قاضي الموت.. حائر بين خلافة خامنئي ورئاسة إيران

قاليباف وجليلي ينسحبان من السباق الانتخابي بهدف دعم إبراهيم رئيسي لاريجاني يمثل الفصيل الإصلاحي ويصبح المنافس الأكبر على الرئاسة زايري: وسائل الإعلام الرسمية تصوره محاربا للفساد وبطلا للعدالة السلطات الرسمية تدعي كشف 3 خلايا تجسس وثلاث مجموعات داعشية رحيمي: 80 % من شبكات التجسس وتهريب الأسلحة تتعلق بأمريكا
قاليباف وجليلي ينسحبان من السباق الانتخابي بهدف دعم إبراهيم رئيسي لاريجاني يمثل الفصيل الإصلاحي ويصبح المنافس الأكبر على الرئاسة زايري: وسائل الإعلام الرسمية تصوره محاربا للفساد وبطلا للعدالة السلطات الرسمية تدعي كشف 3 خلايا تجسس وثلاث مجموعات داعشية رحيمي: 80 % من شبكات التجسس وتهريب الأسلحة تتعلق بأمريكا

الخميس - 20 مايو 2021

Thu - 20 May 2021

مع تصاعد الحملة الانتخابية لرئاسة إيران تتجه العيون نحو رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، ليس بوصفه المرشح الأكثر حظا في الحصول على منصب الرئيس، ولكن باعتباره يخوض مغامرة كبرى قد تنهي مشواره بشكل نهائي، فسقوطه في الانتخابات يعني ابتعاده عن تحقيق حلمه بتسلم ولاية الفقيه وخلافة المرشد الإيراني على خامنئي.

ويرى موقع (إيران واير) الإيراني المعارض في ترشح رئيس المحكمة العليا في إيران للرئاسة الإيرانية، مقامرة على خلافة المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، فإذا خسر الانتخابات الرئاسية المقبلة أيضا، سيخسر المزيد من الشعبية للترشح لخلافة خامنئي.

ورفع رئيسي الشهير بـ(قاضي الموت) شعار محاربة الفساد ورعاية المضطهدين والمحرومين وتحقيق عمل مستقر خلال حملته التي بدأها يوم 15 مايو الجاري، بعدما سجل اسمه كمرشح بارز في الانتخابات، واعتمد التقليد الباهت لبيان محمود أحمدي نجاد، الذي حصل على عدد كبير من الأصوات في 2017، لكنه فشل في النهاية في الفوز بالرئاسة.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

الخليفة المحتمل

ويكشف تقرير (إيران واير) أن التكهنات تجددت حول ترشح رئيسي في 8 مايو، عندما ادعى سعيد محمد، القائد في الحرس الثوري، المرشح أيضا للرئاسة، علنا أن المرشد الأعلى علي خامنئي لم يمنح رئيسي (الإذن) للترشح، وزعم أنصار رئيسي في غرفة دردشة على (كلوب هاوس) أن خامنئي وافق، وأعلنوا اسم مدير حملته، وشعار حملته، وباتت القضية الرئيسة هي منصب رئيسي الحالي، على رأس السلطة القضائية، ومن سيخلف خامنئي مرشدا أعلى.

كانت سياسة خامنئي، تعيين رؤساء المؤسسات الخاضعة لسيطرته، بما فيها السلطة القضائية لمدة 10 أعوام، وتولى رئيسي منصبه منذ أقل من 3 أعوام، ورغم أن رئيسي هو الخليفة المحتمل لخامنئي، لكن الأخير لم يخسر أي انتخابات قبل ترقيته لمنصب المرشد الأعلى، عكس رئيسي الذي تعرض لهزيمة انتخابية سابقة، وإذا خسر رئيسي الانتخابات الرئاسية المقبلة أيضا، سيخسر المزيد من الشعبية للترشح لخلافة خامنئي. بعبارة أخرى، يعتبر ترشحه مجددا مخاطرة كبرى منه.

