محمد حطحوط

استراتيجية الدقيقة الواحدة لمكافحة التسويف

السبت - 31 يوليو 2021

Sat - 31 Jul 2021

توقفت عن الكتابة آخر ستة أشهر، بعد تسويف أحد الأسابيع، مع ضغط الاستشارات التسويقية، تلاه أسبوع، ثم آخر، ثم ثالث، وهكذا وبكل بساطة انسلت ستة أشهر دون كتابة حرف واحد. وكأي مشروع يتم تأجيله مرات عديدة يكون ثقيلا جدا على النفس، ولأن التسويف ظاهرة إنسانية، فسأذكر هنا استراتيجية مذهلة تعلمتها قبل سنوات طويلة، ما طبقتها في مشروع إلا وتعطي نتائج مذهلة، حتى أدخلتها بشكل رسمي في دورة (التسويق الشخصي) وكانت من ضمن أهم بنود الدورة التي كسرت حواجز نفسية كثيرة، وكانت سببا في إنجاز ملفات عالقة لسنوات لمن حضرها. استعد قارئي العزيز لمنهجية الدقيقة الواحدة، وكيف يتم التسويف علميا وما الذي يحدث في الخفاء دون علمك.

عندما تكلف بهمة، ككتابة بحث مثالا أو تقرير، فحاول جاهدا أن تبدأ المهمة في حينها. ولكن إن أجلت، كما حدث مع صاحبكم في هذا المقال، فإنه -علميا- انبنى حاجز نفسي صغير غير مشاهد بينك وبين إنجاز هذه المهمة. كل يوم تؤجل فيه هذه المهمة يزداد سمك هذا الحاجز النفسي. مع مرور الوقت يكبر سمك الجدار لدرجة يكون مجرد كسر الحاجز النفسي، أصعب بمراحل من إنجاز المهمة نفسها. ولهذا السبب تحديدا، تأتي استراتيجية الدقيقة الواحدة، لأنها تفهم سيكولوجية النفس البشرية، وهي تقنية بسيطة في فلسفتها، عظيمة في تأثيرها. فكرة الدقيقة الواحدة: هدفك الآن ليس كتابة المقال المؤجل، وإنما كسر الحاجز النفسي المتراكم لأشهر. ولهذا أقنع نفسك: سأبدأ لدقيقة واحدة فقط. فتحت جهاز الحاسب الآلي، وكتبت العنوان، وكان هدفي الانتهاء بعد أول دقيقة فقط، انسحب القلم معي حتى كتابة آخر حرف في المقال.

في بعض الأحيان، وعندما يكون المشروع كبيرا، ستلاحظ أنه ذهبت خمس دقائق دون أن تشعر. أقفل المهمة، يكفي هذا اليوم. من الغد عاود الكرة، ستجد أنك أمضيت عشر دقائق، وهكذا حتى ينكسر الحاجز النفسي، وتعود المياه لمجاريها. ولكن الأهم أن تطبق النصيحة التي حفظناها في الصغر: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، لأنك إن فعلت ذلك، كما تقول الدقيقة الواحدة، ستبني حاجزا نفسيا بينك وبين إنجاز هذه المهمة.

قراءتك لهذا المقال، دليل عملي على نجاح استراتيجية الدقيقة الواحدة، والحمد لله.

mHatHut@