دخيل سليمان المحمدي

برامج التواصل تكشف وتكتشف

السبت - 09 أكتوبر 2021

Sat - 09 Oct 2021

للشبكة العنكبوتية (الإنترنت) خصائص وميزات عدة، منها تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي التي يستمتع بها مستخدموها حيث أصبحت واقعا ملموسا في المجتمع.

ومن هذه التطبيقات التي اشتهرت وأشهرت الكثير برامج (تويتر، واتس اب، السناب، التيك توك).

وإذا اعتبرنا أن هذه البرامج معيارا لمقياس قوة العقل والثقافة لدى المستخدم، فقد أعطتنا النتائج الحقيقية بالأدلة الواضحة عن مدى الوعي الذاتي لديه.

فهناك من صنع لنفسه عالما آخر بعيدا عن عالمه الحقيقي الذي يعيشه ليختلق شخصية افتراضية غير شخصيته الواقعية لكي يتخذ آراء ومواقف سياسية أو اجتماعية أو دينية لا يجرؤ على اتخاذها في الواقع؛ فيجد في عالمه الافتراضي ملجأ للتعبير عن تلك الآراء والمواقف.

وهناك من نجده قد استخف عقله بحثا عن الشهرة وجلب المتابعين دون مراعاة لشخصه بما ينشره من تلوث فكري من أكاذيب وإشاعات وشتم وذم.

أتقدم بوافر الشكر والعرفان لهذه البرامج التي اكتشفت لنا عقولا نفخر ونعتز بها، حيث وجدنا الإبداع في اختيار المحتوى والمهارة في التقديم والتميز بالثقافة والعلم والأدب والأسلوب، وعلى الجانب الآخر كشفت لنا عقولا ضامرة سقطت على حقيقتها التي كانت تختفي خلف تلك الكلمات المنمقة والمصفوفة بأسلوب مستعار عبر الصحف والبرامج الإعلامية، ولكن عندما اختفى من أمامه مقص الرقيب ومراقبة المحتوى اتضح لنا حقيقة شخصيته ومعاناته من الأسلوب الركيك والثقافة الضحلة.

أصدق مقياس للشخصية وفكرها وعلمها هو ما يطرحه الشخص في ظل الحرية الكاملة بالرأي والفكر دون رقيب يوجهك أو مقص ينتظرك.

إن التواصل ضروري ومهم في حياة الفرد والمجتمع عندما يكون وسيلة لنقل الأفكار والتجارب والمعارف بتفاعل إيجابي ووساطة تنم عن جوهر العلاقات الإنسانية والالتزام بالضوابط الشرعية والأخلاقية، فعليك أن تختار بعقلك لا بقلبك.

@dakhelalmohmadi