وثائق سبتمبر تبرئ المملكة وتكشف المستور

العالم يترقب رفع النقاب عن التفاصيل الكاملة لأحداث شغلت الناس على مدار عقدين
العالم يترقب رفع النقاب عن التفاصيل الكاملة لأحداث شغلت الناس على مدار عقدين

الخميس - 09 سبتمبر 2021

Thu - 09 Sep 2021

يترقب العالم رفع النقاب عن الوثائق السرية الكاملة لأحداث سبتمبر خلال الساعات المقبلة، بالتواكب مع الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر التي تعد العلامة الفاصلة في تاريخ الإرهاب العالمي، بعدما أكد التقرير المختصر المكون من 28 صفحة والصادر عن لجنة الحادي عشر من سبتمبر براءة المملكة من ادعاءات واتهامات الإرهاب التي حاول البعض إلصاقها بها، وعدم وجود أي دليل على علمها المسبق بالهجمات الإرهابية الغادرة.

وفيما تتجه الأنظار نحو وزارة الخارجية الأمريكية بعد قرار الرئيس جو بايدن رفع السرية عن الوثائق المتعلقة بالحادي الذي أودى بحياة 2973 شخصا، بعد اصطدام طائرتين ببرجي التجارة العالمية في نيويورك، رحبت سفارة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بالكشف عن الوثائق السرية المتعلقة بالهجمات الإرهابية، ودعت إلى الكشف عن جميع المواد المتعلقة بالهجمات بشكل مستمر خلال العشرين عاما الماضية.

ادعاءات باطلة

وطالبت المملكة عبر بيان رسمي صادر عن سفارتها في أمريكا بالشفافية فيما يتعلق بمأساة الحادي عشر من سبتمبر، وقالت «كما كشفت التحقيقات السابقة، بما في ذلك لجنة الحادي عشر من سبتمبر ونشر ما يسمى بـ «28 صفحة»، لم يظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن حكومة المملكة أو أيا من مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجمات الإرهابية أو كانوا متورطين بأي شكل من الأشكال في التخطيط لها أو تنفيذها».

وتابع البيان «أي ادعاء بأن السعودية متواطئة في هجمات 11 من سبتمبر هو ادعاء باطل لا أساس له من الصحة، وكما أكدت إدارات الرؤساء الأربعة السابقين للولايات المتحدة، فقد أدانت المملكة واستنكرت الجرائم الشنيعة التي ارتكبت ضد حليفها وشريكها الولايات المتحدة».

مواجهة الإرهاب

وأضاف البيان «تدرك السعودية جيدا واقع التهديدات التي يمثلها تنظيم القاعدة من خلال أيديولوجيته وأفعاله الإرهابية، وقد كانت المملكة، إضافة إلى الولايات المتحدة، الهدف الرئيس لتنظيم القاعدة، حتى قبل هجمات 11 سبتمبر. ولم تدخر المملكة، إلى جانب الولايات المتحدة، أي جهد في مواجهة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله».

وتابع «تفخر السعودية بسجلها في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك جهودها لإحباط تمويل الإرهاب، واستراتيجيتها الشاملة لمكافحة الفكر المتطرف، وإضعاف ودحر المنظمات الإرهابية في جميع أنحاء منطقتنا»، مؤكدا أن المملكة شريك رئيس للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وقال «وقد واجه بلدانا معا تنظيم داعش في العراق وسوريا، وألحقنا، ضمن نجاحات أخرى، خسائر كبيرة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم داعش في اليمن، ولا شك أن العمل المنسق بين المملكة والولايات المتحدة لمواجهة المخططات الإرهابية والتصدي لها على مدار العشرين عاما الماضية قد أنقذ أرواح الآلاف من السعوديين والأمريكيين».

مزاعم كاذبة

ورأى البيان السعودي أن «المملكة باعتبارها إحدى الدول التي استهدفها الإرهاب العالمي، تتفهم ألم ومعاناة الأسر التي فقدت أحباءها في ذلك اليوم الذي لا ينسى»، وختم «أكد رفع السرية السابق عن المواد المتعلقة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر، مثل الـ»28 صفحة»، النتيجة التي توصلت إليها لجنة 11 من سبتمبر بأن المملكة ليست لها علاقة بهذه الجريمة، ومن المؤسف استمرار مثل هذه الادعاءات الكاذبة، وفي المقابل، لا يمكن للمملكة العربية السعودية إلا أن تكرر دعمها المستمر لرفع السرية الكامل عن أي وثائق ومواد تتعلق بتحقيق الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية، على أمل أن يؤدي الكشف الكامل عن هذه الوثائق إلى إنهاء المزاعم التي لا أساس لها من الصحة بشأن المملكة بشكل نهائي».

أمر بايدن

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أمر قبل أيام إدارته بدراسة إمكانية رفع السرية عن بعض الوثائق المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر 2001.