دعم خامنئي

وفي الآونة الأخيرة ردد المحافظون في إيران دعوة خامنئي لتشكيل حكومة (ثورية شابة). ويقول بعض المحللين «إن خامنئي يشير إلى حكومة أخرى مثل حكومة محمود أحمدي نجاد، مع استثناء نهايتها المتفجرة، بالطبع»، ويعتقد البعض الآخر أنه يريد أن يمنح مقاليد السلطة التنفيذية للحرس الثوري ليتمكن، مع وجود برلمان يمتثل للأوامر، من قضاء ما تبقى من حياته وفترة ولايته، في سلام نسبي.

وفي اجتماع مع مجموعة منتقاة بعناية من الطلاب في 11 مايو، شرح خامنئي تصريحاته السابقة، قائلا «اعتقد البعض أن الحكومة الثورية الشابة تعني حكومة يكون أعضاؤها جميعا بين 30 و35 عاما. لكن هذا لم يكن يعني رفض ذوي الخبرة وقدماء المحاربين».

وقبل ساعات قليلة من تداول وسائل الإعلام تصريحات خامنئي، نشرت وكالة أنباء (تسنيم) الموالية للحرس الثوري تقريرا حصريا خلص إلى أن ترشيح رئيسي مؤكد، وعلى هذا النحو، كان ينظر إلى تعريف خامنئي الجديد للحكومة الشابة على أنه اتفاق ضمني مع ترشيح رئيسي.

وفي اليوم التالي، عرض عدد من المواقع الالكترونية الرئيسة تصريحات خامنئي المهمة عن الانتخابات في قائمة من 8 نقاط، كان البند الأول على القائمة، أن الحكومة الثورية الشابة لا تنتمي حصريا إلى الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 35 عاما. وهكذا وضع الأسس لترشيح رئيسي، 61 عاما.

انسحاب ودعم

ويبدو الخلاف واضحا بين المحافظين على مرشحهم، فمنذ ترشيح علي أكبر نوري للرئاسة في 1997، الذي كان المرشح الأكثر شعبية بين المحافظين، واجهوا مشكلة الإجماع على مرشحيهم. من نواح عديدة، يعمل ترشيح رئيسي على حل مسألة الإجماع بين أصحاب المبادئ، كما يجعل فرصهم في الفوز أكبر.

وفي الأيام القليلة الماضية، أُعلن أن سعيد جليلي، السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، ومحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران السابق ورئيس البرلمان الحالي، لن يترشحا وسيدعمان رئيسي.

وبالطبع، يمكن أن يسحب قادة الحرس الثوري، مثل سعيد محمد، وحسين دهقان، ورستم قاسمي ترشيحاتهم، إذا أمرهم رؤساؤهم.

في المقابل، لن ينسحب رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، الذي سجل ترشيحه في الفترة الأخيرة، ما لم يستبعده مجلس صيانة الدستور بالطبع، وبعد إعلان رئيسي ولاريجاني متنافسين رئيسيين على الرئاسة، طرح نادي الصحفيين الشباب، بإذاعة جمهورية إيران هذا السؤال «هل يوافق لاريجاني على تمثيل الفصيل الإصلاحي؟» و»هل يخاطر بالانفصال عن النظام السياسي؟».

مرشح المرشد

وبات واضحا أن رئيسي هو المرشح الأساسي للنظام ولخامنئي، حيث حاولت وسائل الإعلام الرئيسة للنظام، بما فيها إذاعة جمهورية إيران، تلميع صورته.

وكان حجم التغطية الإخبارية هائلا إلى درجة أن بعض المدراء الرئيسيين انتقدوها، وفي الآونة الأخيرة، قال رجل الدين محمد رضا زايري: «التلفزيون يقدم السيد رئيسي بطريقة غريبة، ولا يجب أن نتفاجأ إذا قابلوه في برنامج عن الطبخ، أو في فيلم وثائقي عن الطبيعة في إيران. الشيء الوحيد المتبقي هو أن يقرأ القصص الخيالية في برنامج الأطفال».

أبرز المرشحين لرئاسة إيران:

إبراهيم رئيسي.

علي لاريجاني.

محمود أحمدي نجاد.

