عاصم الطخيس

عندما تتغلغل المشاكل السياسية في الفيلم

الأربعاء - 08 سبتمبر 2021

Wed - 08 Sep 2021

لا تتعجب من عنوان المقال، فكثير من الأفلام والمسلسلات إن لم تكن أغلبيتها مبنية على مصالح ورسائل سياسية يتم إقحامها داخل الفيلم بشكل أو بآخر، لكن طريقة الإقحام هي الفرق عندما يكون ذلك التدخل مباشرا وواضحا وكما يقولون (On the nose) أو بين السطور وبشكل إبداعي أكثر لتغيير وجهة نظر عن فئة أو بلد معين، كما حدث مع الأفلام الداعمة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر قبل حدوثها بثلاثين سنة، قبول الشاذين جنسيا في المجتمع، وغيرها من الأمور السياسية.

الفيلم الذي نتحدث عنه هو (The Misfits) الذي طرح في صالات السينما 2021، لكنه من ضمن الأفلام التي كان التغلغل السياسي واضحا فيها وبشكل مقزز، ورسالته كانت مكشوفة وعلنية لتوريط بلد خليجي بعينه. تدور أحداث الفيلم عندما يتم تجنيد مجرم شهير يدعى ريتشارد بيس من قبل مجموعة من اللصوص غير التقليديين لسرقة كمية كبيرة من الذهب، لكنه يجد نفسه متورطا بهذه العملية التي سيكون لها آثار بعيدة المدى على حياته وحياة أناس آخرين.

الفيلم من بطولة بيرس بروسنان (Pierce Brosnan) في دور ريتشارد بيس، تيم روث (Tim Roth) في دور شولتز، ونيكولاس كانون (Nick Cannon) في دور رينجو، وهو من قصة روبرت هيني (Robert Henny)، ومن سيناريو كل من روبرت هيني وكيرت ويمر (Kurt Wimmer)، ومن إخراج ريني هارلين (Renny Harlin)، وبميزانية تقدر بـ 15 مليون دولار أمريكي، وبعائد شباك تذاكر يقدر بـ 1.3 مليون دولار خلال تقريبا 4 أشهر، وهذا يعد خسارة فادحة جدا.

بالرغم من وجود أسماء لامعة في عالم السينما إلا أن الفيلم كان كارثة فادحة في شباك التذاكر، ويعود السبب في ذلك كون المنتج الإماراتي منصور الظاهري كان يتدخل في كل شيء، وتم تغيير السيناريو عدة مرات ليوائم تسليط أسهمه في اتهام دولة خليجية في هذه الأحداث، وأنها هي المسؤولة عن كل هذا الدمار، وغير ذلك من ادعاءات غير صحيحة. كان السيناريو في البداية يتحدث عن عملية سرقة ضخمة، لكن عندما وصل الطاقم إلى دبي لتصوير الفيلم جاء التغيير المفاجئ والكلي لسيناريو جديد بالكامل وغير ما تم الاتفاق عليه في العقود بين الممثلين والمخرج وكُتاب السيناريو الذين ضاقوا ذرعا بالتغييرات غير المنطقية والمسيسة.

الفيلم لم يكن ناجحا كما كان يعتقد الظاهري، ومخططاته باءت بالفشل، وهذا طريق كل من يُدخل السياسة ضمن العمل الإبداعي، فمصيره الندم. أداء الممثلين كان باردا ولم يكن ذلك الحماس من فيلم يتم وصفه بالأكشن والمغامرة والإثارة، بل كانت الأحداث بطيئة وغير متوائمة مع سير القصة، والإضافات السياسية الزائدة كانت تظهر من الشاشة بشكل واضح ومبتذل. يبدو أن الممثلين وجدوا كنزا من الذهب في الحقيقة، وهو كون المنتج سيدفع لهم المبلغ الذي يريدون من أجل أن يظهروا فقط في الفيلم ليس إلا.

AsimAltokhais@