أحمد سهلي

باريس المتأرجح بين النعمة والنقمة

رمية تماس
رمية تماس

السبت - 18 سبتمبر 2021

Sat - 18 Sep 2021

بدأت الجولة الأولى في أبطال أوروبا، ووزع الناس انتباههم على مباريات مختلفة بينما كانت هناك حصة كبيرة من المشاهدين الذين صبوا أنظارهم نحو أول مباراة يشارك فيها الثلاثي [MNM] ميسي، نيمار، مبابي.

انطلقت المباراة مبكرا بهدف لباريس مما حفز التوقعات بشكل كبير على حدوث مهرجان كروي مليء بالأهداف، ولكن حدث العكس تماما، حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي ضد نادي كلوب بروج هناك في بلجيكا.

فكرت حينها في اقتباس قرأته لهاروكي موراكامي يقول «ابحث عن الكمال، وهذا ما يعقد الأمر». وتذكرت دراسة تسمى «تأثير المواهب المفرط» أجراها باحثون على مدار 10 سنوات في رياضات مختلفة ضمنها كرة القدم والسلة لاحظوا أن زيادة المواهب تزيد من الأداء ولكن فقط إلى نقطة محددة، وكلما ارتفع عدد المواهب عن هذه النقطة تأثر أداء الفريق سلبيا بسبب صعوبة التنسيق والترابط بين هؤلاء النجوم؛ إذ تتحول العلاقة من علاقة تعاون إلى علاقة تنافس، وتسمى هذه الظاهرة «Too much talent effect».

فكثرة المواهب في باريس وما يسمى بالتجميع لم يأت بالانتصار في أولى المباريات بأبطال أوروبا وليست هذه سابقة من نوعها فلو عدنا بالذاكرة قليلا للوراء وتذكرنا ريال مدريد (الغلاكتيكوس) تلك الحقبة التي كان بها كل من بيكهام، زيدان، فيغو، رونالدو، روبيرتو كارلوس وغيهم من النجوم، وعلى الرغم من التوقعات باستمرار الهيمنة على المسابقات المحلية والأوروبية، فشل النادي في الفوز بأي لقب في المواسم الثلاثة المقبلة.

لكن ليس ذلك حكما مسبقا بالفشل على باريس، فالبدايات دائما خادعة والعبرة في الختام، لكن سيكون من المثير مراقبة هذه المواهب، وكيف يتم توظيفها وكيف تتكيف لتحقيق أهداف النادي الجماعية.