القاتل يتأهب لرئاسة إيران

الصدر: مكانه الوحيد قفص المتهمين.. ونستغرب إفلاته من العقاب حتى الآن بحريني: ينبغي التحقيق معه في جرائم ضد الإنسانية وإخفاء قسري وتعذيب روائي: كان العضو الأكثر نشاطا في لجنة الموت ويكره جميع السجناء عبديني: قاتل بامتياز يملك سيرة من القمع تمتد لأكثر من 40 عاما
الصدر: مكانه الوحيد قفص المتهمين.. ونستغرب إفلاته من العقاب حتى الآن بحريني: ينبغي التحقيق معه في جرائم ضد الإنسانية وإخفاء قسري وتعذيب روائي: كان العضو الأكثر نشاطا في لجنة الموت ويكره جميع السجناء عبديني: قاتل بامتياز يملك سيرة من القمع تمتد لأكثر من 40 عاما

الأربعاء - 16 يونيو 2021

Wed - 16 Jun 2021

أيام قليلة تفصل إبراهيم رئيسي قاضي الموت عن الفوز بمنصب رئيس إيران، وذلك خلال الانتخابات الصورية التي تجري غدا في جميع المدن الإيرانية، ويتنافس عليها 7 مرشحين، رغم حسمها بشكل قاطع لمصلحة رجل المرشد الأعلى القوي.

ومع الاتجاه الرسمي في إيران لتنصيب رئيس السلطة القضائية خلفا للرئيس الحالي حسن روحاني، وصف عدد من النشطاء الإيرانيين المعارضين والسجناء السابقين رئيسي بأنه «قاتل» و»سفاح» وقالوا إن مكانه السجن فهو بالنسبة لهم «قاضي الإعدامات والموت».

ويعدون المرشح الأوفر حظا الركيزة الأساسية للنظام القضائي في البلاد في الوقت الحاضر، لكنه تولى أيضا إصدار أحكام بتنفيذ إعدامات جماعية لسجناء معارضين عام 1988، بحسب ما يؤكد ناشطون معارضون، وفقا لتقرير حديث لوكالة الأنباء الفرنسية نقلته عنها «العربية نت».

لجنة الموت

وعدت المديرة التنفيذية لمنظمة «العدالة لإيران» ومقرها في لندن شاديا الصدر، أن «مكان رئيسي الوحيد هو قفص المتهمين وليس الرئاسة»، وقالت «مجرد أن يكون الرئيس الحالي للسلطة القضائية مرشحا للرئاسة، يثبت ذلك مستوى الإفلات من العقاب في إيران».

وأكدت منظمة العفو الدولية أن رئيسي كان ضمن «لجنة الموت» التي ضمت أربعة أعضاء وقضت من دون محاكمة بإعدام معتقلين في سجني إيوين بطهران وجوهردشت في ضاحية كرج قرب العاصمة، وتم دفن جثث من أعدموا في مقابر جماعية لا يعرف مكانها.

وأشارت الباحثة في المنظمة الدولية رهى بحريني إلى أنه ينبغي التحقيق مع المرشح الرئاسي حول «جرائم ضد الإنسانية وقتل وإخفاء قسري وتعذيب».

قاتل بامتياز

وفيما أشار المسؤول في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حسين عبديني إلى رئيسي بأنه «قاتل بامتياز» مع «سيرة من القمع تمتد أربعين عاما»، أدلى معتقلون سابقون يقيمون في المنفى بشهادات خلال مؤتمر نظمه المجلس الوطني أخيرا.

وقال رضا شميراني الذي أمضى عشرة أعوام في السجن ويقيم حاليا في سويسرا «حين مثلت أمام لجنة الموت، شاهدت رئيسي في زي الحرس الثوري». وأضاف «كان العضو الأكثر نشاطا في اللجنة»، بينما أكد معتقل سابق آخر يدعى محمود روائي «أن القاضي المذكور كان يكره جميع السجناء ويرفض أن ينجو واحد منهم». وعرف عن رئيسي استخدامه القوة والتشدد في تنفيذ الأحكام، وكان على مدار سنوات من أنصار القمع والعنف ضد المعارضين، وفرض ما يعتبره (النظام)، وظل حاضرا في النظام القضائي منذ أكثر من ثلاثة عقود إلى أن تولى رئاسته عام 2019.

جرائم ضد الإنسانية

وفي حين تبقى تلك الصفحات من الصفحات المحظور الحديث عنها بحرية في البلاد، اعتبرت مجموعة خبراء في الأمم المتحدة، في سبتمبر 2020، أن إعدامات 1988 يمكن أن ترقى إلى «جرائم ضد الإنسانية».

وخلال تعيينه مساعدا لمدعي المحكمة الثورية في طهران أواسط ثمانينات القرن الماضي، اضطلع بدور أساسي في إعدام آلاف المعتقلين عام 1998، بعد الاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم «مجاهدي خلق» المحظور.

وحين سئل الرجل الستيني عامي 2018 و2020 عن تلك الصفحة الداكنة من التاريخ المعاصر لإيران، نكر أي دور له فيها، لكنه أشاد بـ»الأمر».

وأدرجت وزارة الخزانة الأمريكية إبراهيم رئيسي على رأس قائمة الشخصيات التي تفرض عليها عقوبات، متهمة إياه بأنه كان عضوا في «لجنة الموت» لعام 1988، وبالمشاركة في قمع «الحركة الخضراء» التي رفضت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في 2009، حين كان رئيسي يومها مساعدا لرئيس السلطة القضائية، وقد تعهد بـ»مواجهة مثيري الشغب» و»اجتثاث التمرد».

