؟ وربما يطرح البعض إمكانيات تكرار السيناريو الكارثي الذي انتهي بانفصال الجنوب. يبدو أن أصل الحكاية هي السياسة وتوظيف القبيلة لخدمة مصالح فئوية ضيقة لبعض مكونات النخبة الحاكمة في الخرطوم، ويبدو كذلك أن الجميع يقرأ من نفس الكتاب المرجعي الواحد، وهو ما يفسر لنا سر تكرار أزمات السودان المركبة التي يختلط فيها العرق والدين وتسلط المركز على حساب المناطق المهمشة والأطراف، في نفس الوقت الذي تتدافع فيه قوى إقليمية ودولية لممارسة الدور واكتساب النفوذ».

شرق السودان.. لماذا؟

• 6 ملايين نسمة عدد سكان شرق السودان

• 3 ملايين منهم يعودون إلى قبائل البجا

• تشمل البجا قبيلة الهدندوة أكبر قبيلة والأمرار، والبني عامر، والبشارية

• يتحدث أبناء الشرق لغة واحدة.. أصلها كوشي

• يجمعهم اقتصاد رعوي باستثناء بني عامر، الذين يتحدثون لغة التقري

• تقيم في الشرق عدة قبائل عربية، مثل الشكرية الغالبة في القضارف والشايقية والجعليين والرشايدة

• 40 % من سكان القضارف يرتبطون بحركة الهجرة الوافدة من غرب ووسط أفريقيا

• يعيش بعض أبناء دارفور في الشرق، في بورتسودان وكسلا، بالإضافة إلى الحلفاويين النوبة

• ينتشر الفقر بشكل كبير في الشرق، رغم أن بورتسودان بوابة لمعظم التجارة الخارجية

• يقوم ناظر البجا محمد الأمين ترك، من الهدندوة، بقيادة الاحتجاجات وإغلاق شرق السودان

• يرى البعض أن النزاع الحالي جذوره قبلية بين البجا وبني عامر

مطالب المحتجين في شرق السودان:

• حل الحكومة الانتقالية الحالية وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة انتقالية تعقبها انتخابات

• إلغاء مسار شرق السودان باتفاقية جوبا

• حل لجنة التمكين التي تتولى تفكيك تنظيم الإخوان