عبدالله قاسم العنزي

أخلاق المحامي

الاثنين - 26 أبريل 2021

Mon - 26 Apr 2021

يتعرض المحامي من خلال علاقاته وتعامله مع الناس بسبب مهنته إلى امتحان مستمر فهو من جهة يواجه خلافات ونزاعات وأمزجة مختلفة ونفسيات متفاوتة ووظائف متعددة، ومن جهة أخرى يحتاج إلى التعامل والتعاطي الدائم لإدارة هذه المتغيرات، كما أن الحالة التي يعيش بها أي محام -لا يحسد عليها- لاعتبار أن العداوة مع أي أحد من الناس أو الجهات ليست ممتعة ولا مريحة، فهي عبء نفسي واستهلاك لاهتمامات، وعلى ذلك حتى يكون المحامي ناجحا في هذا التعامل ينبغي أن يمتلك مهارات متنوعة ومختلفة نوعيا.! على اعتبار أن التعامل مع البشر تختلف قوانينه عن التعامل مع الطبيعة، إذ قوانين الطبيعة ثابتة بينما البشر أمزجة مختلفة ومصالح شتى وشخصيات متنوعة -والأصعب من ذلك- أن مزاج الفرد لا يكون ثابتا دائما بل يتقلب بتقلب الظروف والأجواء التي تحيط به خصوصا إذا كان في خلاف ونزاع مع الآخرين.

عزيزي المحامي: ليس صحيحا أن تلقي باللائمة في سوء تعاملك مع بعض عملائك أو خصومهم على ظروفك فتعتبر نفسك بريئا أو ترى أن النقص والعيب في الآخرين فقط.! فتقول إن الناس لا يقدرون عملي وكثرة احتكاكي بالنزاعات والخلافات بصورة يومية؛ لأن الواقع أن الناس لا يمكن أن يكونوا كما تتمنى أو تريد، وهل الناس لباس تفصله على ذوقك حتى تلبسه.!؟ إن البشر هم ذاتهم الذين تواجههم في كل مكان مختلف يبقون كما هم على اختلافهم في الأخلاق والعقول والمراتب وعلى ذلك أوجه لك النصائح التالية:

أولا: قابل الآخرين بالابتسامة الصادقة؛ لأنها هي مفتاح قلوب الناس، والعبوس في وجوههم أسرع وسيلة، لينفروا الناس منك ويبتعدوا عنك، حتى وإن كان خصوما لعملائك فإن ذلك ليس مبررا لك فالابتسامة في وجه أخيك صدقة.

ثانيا: أظهر الاهتمام بعملائك فإذا أردت كسب قلوب الناس فعليك أن تبادر للاهتمام بهم أولا، وتظهر هذا الاهتمام لهم دون أن تنتظر شيئا بالمقابل، فكل إنسان يشعر أنه أفضل من غيره من زاوية ما وإذا أردت أن تستحوذ على قلبه وتكسب محبته أشعره بالاهتمام والتقدير بكل صدق وإخلاص.

ثالثا: انظر إلى قضايا عملائك بأنها قضيتك، وأنك تحمل وجهة نظرهم التي تتوافق مع الحق الذي تراه نظاما، وهذا مبدأ في تعاملك مع الآخرين فلا بد أن تخرج من ذاتك وأن تبدأ بالتفكير انطلاقا من مصالح عملائك مع الأخذ بالاعتبار أنك مؤتمن على حقوقهم وحقوق خصومهم.

رابعا: لا تجرح مشاعر غيرك حتى ولو بطريقة المزاح فالكلمات الجارحة تترك أثرها في القلوب حتى وإن كانت غير مقصودة؛ لأنها تؤذي كبرياءهم، وقدر مشاعر الكبير والصغير فلا يكن تقدير عملائك أو خصومهم وفق مراتبهم وأرصدتهم في البنوك.!

خامسا: أنصت إلى كل صوت يتجه إلى مسامعك، فالاستماع يعتبر فنا ومهارة، وأعجب من المحامي الذي يبادر عميله بكلمة (اختصر) فهذه المفردة في سياق كلامك مع عميلك توحي إليه بأنك متضجر منه وأيضا قد تسيء الفهم في القضية، لأنك لم ترعها سمعك واهتمامك المطلوب، –على أية حال- من وجهة نظري أن فن التعامل مع الآخرين ينطلق من صفتين هما الحلم والصبر.

expert_55@