حسين باصي

«طاقة شمسية بلا سيليكون»

الاثنين - 13 سبتمبر 2021

Mon - 13 Sep 2021

في عام 1958 ميلادي كان هناك مهندس أمريكي يدعى روبر نويس، قام بصنع قطعة سوداء الكترونية وذات أرجل كثيرة.

هذه القطعة السوداء كانت نقطة البداية للثورة الصناعية الثالثة وهي ثورة الالكترونيات والاتصالات.

هذه القطعة تدعى الدوائر الالكترونية المتكاملة (IC) أو (Chips) وهي موجودة في جميع أجهزتنا الكهربائية وسياراتنا، ومكونة من مجموعة من الترانزيستورات (شكل من أشكال أشباه الموصلات) والمقاومات والمكثفات. إن العنصر الرئيس في صناعة هذه القطعة هي أشباه الموصلات المصنوعة من مادة السيليكون.

للأسف الشديد هناك شح كبير في إمدادات المصانع بأشباه الموصلات في الوقت الحالي.

هناك عدة أسباب لهذا النقص وأذكر منها جائحة كورونا من حيث الحجر الكلي في الكثير من دول شرق آسيا المصنعة لتلك الدوائر من جهة.

ومن جهة أخرى زيادة الطلب على تلك الدوائر للاجهزة الالكترونية الكهربائية أثناء الحظر.

إن هذا الشح أثر على عدة أسواق عالمية بشكل مباشر، من تلك الأسواق نجد أن أنظمة الطاقة الشمسية من ضمن تلك الأسواق المتضررة. نعم الضرر يعني ارتفاع في أسعار أنظمة الطاقة الشمسية، وبالأخص ارتفاع سعر العاكس.

إن وظيفة العاكس الرئيسة هي تحويل الكهرباء من التيار المتردد إلى التيار المستمر، وهي مكونة من مجموعة من أشباه الموصلات (IGBT) والدوائر المتكاملة (IC) وكلاهما يواجه هذا الشح.

تتفاوت نسبة زيادة أسعار العواكس من شركة لأخرى، ويبقى السؤال الأهم هو متى تنتهي هذه الأزمة؟

هذا السؤال المحير حيث قال بعض الاقتصاديين والرؤساء التنفيذيين لشركات تصنيع الدوائر المتكاملة إن الأزمة ستنتهي في نهاية عام 2023، بينما الآخر قال إنها سوف تنتهي في نهاية عام 2021.

كما ذهب البعض لرأي أكثر تشاؤما وهو أن هذه الأزمة لن تنتهي قبل عام 2022 وبنهاية مفتوحة.

لو افترضنا جدلا أن هذه الأزمة قد انتهت فعلا، ما هي العناصر الأخرى المهددة من موجات كورونا؟ إن الخلاف الصيني الأمريكي جعل الأمر أكثر غرابة من حيث الطلب على المواد الخام مثل البلاستيك والمطاط والمواد الكيميائية الأخرى.

ذلك يفرض سياسيات وتقنيات جديدة ومطورة لإدارة المخازن والشحن في ظل موجات كورونا العشوائية، هنا تكون لعبة الأسعار حامية خصوصا في تزامنها مع الثورة الصناعية الرابعة.

جميع ما ذكرت تعتبر دروسا لنا في حراكنا الصناعي السعودي حتى تكون توسعاتنا الصناعية أكثر استقرار وقوة لمواجهة التغيرات السريعة.

هذا الحراك يعتبر فرصة لوزارة الصناعة والثورة المعدنية لدراسة الوضع واستغلال مواردنا الطبيعية في الصناعات المتأثرة بالأسباب التي ذكرتها حتى نحظى بنهضة صناعية مشابهة لنهضة سنغافورة ولكن بظروف وبيئة مختلفة.

HUSSAINBASSI@