أحمد الهلالي

حديث شفاف إلى شعب «لا يخاف»!

الثلاثاء - 04 مايو 2021

Tue - 04 May 2021

لم نكن بحاجة إلى حديث المحللين بكل تخصصاتهم بعد أثمن ساعة ونصف قضيناها أمام التلفزيون نستمع فيها إلى قائد الرؤية الأمير محمد بن سلمان، فقد كان ينضح صدقا ووضوحا وشفافية وإلماما، ويتحدث بثقة المطلع عميقا على كل ملف بسطه ذلك اللقاء، فأوفاه شرحا حتى تمكن من أنفسنا، وزادنا ثقة وإيمانا وتصميما وعزيمة، وهذا ما كنا ننتظره ونحتاجه.

حديث محمد بن سلمان (دون ألقاب) فقد تجاوز الألقاب والمظاهر التي اعتدنا ظهور القادة بها، وأصبح أيقونة المضي إلى منطقة الفعل، المنطقة التي كانت مشغولة بالوعود المؤجلة والخطب الإنشائية واللغة الفضفاضة، فأعاد خلقها بلغة العالم الحديث، لغة (الأرقام) والمنجزات، لغة 1+1 =2، في كل الملفات التي طرحت باستثناء الملف السياسي، الذي تحدث فيه بلغة القائد السياسي المحنك، الذي يعي ما يقوله، فلا مجال (للعنتريات) في لغة الساسة، وإلا لما كانوا سياسيين!

الأمير الملهم يعلمنا معنى كسر النمطي والسائد، سواء في التعاطي مع الملفات والقضايا التي كان التعاطي معها ضربا من الخيال، أم في علاقة القائد بشعبه، فمنذ إعلان الرؤية لم يدع فرصة للحديث إلى شعبه والعالم إلا كان السباق المجلي، ناشرا للتفاؤل بالمستقبل، ومشددا على الشراكة المتينة بين الشعب والحكومة في صناعة المستقبل، الشراكة التي يؤكدها في كل لقاء، غير متردد في تباهيه واعتزازه باعتماده الرئيس على شعبه القوي الواعي الذي (لا يخاف).

انتهى اللقاء سريعا، لكنه كان جرعة وافية، روت تعطشنا إلى معرفة نتائج الثلث الأول من رؤية 2030، وأسبغت علينا نعماء الراحة والسعادة بما تحقق، وشعرنا بالاطمئنان إلى ما نحن فيه اليوم، بعد نوع من القلق كان يعتمل في النفوس؛ فالسنوات الخمس الماضية كانت ملتهبة بالأحداث، وازداد الخصوم والحاسدون والانتهازيون والمرتزقة، وبثوا سمومهم في كل اتجاه، ونشروا دخان الظنون نحو الأغرار وقليلي الوعي، ثم جاءت الجائحة وألقت بظلالها على العالم أجمع، وكثرت الأقاويل وتنامى التشاؤم، لكننا خرجنا من كل تلك المناطق الضبابية بتوفيق الله ثم بحكمة قيادتنا ووعي شعبنا العظيم.

نحن اليوم، بكل ما أوتينا من عزم وهمة، ماضون مع قيادتنا الرشيدة في هذا العهد السلماني المضيء، نحو الثلث الثاني من الرؤية، آمالنا عريضة، وثقتنا في القيادة عميقة متينة، مؤمنون ومطمئنون إلى ما نتجه إليه، وبين أيدينا تقرير شامل من ولي العهد، يمثل خارطة طريق واضحة بأرقامه وبياناته ومستهدفاته، وسنحتفي معا بما يتحقق للوطن إنسانا ومكانا في 2025.

ahmad_helali@