مهدي هاشمي رفسنجاني.

شمس الدين حسيني.

أبوالحسن فيروز آبادي.

عباس آخوندي.

مسعود بزشكيان.

عزت الله ضرغامي.

مصطفى كواكبيان.

شمس الدين حسيني.

علي رضا أفشارز.

فريدون عباسي.

سعيد محمد.

حسين دهقان.

مصطفى تاج

محمد حسن نامي.

صادق خليليان.

أمير حسين قاضي زاده هاشمي.

رستم قاسمي.

اتهام أمريكا

وفي الوقت الذي قال «إن 80 % من تلك الأسلحة تتعلق بالولايات المتحدة ومن صنعها»، فقد أضاف «حققنا إنجازا عظيما»، ولم يقدم إيضاحات إضافية أو تفاصيل إلا أنه أضاف أن إحدى الشبكات تم الكشف عنها للمرة الثالثة.

وهدد نائب قائد شرطة العاصمة اللواء قاسم رضائي خلال زيارته لمعرض إنجازات شرطة طهران الكبرى بأن الشرطة على أهبة الاستعداد للتعامل مع الانتخابات الرئاسية الإيرانية زاعما أن العدو يسعى للحيلولة دون إقامة انتخابات بمشاركة واسعة ولكنه يخسأ.

وحذر من يريد الإخلال في الانتخابات، معتبرا التصدي لذلك من مهام الشرطة وتابع «بكل تأكيد نتصدى لأي مؤامرة، ونقوم بوأد الفتنة في المهد، ونواجه أي مثير للفتنة في أي لباس وتحت أي عنوان.»، حسب ما نقلته وكالة أنباء الطلاب الإيرانية.

3 مجموعات تجسس

على صعيد مختلف، وعشية الإعلان عن أسماء المرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات الرئاسية من قبل مجلس صيانة الدستور في الأيام القليلة المقبلة واحتمال رفض أهلية أسماء كبيرة، تعلن إيران استعدادها لوأد الفتنة وتزعم أنها قضت على ثلاث خلايا تجسس وثلاث مجموعات داعشية وثلاث عصابات تهريب سلاح أمريكي إلى العاصمة طهران.

ونقلت وسائل إعلام رسمية ناطقة بالفارسية عن مدير عام دائرة الاستخبارات في محافظة آذربيجان الغربية دون الكشف عن اسمه، قوله «تم الكشف عن ثلاث شبكات تجسس» خلال الـ58 يوما الماضية، ولم يذكر لفائدة أي دولة أو جهة كانت الشبكات تتجسس، وتحدث عن القضاء على ثلاث عصاب تهريب أسلحة ومصادرة 400 قطعة سلاح، دون تقديم تفاصيل إضافية بهذا الخصوص، إلا أنه أكد توجيه ضربات مميتة لهذه الشبكات على حد قوله.

شبكات تهريب

وزعم النظام الإيراني أيضا إلقاء القبض على ثلاث خلايا تابعة لـ(داعش)، دخل أعضائها إيران بهدف التخريب حيث تم رصدهم والقضاء عليهم من قبل جنود الإمام المهدي المجهولين على حد وصفه، ويطلق في أدبيات النظام الإيراني توصيف جنود إمام المهدي المجهولين على العناصر السرية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية.

وتحدث المسؤول الاستخباراتي في محافظة آذربيجان الغربية عن مقتل 4 أشخاص خلال الشهرين الماضيين بواسطة الاستخبارات، دون الكشف عن أسمائهم، واصفا ذلك بأنه تمرين بسيط لحفظ الأمن.

ونقلت وكالة فارس للأنباء، إحدى أذرع الحرس الثوري الإعلامية أمس عن قائد شرطة العاصمة طهران، اللواء في الحرس الثوري حسين رحيمي قوله «خلال تنفيذ عمليات في غرب إيران تم تفكيك ثلاث شبكات لتهريب الأسلحة من غرب البلاد إلى العاصمة طهران وإلقاء القبض على أعضائها ومصادرة 115 قطعة سلاح حربي و3700 طلقة».