عائشة العتيبي

ما بين الحلم والطموح

الخميس - 10 يونيو 2021

Thu - 10 Jun 2021

الطموح لن يقف عند أول مرحلة، ولن ينتهي أيضا عند آخر قمة، بل هو العلو الذي لا يعقبه انحدار، التجربة هي الطريق الذي قد يؤدي إلى النجاح، وتحقيق ما تطمح له حتى لو فشلت أنت فعلى أقل تقدير أحسنت خوض التجربة، وامتلكت القوة والشجاعة حتى تمكنت من خوضها، أنت في سباق مع الزمن، وسباق خاص مع نفسك ولمن تريد الغلبة هل لنفسك أم لعقارب الساعة التي لا تقف؛ لذا حدد أولوياتك وأهدافك ثم ما تريد أن تكمل به من أجزاء ليست سوى تكملة لن تنقص من تلك الأمور أي قيمة؛ ونقصد به باسم الكماليات وهي تلك الأشياء التي تعد رغبة ولكن ليست حاجة ملحة وعند نقصها لا يحدث ‏لأولوياتك النقص بل هي سد لرغبة ما وليست خطوة تؤدي للهدف.

لا تشارك أحدهما أحلامك التي ينبغي وتحلم بتحقيقها بل ضعها بين عقلك وقلبك ثم فكر كيف سوف تصل ومتى تملك الإمكانية الكبيرة للوصول إلى هذا الحلم؛ لأن عندما تخبر أحدهما به قد يحطمك ويفسد عليك حلمك الذي أخذ بفكرك بعيدا عن العالم وجعلك متأملا ومطلقا العنان في سماء الحياة، وواسع الخيال، ومدرك المدى، ومبتسم مع رغم صعوبة تحقيقه، لا تشارك أحدهما ما مدى معنى الطموح لديك وأنك تطمح بأن تصبح نجما عاليا بأحلامك وأهدافك حتى لا تصاب بالإحباط وقلة العزيمة بل حافظ على ما بدخل عقلك من حلم وطموح، والذي أراه من أحد الأولويات هو (الطموح) يجب عليك الاحتفاظ به بينك وبين نفسك؛ لأن هو الأساس في الوصول إلى هدف ما لأجل أعلى قمة يمكنك أن تصل إليها خلال مسارك السابق وربما هو الطريق الذي لا يقف حتى تقف أنت وتقف أحلامك و‏أمنياتك ومدى قوة وبعد تفكيرك.

فقد قالوا «الطموح هو طريق النجاح، والثبات هو السيارة التي تصل بها إلى حلمك»؛ الطموح في حد ذاته قد لا يكون مفتاح النجاح، يحتاج الأشخاص الناجحون والطموحون إلى الطاقة والأهداف لتحقيق النجاح، وقال إغادر كايس «الطموح هو إجابات اليوم عن أسئلة الغد»؛ لذا لابد من التساؤل والإجابة في آن واحد عن كيف نطمح؟ ولماذا نطمح؟

وماهو الطموح؟ وما الهدف الذي نريده من ذلك الطموح؟، الطموح هو المثابرة وصنع خطط وأهداف وأفكار وأهم النقطة هو العمل والسعي للوصول لأهدافك الحقيقية، مفهوم الطموح برأيي هو حين تدرك معنى أهمية الطموح في حياتك عندها سوف تدرك قيمة ما يمكنك فعله حتى تصل و تحقق ما تريده، الحلم وحده دون سعي وجهد لا يسمى طموح بل أضغاث وأوهام تعيش بها على أمل أنك سوف تصل وكيف تصل وأنت لا تملك مفهوم السير نحو الهدف، قد تشعر أنك تسير نحو هدفك الذي تطمح إليه بالحقيقة ولكن ما قيمة الشعور دون العمل، لا يمكننا الوصول إلى الطموح وهدفه عندما لا نملك قاعدة السير وهي أن تمتلك المركبة الفعلية التي توصلك إلى الحلم وتلك المركبة هي دافع العمل.

‏نحن قد نحلم ونفكر ونسعى ولكن دون هدف حقيقي؛ فأهم نقطة هي صنع محتوى الهدف أولا ثم بناء الفكرة التي نستطيع العمل عليها والسعي حتى نصل لقمة ما نطمح ونحلم به، أرى أن الحلم هو ناتج ما نفكر به في خيالنا والطموح هو ما يجب عمله على الواقع عندها سوف نبدأ بحلم وننتهي بهدف ونحقق قيمة الوصول إلى معنى الطموح.

3ny_dh@