ياسر عمر سندي

الزوجة تحتاج إلى رجل ثان وثالث ورابع

الأربعاء - 09 يونيو 2021

Wed - 09 Jun 2021

لا يكاد يخلو مجلس من المجالس أو ديوانية من الدواوين الشعبية والعائلية وكذلك الخاصة بالشباب أو الشياب إلا ويتم ذكر مشروع الزواج إما بلمحة مقصودة أو إشارة عابرة على سبيل التندر والتهكم ومن باب الاستعراض الذكوري ليس إلا من البعض مع العلم أن غالبية مرتادي وأعضاء هذه التجمعات قد سبق لهم الزواج وربما حصل بعضهم على اليوبيل البرونزي لـ 10 أعوام وأكثر، وآخرون حصلوا على الفضي لـ 25 عاما، وقلة منهم توج باليوبيل الذهبي لـ 50 عاما من زواجه، وهذه الأعوام والسنون بحلوها ومرها وعجرها وبجرها لا يزال الأزواج يلقون التهم على زوجاتهن بفشلهن الذريع في تحقيق الرضا والقناعة وأنه آن الأوان للارتباط بأخريات بتعديد الزوجات.

لا أتحدث تماما هنا عن الجانب التشريعي في إمكانية الزواج من مثنى وثلاث ورباع هذا بالتأكيد حق شرعي، وهدي نبوي كفله المولى -عز وجل- والسنة النبوية لتحقيق مقاصد عليا للوصول إلى غايات مثلى نفسية ومجتمعية للمرأة والرجل وأكرر «الرجل» هذه الكلمة بمعناها العميق تستوقفني دائما وأبدا تجاه ما يدور في تلك المجالس التي يكثر فيها الكلام عن التعدد والتي أرى في ظاهرها الرحمة على كلامهم وأحوالهم وأجد في باطن تعاملاتهم وسلوكياتهم العذاب.

أركز في محور حديثي عن الجانب النفسي والاجتماعي وأسلط الضوء أكثر في هذه الأسطر على من سبق لهم الزواج وعلى سبيل الترف والمباهاة اللفظية لا الحاجة الفعلية أرادوا بأساليبهم الإسقاطية بث الإثارة بالتهديد والوعيد على زوجاتهم واللعب بمشاعرهن ونفسياتهن.

تساؤلاتي أطرحها والتي تنعكس من إجاباتها الرجولة: أولا هل أنتم تمتلكون عمق فلسفة الزواج أم هي مجرد نزوة وعبث خيال وتنفيس للحال؟ ثانيا هل أنتم أيها الملوحون بالزواج من ثانية هل لديكم الوعي التام بحجم المسؤولية الملقاة على عواتقكم وتحملكم للأمانة؟ ثالثا هل تمتلكون الصفات الرجولية قبل الذكورية التي تؤهلكم لتبني مشروع الزواج؟ رابعا هل لديكم الكاريزما القيادية والمعرفية لإدارة عدد من البيوت بالقدرات المالية والنفسية والجسدية والتربوية للإقدام على الزواج من ثانية وأكثر؟

الميثاق الغليظ هو رابط خفي والتزام معنوي من المفترض أن يكون بين الزوج وبين الله عز وجل قبل أن يكون بين الزوج ووليها وأيضا مع الزوجة ذاتها هذا الميثاق وصفه الله بالغليظ لشدة قوته وعظم متانته التي لا يجب أن تتحلحل إلا لحاجة واضطرار كمخرج قد شرعه المولى وحكمه ربانية بالغة بالرحمة على حالهما بالانفصال كآخر الحلول ومراعاة للأحوال ويؤكد بعد ذلك على عدم نسيان الفضل الذي كان بينهما كزوجين سابقين ليغني الله كلا من سعته.

الزواج مشروع شراكة بين اثنين وضعا رؤوس أموالهما النفسية والأخلاقية والتربوية لتنميتها بالمودة والرحمة وهذا الجانب يتعزز أكثر من قبل الزوج الذي تقع عليه المسؤولية الكبرى والذي من المفترض أن يتصف بالرجولة المتعددة وهي مجموعة مواصفات تحتاجها الزوجة من توليفة أخلاقية متداخلة تتمنى أن تجدها في هذا الشريك وتبدأ بمنحها العقد النفسي بالأمان والكرم والمروءة والمعروف والتغاضي وطيب القلب ولين الجانب.

الأنثى بتركيبتها الفسيولوجية الجسدية والسيكولوجية النفسية تحتاج إلى من يحتويها ويقدرها ويعتني بها ويرعاها ويشعرها بأنوثتها حتى وإن تقدمت في عمرها فهي تحتاج إلى ذلك الزوج الرجل الذي يذكر لها محاسنها قبل نقاط ضعفها ويذكر لها ماضيها بسنوات العشرة والجميل قبل الحاضر بواقع النكران والهجران.

من آخر كلمات نبي الأمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في حجة الوداع أن أوصى بالنساء خيرا، وهذا الخير هو ما يكمن فيه الرحمة والصفات الرجولية التي تحتم على الزوج أن يتقي الله فيمن يعول ويتكفل ولا يضيع الأمانة ويتخاذل.

أيها الزوج قبل أن تتحدث عن الزوجة الثانية والثالثة والرابعة يجب أن تفكر هل أنا ذلك الذي يجيب عن التساؤلات الأربعة التي تحتاجها الزوجة من الزوج متعدد الرجولة.

@Yos123Omar