خليفة خامنئي

وقبل سنوات ذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران أن تعيين إبراهيم رئيسي رئيسا للسلطة القضائية من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي يعني أنه لا مكان لمفهوم سيادة القانون في البلاد، حيث إن رئيسي كان قاضيا في «لجنة الموت» المسؤولة عن تصفية آلاف السجناء السياسيين في سجون إيران صيف عام 1988.

وقالت الحملة، إن «هذا التعيين يظهر مدى تجاهل سيادة القانون ومكافأة من يشاركون في جرائم حقوق الإنسان». وأكد المتحدث باسم اللجنة الحقوقية في البرلمان الإيراني، حسن نوروزي، أن رئاسة إبراهيم رئيسي للسلطة القضائية أصبحت قطعية عقب تعيين صادق آملي لاريجاني رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام.

وربط ناشطون إيرانيون تعيين خامنئي رئيسا للقضاء بتصعيد القبضة الحديدية، حيث يحذر خامنئي من تجدد الاحتجاجات الشعبية ويريد أن يحضّر لحملة قمع جديدة.

ويرى محللون أن إبراهيم رئيسي خليفة محتمل لخامنئي لمنصب المرشد الأعلى، حيث دفع بترشيحه للانتخابات الرئاسية الماضية كممثل عن التيار الأصولي المتشدد، كما أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع الحرس الثوري.

تزوير وادعاء

وتعرض رئيس السلطة القضائية الإيرانية، إبراهيم رئيسي إلى انتقادات عدة بسبب رسالة دعم مزيفة لخوض الانتخابات، وتبرأ عدد من الرياضيين والمدربين الإيرانيين من الرسالة التي نسبها إليهم موقع «جيهان نيوز» المتشدد، والمحسوب على المحافظين.

وادعى الموقع أن حوالي 170 رياضيا أصدروا دعوة مشتركة تؤيد رئيسي الذي يوصف من قبل عدد من المعارضين بـ»قاضي الموت» لخوض الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي نفوه بالمطلق.

فقد أكد أكثر من 10 ممن وردت أسماؤهم في الرسالة، أن ليس لديهم أي فكرة عن وجودها حتى، وفق ما ذكر موقع IranWire، نقلا عن أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.

يأس وفساد

واحتوت الرسالة المزعومة الموجهة إلى رئيسي، على مصطلحات إطراء ومديح، فضلا عن نداءات موجهة إلى عالم الرياضة من أجل دعمه، ونصت على مطالبة رئيس المحكمة العليا في إيران بتقديم نفسه كمرشح رئاسي لمكافحة «التسييس» في الرياضة، والقضاء على جذور «اليأس والفساد والأرستقراطية».

ومضت الرسالة إلى حد اعتبار رئيسي «منقذا» للرياضة وصانع «نظام شامل» لحمايتها، وبين السطور المشبعة بالإطراء في بداية النص ووسطه ونهايته، أدخل المؤلفون اسم «المركز الوطني للتربية البدنية والرياضة التابع لمجلس تحالف قوى الثورة الإسلامية»، وهو مؤسسة سياسية تعمل على تأمين مقاعد للمحافظين في البرلمان الإيراني، ولا علاقة لها بالرياضة.

اتهامات حقوقية

وبرزت أسماء مألوفة ضمن الموقعين على الرسالة ممن لديهم تاريخ طويل بالانخراط في السياسة. فعلى سبيل المثال، ورد اسم حميد دراخشان، وهو مدرب برسيبوليس السابق، الذي دعم جهارا محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية لعام 2009.

وشملت القائمة أسماء بارفيز مظلومي، لاعب الاستقلال السابق والمدرب الذي شارك بانتظام في مسيرات سياسية، وحسين رزازاده، رافع الأثقال الذي اشتهر برفع صورة المرشد علي خامنئي عاليا في بطولة العالم.

واتهم رئيسي خلال فترة عمله في الأجهزة القضائية من قبل المنظمات الحقوقية الدولية وبعض الحكومات الأوروبية بانتهاكات حقوق الإنسان وحقوق الأقليات في إيران.

تصفية المعارضين

ويعتبر شاروخ شاهنازي، الأمين العام السابق للجنة الأولمبية الوطنية في البلاد الاسم الأكثر شهرة في القائمة، وهو أحد أكثر الشخصيات نشاطا في الرياضة الإيرانية على مدار الأربعين عاما الماضية، والذي قيل إنه شارك في كتابة النص مع رئيس اللجنة السابق كيومارس هاشمي.

يشار إلى أن اسم رئيسي برز في إيران قبل سنوات كأحد أبرز عناصر السلطة المتورطين في إعدام المعارضين، عندما جرى تداول تسجيل صوتي نادر لرجل الدين المعروف وأحد قادة «الثورة الإيرانية»، آية الله منتظري، تحدث فيه عن المسؤولين في قضية تصفية آلاف المعارضين السياسيين في ثمانينات القرن الماضي، والتي عرفت بمذبحة السجناء السياسيين في عام 1988.

السجل الأسود لإبراهيم رئيسي:


  • اشتهر بعضويته في »لجنة الموت« التي شكلت عام 1988 بأمر من مرشد النظام الأول روح الله الخميني



  • كان صاحب القرار الأبرز في الإعدامات الجماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين



  • يتولى مؤسسة »آستان قدس رضوي« التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب والملطخة بالفساد



  • تبلغ قيمة عقارات المؤسسة التي يترأسها نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد



  • عمل 37 عاما في إمبراطورية اقتصادية وثقافية بمليارات الدولارات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران



  • كان رئيسا للجنة التفتيش في البلاد



  • تم تعيينه كمساعد أول في السلطة القضائية لفترة 10 سنوات



  • تولى رئاسة العتبة الرضوية بمشهد



  • أصبح منذ 4 سنوات المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين