زهير ياسين آل طه

الذكاء.. الخط الاستراتيجي للبحث والتطوير والابتكار

الخميس - 03 يونيو 2021

Thu - 03 Jun 2021

المبادرات الاستثمارية التحفيزية والعالمية الإنسانية التي تخرج من قلب الحدث التنموي في المملكة العربية السعودية ومن خلال رؤية 2030 التي يرعاها ولي العهد حفظه الله، ويسعى لتحقيقها خدمة للاستدامة التنموية في بلد الخير والعطاء، ومنها برنامج شريك الطموح، وصنع في السعودية، ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وتأسيس اللجنة العليا للبحث والتطوير والابتكار وما تبعها من قرار موفق في تأسيس هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار؛ هي نتاج طبيعي لدراسات تخدم الاقتصاد المعرفي والنمو المحلي والإنساني العالمي في ارتباطه بجودة الحياة من جهة، وبحماية الأرض والمناخ من جهة أخرى في الاستدامة البيئية.

المتتبع للساحة العالمية وما تعنيه من حراك نشط وشرس في التربع على عرش التنافسية الاقتصادية والاستثمارية العالمية؛ سيعي معنى الذكاء الاستراتيجي في اتخاذ القرارات التي تنهض بالمبادرات نحو الوقوف والاستدامة وعدم التقهقر والرجوع للخلف. ومن يرغب في الدخول بعمق في حيثيات الذكاء الاستراتيجي؛ فعليه مراجعة مواصفة الذكاء الاستراتيجي البريطانية أحد عائلة إدارة الابتكار BSI - PD CEN/TS 16555-2:2014 وأيضا الايزو التي ستصدر قريبا ISO 56006.

فالابتكار باختصار لكل المنظمات العملية والعلمية بمضمونه البحثي والاقتصادي والتقني والتجاري والمالي والقانوني والبيئي لا يمكن أن يتحرك بثقة وقوة دون الولوج في عالم الذكاء الاستراتيجي، وكل المبادرات التنموية والتطويرية لا يمكن أن تحيد عن خط الابتكار بمعناه الحقيقي من أجل الاستمرار والتطور والتحول وفقا للتحولات السريعة التي يعيشها العصر الرقمي ذو الذكاء الاصطناعي.

فالذكاء في الدراسات البحثية الحديثة بغض النظر عن الاختلاف في الدراسات القديمة بالنسبة إلى قياس معدل الذكاء IQ؛ هو أحد حلقات السلسلة الثلاثية التكاملية المرتبطة ببعض ضمنيا وعمليا لأجل النجاح مع الإبداع والابتكار كما يشير لها ويحاول إثباتها الباحث «جاي سكالي» وفريقه في ورقته البحثية عام 2014 بعنوان «الذكاء والإبداع والابتكار».

ودخول خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مع الخط الاستراتيجي في التنظيم المستقبلي لإدارة الابتكار بالنسبة للتنظيمات العملية الاقتصادية؛ سيكون له وقع مميز يذيب العوائق والحواجز التي قد تواجهها التنظيمات في استشراف المستقبل وجمع المعلومات وتحليلها بسهولة خدمة لتعزيز مقومات الذكاء الاستراتيجي، وهو ما يتوقعها الباحث «نعومي هيفنر» وفريقه في ورقته البحثية عام 2021 «الذكاء الاصطناعي وإدارة الابتكار».

فتلك المبادرات الوطنية الرائدة والطموحة يجب أن تعني الكثير لصناع القرار القياديين التنفيذيين، وتعطيهم الدافع للعمل المشترك بجد واجتهاد وإخلاص لتحويلها لواقع عملي تطبيقي مثمر ومنتج، وفي احتياجها الضروري لتطبيق برامج ابتكارية ذكية قياسية مقننة بمعية الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته وتحت تدقيق ورقابة تستحث المنظومة العلمية والعملية والاجتماعية أيضا للإنصات والترقب للمشاركة والتفاعل والمساهمة في النجاح والاحتفال به، كونها تواكب الثورة الصناعية الرقمية الذكية الرابعة.

zuhairaltaha@