عائشة العتيبي

هم.. لهم الجزء الأكبر

الخميس - 02 سبتمبر 2021

Thu - 02 Sep 2021

الأحداث والمشاهد تعطيك دافعا قويا وكبيرا لاكتشاف كل ما حولك من أسرار وتفاصيل وتساؤلات، بل قد تضعك في المنتصف وتجبرك على البحث والمواصلة من جديد وتحدث بنفسك الشغف والاهتمام بما يدور بداخلك وعما يدور حولك من متغيرات وسلوكيات وتفسيرات وقد تتفاجأ من ردة فعلها أو نتيجتها النهائية.

عندما نذكر معنى النهاية للبداية سوف نطلق عليه الحدث الذي يأخذك بعيدا كي يوصلك إلى آخر الطريق ثم أنت ترى ما خلفه من نتيجة، كالمشاكل التي تواجهك وتجبرك على اختراع حلول أو تحدث في داخلك عدة تساؤلات قد يكون أهمها لماذا أنا فقط؟! وهل أنا من يحب تلك المشاكل؟! أم أنا شخص يسعى لتصيدها واكتشفها؟

ربما هذه الأسئلة تراودنا ولا ندرك بعد حقيقة تلك الإجابة، لذا أضع بين يديك تلك الإجابة الاستثنائية وأقول لك قد تعطي أنت لمن حولك بعضا من أولوياتك واهتماماتك والكثير من وقتك أو ربما أنت من تسعى دائما لإرضائهم وتقديرهم وتقبل كل كلمة تقال لك منهم، فهذا في الأغلب تلك الأسباب تجعل من الذي ليس له ريش يفرد ريشه عليك رافعا أنفه للأعلى وذو نظرات تحمل تعاليا وهو في أشد الثقة تماما أنك سوف تطأطئ رأسك إليه وتبادر بالاعتذار منه حتى لو لم تخطئ بحقه.التعالي والغرور والثقة الزائدة والمبالغة في الاهتمام هي من تجعل غيرك يراك أقل منه ولا زلت بحاجته ولا تستطيع العيش بدون وجوده، لذا احذر من تلك الفئة جيدا وانظر لنفسك أولا كي لا تلوم أحدا، واختر من يبادر أو بأقل ممكن يستطيع تقبل وقتك الغائب عنه وانشغالك ويضع لك أعذارا حتى لو كانت وهمية لأمر واحد هو محافظته عليك كعلاقة تعني له الشيء ‏الأثمن خشية منه لعدم خسارتك ويدرك أهمية قيمتك في حياته.

هؤلاء الأشخاص يستحقون الجزء الأكبر من وقتنا وحتى إذ لم يسعهم الوقت الذي نمنحه ‏إياهم بإمكاننا إضافة لهم بعض من الكلمات التي تحمل إخلاصا وتقديرا لقلوبهم الطيبة التي تتمنى لنا الخير والسعادة دائما، فهم أقصى ما يتمنون أن نكون بقربهم وحولهم ونحن بأفضل حال وأتم عافية فهذا ما يهمهم، هم أكبر جزء يمكننا أن نشعر به عندما نقف محبطين ومتألمين وغير قادرين على تحمل تلك المصاعب والظروف وحتى في عدم استطاعتنا لتجاوز العثرات نجدهم أمامنا مشجعين وناصحين لنا، فنحن نود القول لهم بحب كل الامتنان لوجودكم في حياتنا.

هناك جزء أكبر ذو صفة رائعة ومميزة وهم الذين لا يسمحون لمن حولهم بالتعدي عليك ولا يريدون الإفساد بين العلاقات وحتى لا يستطيعون الظن بك ظنون غير صحيحة، وقد يتجاهلون ما يقال عنك لثقتهم وفهم من أنت وما قيمتك بالنسبة إليهم، ولا يرضون بما يقال عنك لسبب واحد هم يعلمون من أنت؟ وما هي أجمل صفة قد تصاحبك؟ هم نادرو الأوصاف وأصحاب مواقف صادقة ويحبون الخير ويقدرون قيمة الإحسان وحسن العلاقة، لا يهمهم ما يقال عنك لقد اكتفوا بفهم ما تحمله من فعل ولطف وأسلوب، وقد تراهم أصحاب مبادرة ومواجهة بين الطرفين قبل الحكم وإن وقعوا في الخطأ هم يفضلون المواجهة حتى يقطعوا أمر الشك باليقين، ربما من ناحية أخرى هناك الجزء الأكبر والخفي وهم أصحاب تلك القلوب الطاهرة التي تعتقد بك الخير دائما مهما بلغ سوؤك وسلوكك وأسلوبك فقد يحرصون على إظهار جانبك المشرق دائما بين الناس، ويسعون في أن تكون شخصا معطاء حتى لو لم تمتلك تلك الصفة؛ حبا منهم وخوفا عليك وقد ينظرون إليك بحسن أخلاقهم ليس بحسن أخلاقك حتى تكتمل معاكسة الصورة، فقد تحمل من سوء الأخلاق ما يكفي إلى أن لا أحد يتقبلك؛ هم يفعلون ذلك حتى تظهر لمن حولك بأجمل صورة فلله درهم.

الجزء الأكبر قد يكون ظاهرا ومعروفا وقد يكون غائبا ومجهولا، عندما تفتش كثيرا بداخلك سوف تعرف من أنت ولأي فئة منهم تنتمي وكيف هي أخلاقك وتعاملك مع الآخرين، هل يحبونك وهم لا يعرفونك جيدا أم يظهرون المحبة لأنك سيئ ويتظاهرون ذلك خشية من أذيتك، جميع الأسئلة لها إجابة واحدة هو أنت، من يحدد الخيار والحقيقة هو أنت قبل أن يحكم عليك من حولك، لذا اختر مكانا جيدا تنعم به وله أثرا ملموس ويمنحك صورة واضحة ومحبة صادقة.

@3ny_dh