يا وزارة الصحة افعليها

قبل بضع سنين وفي أول أيام حياتي الوظيفية كنت عندما أنصح مريض السكري -مثلا- عن العسل وأنه «رح يرفع سكرك»؛ كنت أقولها على استحياء وأحيانا على تخوف بناء على شخصية المريض؛ ربما كان هذا مضحكا إلا أنه كان واقعا..

واليوم وبعد أن بحرت -ومثلي الكثير من الأطباء وأخصائيي التغذية- أصبحت توجيهاتنا «مطلوبة» بل إنا نحضر في مجالس اجتماعية أو حتى رسمية وسمها «اجتماعات عمل» فيطلب منا العديد من الحضور «بالله يا دكتور تكلم لنا وش ناكل أكل صحي؟».. في وتيرة متزايدة..

بل أصبحت -وربما يعذرني أستاذنا موفق النويصر- أتأخر عن بعض مقالاتي نظرا لالتزامي مع أكثر من خمس قنوات تلفزيونية وأخرى إذاعية وأمور أخرى ربما سترى النور قريبا؛ أصبحت أتأخر عن مقالاتي لشدة طلب المجتمع وتعلقهم بالتوعية الصحية وتحديدا التغذية العلاجية..

ما أريد الوصول إليه هو أنا لوحدنا وبفضل الله ثم بمجهوداتنا الفردية فقط غيرنا الكثير من النمط الصحي الخاطئ والذي يصب في مصلحة الفرد ومصلحة الدولة أيضا؛ يعني بدل ما أجلس أصرف أدوية لمريض سكر واحد 50 سنة قدام كل شهر تكلف ما لا يقل عن 700 ريال وعليك الحساب...؛ «ليش ما أوجهه وأعلمه كيف ما يجيه السكر أصلا» وهذا هو هدفي وهدف الكثير..

من زمان نسمع بالمثل «الوقاية خير من العلاج» بس والله ما كان أحد يدري وش معناه «في مجالنا الطبي» وربما ولازال البعض بقصد أو بغير قصد..

خلوني أوضحها بسرعة: صاحب عيادة السمنة مثلا أو التكميم تراه أكره ما يشوف حنا ياللي نقول يا ناس اتبعوا الأنظمة الصحيحة في غذائكم.. ببساطة لأنهم لو اتبعوها ما جاهم سمنة ولا احتاجوا تكميم وقفلوا هذولاك الاثنين عياداتهم.. بغض النظر عن صحة المريض يعني! لأن مثلا عملية تحويل المسار في نظري خيار سيئ وتغيير لخلق الله ووراءه ما وراءه من تردي للصحة؛ وأولها رجوع السمنة بعد فترة وكأنك يابو زيد ما غزيت!!

زبدة الكلام؛ يا وزارة الصحة فعلي وشرعي وانتهجي العمل في الاضطلاع بعيادات التغذية العلاجية أو الصحة العامة على الأقل وابتعثي الأطباء ليكملوا فيها الدراسات العليا؛ توني فاتح بوابة الابتعاث وللأسف «مغلقة» علما أن الإعلان كان يقول: «الأطباء يبتعثون طول العام!»

ابتعثينا وافتحي العيادات وأنا أجزم غير حانث بأن تختفي السمنة والسكري والسرطانات والجلطات وبدون ما نكلف الدولة شيئا..

المجتمع ذكي جدا ويتعلم ببراعة وبسرعة بس ما حد وجهه! سلام.

@saud_alshehry_