حسين باصي

«بطاريات على عجلات»

الخميس - 09 سبتمبر 2021

Thu - 09 Sep 2021

قبل بضعة أعوام، قبل جائحة كورونا بقليل، يعلم الجميع أن السفر كان أقل تعقيدا من الآن. في تلك الأيام الجميلة ذهبت إلى مدينة مانشستر في بريطانيا.

كان سبب زيارتي هو عرض بحث علمي لي في الهندسة الكهربائية قدمته في مؤتمر علمي يناقش عدة مواضيع من ضمنها السيارات الكهربائية.

الغريب في الموضوع أنني حينها لم أختلط بالكثير من السيارات الكهربائية، وكنت واقفا على الرصيف أنتظر عبور الشارع وحينها عبرت فجأة حافلة نقل عام لم أسمع حتى صوت ماكينتها وهي تقترب. نظرت للحافلة بمشاعر مختلطة عنوانها الاستغراب.

تساءلت عن هذه التقنية التي مسحت وجود صوت المكينة من خارطة عمل هذه الحافلة. عند مرورها من أمامي وجدت عليها عبارة «حافلة كهربائية»، حينها استبدلت الاستغراب بالاستعجاب.

طبعا مبدأ السيارات الكهربائية بسيط جدا من حيث العمل، هي مجرد سيارات تعمل ببطاريات ومحركات كهربائية، وهذا سبب أن صوتها خفيف جدا. تحتاج هذه السيارات إلى عدد كبير من البطاريات مما يدفعني إلى القول بأنها بطاريات على عجلات. طالما تحدثنا عن بطاريات فالحال أشبه ما يكون بأي جهاز يحتوي على بطاريات ويحتاج للشحن الكهربائي.

لكن هناك مجموعة من الشركات والدول ذهبت لبعد آخر وهي تقنية V2G. هذه التقنية تعني أن السيارات الكهربائية لا تستمد طاقتها من شبكة الكهرباء فحسب، وإنما تبيع الطاقة المخزنة في البطاريات مرة أخرى للشبكة.

طبعا أول شيء يتبادل في الأذهان هو سخافة هذه الفكرة (أو التقنية). تخيل معي أن لديك جوال قد شحنته قبل ساعة وبقي في البطارية 60% وبعتها للشبكة لتكون بجوال فارغ البطارية ولا يعمل. الأمر ليس بهذا الشكل، في معظم هذه الدول تكون تعرفة الكهرباء متغيرة خلال اليوم مما يعني أن هناك سعرا مرتفعا في أوقات الذروة وسعرا منخفضا خارج أوقات الذروة.

يتمكن مالك السيارة الكهربائية من شحن بطارية سيارته خارج وقت الذروة (غالبا في المساء) ومن ثم يذهب إلى عمله وتبقى السيارة في المواقف ببطارية ممتلئة بأكثر من النصف.

يمكن لهذا المالك أن يوصل سيارته بمحطة شحن السيارات الكهربائية لغرض بيع الطاقة المخزنة في السيارة لشبكة الكهرباء بمقدار يحدده صاحب السيارة.

قد يستغرب البعض من كمية الكهرباء التي ستقدمها هذه السيارة للشبكة ولكن هذا السيناريو يكون مجديا لو عملت به السبعة ملايين سيارة كهربائية حول العالم. كما أنه من المتوقع أن يكون هناك أكثر من 100 مليون سيارة كهربائية بنهاية عام 2030م.

نحتاج للتأمل هنا وتجهيز خطة للاستفادة فيها من مستقبل السيارات الكهربائية.

HUSSAINBASSI@