عيد الفايدي

السفينة العملاقة

الاثنين - 12 أبريل 2021

Mon - 12 Apr 2021

سفينة «الحاويات العملاقة» والتي أغلقت قناة السويس وذلك - كما قيل - بسبب الأحوال الجوية.. وإن كان هذا التبرير كمن يغلق الملف قبل أن يبدأ التحقيق، أو يسجل القضية ضد مجهول.. لكن هذا الحادث أكد الأهمية الاستراتيجية ليس لمصر فقط بل لمنطقة البحر الأحمر كاملة. طبعا ليس على المستوى الإقليمي بل على المستوى العالمي. والدليل الاهتمام البالغ من الصحافة العالمية بالحدث منذ الساعات الأولى وحتى قبل إصدار هيئة قناة السويس للبيان الخاص بالحادث.

وصدرت تحليلات ومقالات عن الآثار الاقتصادية السلبية على التجارة العالمية.. مع التركيز على مؤشرات ارتفاع الأسعار.. لماذا؟.

لأن هذا الشريان الاقتصادي الحيوي يختصر المسافة بين الشرق والغرب، ويستخدمه سنويا ما يقارب من 20 ألف سفينة بمختلف الأنواع والأحجام تدفع رسوما سنوية تصل إلى 20 مليار دولار.

ومن المؤكد أن استمرار إغلاق هذا الشريان هو زيادة في زمن الرحلة بين الشرق والغرب مع زيادة في مصاريف التشغيل وينعكس هذا تضخما غير مسبوق بمؤشرات أسعار المنتجات المختلفة، والتي سجلت ارتفاعا ملحوظا بعد إغلاق القناة أو إغلاق البوابة الاقتصادية العالمية.

والبعد التاريخي لقناة السويس الممتد إلى 150عاما يحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة ويفرض عليه زيادة في التعاون والتكاتف والتلاحم للحد من الخسائر المتراكمة يوميا على السفن المحتجزة خلف القناة والتي وصل امتداد تلك السفن إلى الهند، والحمد لله أن حمولة هذه السفينة العملاقة لم تكن من مواد النفط أو من المواد القابلة للاشتعال التي تحدث ضررا كبيرا في البيئة والتجمعات البشرية.

والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلحظ التفاعل الكبير للحادث من نشر تعليقات مع صور الناقلة وبعض المعدات والتي يظهر صغر حجم تلك المعدات بجوار ضخامة حجم تلك الناقلة.

وساهم هذا التفاعل بظهور أسئلة لم تكن متوقعة، وقد لا يجد لها المحقق الميداني إجابة.. مثل قولهم لماذا حدث هذا الانحراف أصلا مع وجود أجهزة استشعار الكترونية عن بعد تصل إلى مسافات طويلة؟ وهل عمق القناة الفعلي مناسب لمرور الناقلة بهذا الحجم؟. وهل صحيح ما ورد عن وكالة بلومبيرج أن العالم يخسر 400 مليون دولار عن كل ساعة تتوقف بها قناة السويس عن العمل؟

وبعد أسبوع من الإغلاق التام لقناة السويس بدأت هذه السفينة بالتحرر من الرمال والتحرك نحو الشمال.. لكن سيبقى هذا الحادث عاملا مهما في البحث عن بدائل لقناة السویس.

@ealfaide