عائشة العتيبي

لون لقراءة غائبة عنا

الخميس - 08 يوليو 2021

Thu - 08 Jul 2021

‏البحث والاستقصاء والتحدي والاعتماد على النفس وتحقيق الرغبات وإعطاء الحلول هي معان ومصطلحات تندرج تحت الفكر البشري وما ينبغي أن يصل له الإنسان من تحليل ومعرفة وحقيقة، وقد تندرج تحت نظريات تدرس واستنتاجات قد يستدل بها.

النظرية هي فكرة أو تفسير لظاهرة ما وضعت تحت معنى اعتقاد واجتهاد شخصي، وضعها مفكر وعالم ما يحلل فيه مسألة معينة أو معادلة لم يصل إلى حلها بعد، والشيء الوحيد المؤكد بالنظريات الآن هو قدرتها على شرح كافة البيانات الموجودة، هذا لا يؤكد أنها ستكون قادرة على شرح كافة التجارب المستقبلية؛ فهي فرضيات تعطى تفسيرا يندرج تحت مسمى النظرية غالبا، ولا تعتبر الفرضية العلمية مكافئة للنظرية العلمية، حتى وإن استخدمت كلمات (فرضية ونظرية) بشكل مترادف في أغلب الأحيان.

الاستنتاج نقصد به أدوات وأساليب علمية نقوم من خلالها بجمع البيانات والمعلومات اللازمة لحل قضية ما، أو ملاحظة ظاهرة معينة وقد تعطى الحلول من خلال مراقبة لحالة ما مثل ما يسمى بالملاحظة، فهي تختلف عن الاستنتاجات ولكن تتشابه من ناحية شكلها الخارجي في جمع كافة البيانات والمعلومات، دراسة وتفسير ظاهرة معينة.

فالملاحظة تعتمد على المجهود الحسي والعقلاني ولها خطوات منظمة يقوم بها الباحث بصورة مقصودة وغير مقصودة أو بمحض الصدفة بهدف إدراك وفهم وتعرف على الظواهر التي يعيشها، ما يبدو واضحا وظاهرا للعين، وأيضا إلى جانب ما هو مخفي وغير واضح لهم وقت وموقف محدد، إذا الملاحظة من الأدوات والطرق التي تجمع بها البيانات والمعلومات والحقائق، أما الاستنتاج فهو مفهوم استدلالي ونشاط عقلي، ويقوم الباحث أو المفكر في البحث عن الأسباب التي تقف خلف حدث معين أو ظاهرة معينة التي تخفيه حقيقة الأشياء ويسعى لإيجاد تفسيرات علمية ومنطقية ومقنعة تحاكي العقل البشري أي أنه العملية الذهنية التي يستخلص من خلالها نظرية قابلة للتصديق وتقنع العقل الإنساني حول قضية ما، وتتوافق مع قواعد المنطق، ويختلف عن الملاحظة أنها تأتي من ملاحظة ومشاهدة النتيجة النهائية والتعرف على أسبابها منطقيا.

من خلال قراءتي السابقة الموجزة واهتمامي الشخصي للمفاهيم العلمية التي تتحدث عن النظريات والتجارب والفرضيات والاستنتاجات والملاحظات نرى من خلالها ‏حقيقة الإنسان المفكر والباحث والمتعلم القادر على وضع حجر أساس قوي، وبناء صحيح ليصل إلى صورة فنية رائعة وقمة عالية لا تنحني، كما عليه التزود بالأمل والصبر واختيار طرق صعبة في بدايتها هو من يجعلها سهلة في نهايتها. طلب العلم والبحث فيه وقراءته ما هو إلا اختيار جيد لكي تصبح أكثر معرفة وفهما، وتكون شخصا قويا في اختياراته وقراراته الشخصية، وكذلك يصبح شخصا أخطاءه الحالية أقل بكثير من سابقها.

القراءة والاطلاع على الكتب والأبحاث والدراسات العلمية تساعدك كثيرا في الوصول إلى مرحلة العقلانية والنضج الحقيقي وزيادة في العلم والمعرفة، وقد تكتسب سعة الفكر والمنطق وحس الإدراك والنباهة والدراية، وحين تعتاد على القراءة العلمية سوف تمتلك سرعة الاستجابة والتطور والنمو الثقافي والفكري والنفسي، وقد تصل إلى نقطة الاتزان والثبات لأن القراءة عالم آخر يحمل الفائدة والمتعة بشكلها العام؛ فكيف بالقراءة العلمية الغائبة عن عالمنا الآن؛ لذا يجب علينا البحث والاطلاع والقراءة حتى لو كان لوقت قصير ومحدد، تعلم وابحث واقرأ؛ لكي تصل لمرحلة الإدراك والوعي والنضج العقلي والنفسي.

3ny_dh@