وقال في نص أمر أصدره «عندما ترشحت للرئاسة تحملت التزاما بضمان الشفافية فيما يخص رفع السرية عن الوثائق الخاصة بـالهجمات الإرهابية على أمريكا يوم 11 سبتمبر 2001».

وأضاف «يجب الآن رفع السرية عن المعلومات التي تم جمعها وادخارها في إطار التحقيق الذي أجرته حكومة الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية يوم 11 سبتمبر، باستثناء الحالات التي تتميز بأكبر أسباب تؤكد ضرورة العكس».

غيرت الحياة

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته قناة «فوكس نيوز» الأمريكية أن نحو ثلثي الأمريكيين يعتقدون أن هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية غيرت الحياة في بلادهم للأبد، بينما اعتبر 24% أنها تسببت بتغيرات موقتة، وفقا لقناة «فوكس نيوز» الأمريكية.

وتباينت آراء الأمريكيين بشأن هل يجب أن يكون 11 سبتمبر يوم عطلة رسمية، حيث وافق مع هذه الفكرة 47%، وعارضها 46%.

وجرى الاستطلاع، الذي شمل 1002 شخص، خلال الفترة بين 7 و10 أغسطس الماضي، أي قبل شهر تقريبا من الذكرى الـ20 لأكبر هجوم إرهابي على أراضي الولايات المتحدة في تاريخها، والذي أودى بحياة نحو 3 آلاف شخص.

لحظات تاريخية

وعرضت قناة فوكس الأمريكية اللحظات الحاسمة لهجمات 11 سبتمبر 2001 في ذكراها العشرين، حيث كان الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش يزور مدرسة إعدادية للأطفال بمدينة ساراسوتو في ولاية فلوريدا، وجلس ينظر إلى ما يقوم به تلاميذ أحد الصفوف.

وقبل دخول الرئيس إلى التلاميذ بالصف، كان بوش جالسا في صالون المدرسة، ينتظر خارج الفصل الدراسي موعد لقائه بهم، وحين نهض للدخول شاهد في تلفزيون قريب «طائرة صغيرة» تصطدم بأحد برجي مركز التجارة العالمي المكون من 110 طوابق بنيويورك، فظن للوهلة الأولى ما ظنه أيضا ملايين شاهدوها في خبر عاجل بثته التلفزيونات الأمريكية وغيرها، وهو أنها صغيرة للتدريب وما شابه، وتعرضت لعطل ما، إلى أن ارتطمت طائرة ثانية بالبرج الثاني من «مركز التجارة العالمي» بالمدينة، وهنا دخل عليه من همس في أذنه بأنها طائرة للركاب كالأولى، وأن «أمريكا تتعرض لهجوم، ربما إرهابي» كما قال.

حرب عالمية

ووفقا لقناة (العربية) فإن الهامس في أذن بوش كان أندور كارد رئيس موظفي البيت الأبيض من 2001 إلى 2006 بعهد بوش، ورئيس «مجموعة العراق» في عهده أيضا.

أما الهمسة، فمنها علم الرئيس ما جعل ملامحه تتغير سريعا، فظهر في الفيديو صامتا مذهولا، واتسعت حدقتا عينيه، وراح لا يدري إلى أين ينظر وماذا يفعل وسط أطفال اضطر أن يتماسك ويتظاهر بالثبات أمامهم ليبقى معهم حتى نهاية اللقاء، كي لا يشعرهم بقلق يتذكرونه بائسا مدى الحياة.

وكانت الطائرة الأولى من نوع «بوينج 767» خطفها 5 عناصر، من أصل 19 جندهم تنظيم «القاعدة» للقيام بكوكتيل من العمليات الانتحارية، وتزعمهم المصري محمد عطا، فقاد بنفسه الطائرة التي اخترقت البرج الشمالي في الساعة 8.46 صباحا، تلتها 3 طائرات مخطوفات، إحداها من الطراز نفسه وتابعة للشركة نفسها، ارتطمت بعد 17 دقيقة بالبرج الجنوبي، فانهار البرجان في مشهد ظهر على الشاشات التلفزيونية كأنه من حرب عالمية اندلعت فجأة بهجوم نووي، وفي دقائق قضى 2973 شخصا، منهم 2753 في نيويورك وحدها، وضربت طائرة ثالثة مخطوفة من طراز جدار مبنى البنتاغون بولاية فيرجينيا، وتحطمت رابعة وعليها 80 راكبا في سهل بولاية بنسلفانيا، قبل أن تصل إلى هدفها المعتقد أنه كان البيت الأبيض بواشنطن.

الأمريكيون وهجمات 11 سبتمبر:

64 % من الأمريكيين يرون أن الهجمات غيرت حياتهم للأبد

24 % يؤكدون أنها تسببت في تغييرات موقتة

47 % يطلبون أن يكون 11 سبتمبر عطلة رسمية

46 % يرفضون أن يتحول يوم الفاجعة إلى عطلة