شاهر النهاري

الشر المطلق بامتلاك قنبلة نووية

الاثنين - 12 أبريل 2021

Mon - 12 Apr 2021

الشرق الأوسط كان آخر الواصلين للمفهوم النووي، وبالتالي التحول إلى امتلاك المفاعلات النووية والقنابل الذرية، والتي ظلت بعد كارثتي هيروشيما وناجازاكي صفة للقوة والمنعة، والقدرة، والتقدم العلمي والتقني، والطريق إلى نيل مسمى دولة عظمى.

وقد حدث منذ ذلك الحين، أكثر من ألفي تفجير نووي تجريبي على وجه الكرة الأرضية، أو وسط بحارها، أو في الفضاء، أو تحت قشرتها في أمكنة صحراوية أو ثلجية خالية من السكان.

وبعد ذلك تعاقبت المعاهدات للحد من تصنيع واستعمال هذا السلاح المبيد لسائر مخلوقات ومظاهر البيئة، فوقعت 135 دولة سنة 1963م، على (معاهدة الحد الجزئي من الاختبارات النووية) تحت إشراف الأمم المتحدة؛ ولكن الصين وفرنسا رفضتا التوقيع على هذه المعاهدة، كون كفاءتهما النووية قد تحققت.

وتبعها 1968م، التوقيع على معاهدة (الحد من انتشار الأسلحة النووية)، ولكن باكستان والهند رفضتا التوقيع على هذه المعاهدة، بتملكهما للقنبلة النووية.

وقد انسحبت كوريا الشمالية من تلك المعاهدة 2003م.

إسرائيل، هي الدولة الشرق أوسطية الأولى، التي حصلت على القنبلة النووية، تحت أعين العالم، (وعلى عينك يا تاجر)، ولم يشملها المنع والتحذير والقيود، التي أوقفت طموح دول عديدة عن بلوغ تلك المكانة حتى الآن.

دولة إيران، وقعت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية؛ وهي بكل خبث جهودها ما تزال تحاول تشغيل مفاعلها النووي بدعوى أنه لأغراض سلمية!

وقد حاول النظام العالمي ضبط قدراتها، بمعاهدة (خمسة زائد واحد)، ولكنها أمعنت في مخادعة العالم، وعظمت أعمالها الإجرامية الداخلية في حقوق الإنسان، وطورت صواريخها البالستية، ونشرت ميليشياتها في أربع عواصم عربية.

ورغم الضغوطات الأمريكية، قامت بتشغيل أكثر من 6000 جهاز طرد مركزي لإنتاج الوقود النووي، ما جعل العالم الغافل يستشعر الخطر الوشيك.

السعودية ودول الخليج، ومصر، تأخرت عن اتخاذ القرار، تمسكا بالأنظمة العالمية، وقد تكون السنوات القادمة حبلى بالمفاجآت الذرية.

القنبلة النووية أمانة لا يستطيع كل كيان أن يصونها، وكم هي كارثة عظمى، لو امتلكتها دولة ضعيفة، أو دولة نازعة للشر، ولها ميليشيات مسلحة قد يكون لها الغلبة باستخدامها، وربما تصل أيدي الجماعات الإرهابية، وهنا فكل الأنظمة العالمية ستفشل في السيطرة، ولن تستطيع مواجهتها ولا تغيير المصير المحتوم المظلم لكل الدول المجاورة.

تخيل أن تتسلح كل دولة في الشرق الأوسط بسلاح نووي، يتم إطلاقه على صاروخ، أو من قلب طائرة، أو بمخاتلة على ظهر سفينة، فالجهل والفقر والفساد والعصبيات والحروب الدينية والمذهبية وسياسة الطغاة تساعد على ذلك.

تفجير ميناء بيروت، كان مثال محدود مصغر لما يمكن أن يجتاح الشرق.

وتفتت أجزاء الاتحاد السوفيتي السابق، صورة مرعبة، لسرقة بعض القنابل وبيعها لمن يدفع.

العالم بأجمعه يجب أن يتوقف فعليا عن التسلح النووي وتطويره.

والشرق الأوسط يجب أن يظل خاليا من الأسلحة النووية، بمنع إيران بكل القوى الدولية، من تحقيق اكتمال نواياها الشريرة المدمرة الغبية.

ودولة إسرائيل، يجب أن تدخل ضمن عمليات المراقبة والتفتيش من (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، و(منظمة حماية البيئة النووية)

في شرقنا الأوسط نحتاج للوعي والعلم والسلام والنماء والخضار، ونبذ الفوضى، وزرع الطمأنينة، لا أن نكون موقدا لتفجير الشرور النووية.

shaheralnahari@