عائشة العتيبي

23 سبتمبر تاريخ «المجدوالفخر»

الخميس - 23 سبتمبر 2021

Thu - 23 Sep 2021

قد تفتخر بشيء كبير لم يخلق منك أو ليس من ممتلكاتك الخاصة بل تفتخر لأنك تنتمي إليه وتعد أصولك منه، فما أجمل ‏الافتخار عندما يسطر كل هذا المعنى بمفهوم الانتماء والولاء والحب والتقدير والاحترام.

عرفنا وطننا بأننا وحدة متكاملة ومنتظمة وشجعنا على البذل والسعي لكي نرفع له راية المجد عاليا منفردا، وقبل كل هذا أخبرنا بأننا شعب واحد تحت لغة واحدة تحتوي في أولها على كلمة التوحيد وختمت بآخرها باسم خاتم النبيين، فهذا هو منهجنا ووحدتنا ومعتقدنا، فاجتمعت تحت سقف واحد ورسمت في جوف علم يرفع عاليا وشامخا من بين كل الدول، بل أوجب عليهم احترامه وتقديره دون شعور منهم، فكان النهج واضحا ومختلفا اختصر في قمة عالية تحمل ذلك العلم.

أصبح الوطن ذلك النور الساطع الذي يضيء الأرجاء بل ربما أشبه باكتمال البدر في حلة التمام والحياة الآمنة لكل من عاش في أرضه وتحت سمائه، الوطن أوله ود ووفاء وأوسطه طمأنينة وطموح وآخره نعمة ونماء، فكان هذا أبرز ما يحمله لنا أحرف الوطن، عندما تحب سوف تعتاد على الشكر والتقدير وتستثني اللحظات واليد التي تمد لك المساعدة والتوجيه، لذا سوف تبحث عن أفضل ما يقدم لك سواء في لحظاتك الجميلة أو قد ما يقلقك في أصعب اللحظات؛ فلماذا لا نبدأ بالتقدير والاستثناء لهذا الوطن الذي لم يشعرنا بأننا أقل، ولم يشعرنا بالضعف والخوف بل كان هو سلاحنا بعد الله في النهوض والثقة والعطاء والفخر بين الشعوب والأوطان، فما أجمل أن نشكر الله على وطننا ثم نشكر الوطن على كل ما قدمه لنا.

كلمات خالدة وضعت في التاريخ وسيوف بارزة بادرت في ساحات المعارك لأجل وحدة الشعب وتشيد الأراضي وتلقي بها روح السلام والحياة وتعيد لها المجد والفخر من جديد، والتي شهدت قبل فترة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الجزيرة العربية حيث كانت عبارة عن مدن متفرقة وشعوب غير متفقة ليس لها حكم واضح ولا منهجية معتمدة، فقام بلملمة شتات البلاد، وأعاد لها الأمن والأمان وتصدى بقوة للفوضى التي كانت سائدة في الجزيرة العربية، فأبرز ما قاله الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في التاريخ: «إن هذا المكان بدئ منه توحيد المملكة من خلال 63 فردا، وجمع الشعب، وكونت الوحدة في هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله»، وهذا ولله الحمد توفيق من الله للملك عبد العزيز ورجاله، أن يوحدوا هذه البلاد، حتى أصبحت بلادا موحدة تعتز بدينها وتعمل بكتاب الله وسنة رسوله، كما وصف الأديب والمفكر المصري عباس العقاد شخصية الملك عبدالعزيز -رحمهما الله- بالقول: «كان الملك عبدالعزيز عنيدا مع الأقوياء، متواضعا مع الضعفاء، لكنه كان يسمع الرأي الآخر، فإذا اقتنع به رجع إليه، لأنه اتخذ من الحق والشريعة إماما وحكما».

23 سبتمبر يوم مختلف ولغة مؤرخة وباقية لأجيال قادمة وسطور لم تحسن أن تكتب لها بعد وأحرف بالغة الأهمية ووحدة مجتمعة على الحب والرخاء والعطاء والامتنان، وتظهر أمام الشعوب معترفة بأنها شعب واحد يدعو إلى التسامح والقوة وتحمل المسؤولية، فنحن تحت حكم ملك قائد ومحب وصادق وولي للعهد ملهم ومشجع للفرد والمجتمع، بل أصبح نموذجا فذا يقود بوطنه وشعبه مزاحما بهم في مقدمة مصاف الدول والشعوب قاصدا بأن يجعل وطننا عاليا وشامخا وقادرا على صنع حياة أفضل وبيئة أكثر مرونة وهمة، ومجتمعا يمتلك فكرا ووعيا وعطاء للوطن.

الفرد كان أبرز ما يراعيه سموه فيجعل من ذلك الفرد مفكرا وقادرا على التحدي والإبداع في مجتمع محب للعطاء والإقدام، أدام الله علينا الأمن والأمان والرخاء والعطاء، وحفظ الله لنا الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان، ومن أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - وأدامه ذخرا وعزا للوطن والشعوب العربية والإسلامية؛ قوله: «على الدوام أظهر المواطن السعودي استشعارا كبيرا للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سدا منيعا أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل بعد توفيق الله، الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته».

3ny_dh@