عمار براهمية

تنمية المقدرات الاقتصادية أساس للرؤية الاستراتيجية

الجمعة - 16 أبريل 2021

Fri - 16 Apr 2021

تزخر البلاد العربية بمقدرات حباها الله بها وعلى رأس هذه الثروات العقل العربي المبدع الذي يتفوق في مختلف المجالات العلمية، كما أن الشباب في العالم العربي يمثل نسبا عالية محفزة للاستثمار أكثر في هذا المورد الاستراتيجي الذي أصبح محل أطماع الأعداء الذين يريدون تحريف الدور المنتظر من شبابنا من خلال منطلقات الانتقاد السلبي والتشكيك المثبط لعزيمة الطامحين لمستقبل أفضل للأجيال القادمة.

كما أن ما تعرفه موازين القوى في المنطقة من تحديات في شتى مجالات التكنولوجيا والاقتصادية من جهة والأمنية من جهة أخرى خاصة مسؤوليات الدفاع عن السيادة والاستقلال في ظل تعالي أصوات الفتن ومكائد تقويض الاستقرار الداخلي للدول باعتباره المدخل الرئيس لإضعاف التماسك الذي سيربك حتما أي منظومة دفاعية مهما كانت.

بالإضافة لما سبق يمكن اعتبار تداعيات وباء كورونا وما تبعه من التراجع الاقتصادي مدخلا لتحطيم تلاحم الجبهات الداخلية من خلال التلاعب بمستويات المعيشة، وتفعيل حركية المطالب الاجتماعية مع مضاعفة عوامل الندرة لسلع حيوية ذات استهلاك واسع، كل ذلك سيكون من الملفات التي ستضعف الأداء الاقتصادي بمؤشراته الاجتماعية.

كما أن الظروف الأمنية في جهات مختلفة من وطننا العربي ومحيطه غير مستقرة، بل هي مدفوعة نحو التعقيد في مقابل كل ذلك يوجد تحد بخصوص دور ومسؤولية تفعيل التنسيق العربي تحت راية الجامعة العربية التي تعيش ظروفا أقل ما توصف به أنها في تراجع ملحوظ؛ حيث إنه ورغم الانتقادات التي كانت توجه لبيانات الجامعة العربية أو ما تنظمه من اجتماعات دورية، إلا أن ذلك الآن أصبح في خانة المرجو والمنتظر كبداية لتوجيه جهود إقليمية عربية لمزيد من السعي العملي والجدي لطي عراقيل تقوية الصف العربي لمجابهة تحديات ومقتضيات الأمة.

ولذلك فمن الأوجب إعلاء الأصوات المحفزة لتلاحم إيجابي وعاجل لمصلحة المجتمعات بتنمية قدراتها العلمية والتكنولوجيا وتكثيف جهود تبادل الخبرات لما يخدم ترقية العلاقات الاقتصادية خاصة مع تزايد تداعيات الجائحة العالمية وما تبعها من عثرات اقتصادية.

كما أنه يجب اعتماد دراسات بنهج مستمر أساسها البحث في الأبعاد استراتيجية لتوظيف طاقات المنطقة العربية لجعلها خريطة محفزة للاستثمارات العربية البينية بحركية اقتصادية قوية في المدى المنظور.