شاكر أبوطالب

رؤية الريادة والاستدامة لمستقبل أخضر!

الاحد - 11 أبريل 2021

Sun - 11 Apr 2021

في المؤتمر الصحفي لإطلاق (رؤية السعودية 2030) في 25 أبريل 2016، أكد الأمير محمد بن سلمان أن الرؤية ليست حلما، بل واقع سوف يتحقق بمشيئة الله، وسيتم الإعلان تباعا عن البرامج والمبادرات والمشاريع التي ستسهم مجتمعة في تحقيق أهداف الرؤية الطموحة.

وبعد أسبوعين من اليوم، ستحل الذكرى الخامسة لإعلان الخطة الجريئة التي اشتملت على 96 هدفا استراتيجيا، توزعت على 13 برنامجا تنفيذيا، تضم المئات من المبادرات والمشاريع، التي ترتكز على الميزات والموارد والقدرات الفريدة لوطننا، وتجسد آمالنا على المدى البعيد، وترسم أدق التفاصيل التنموية المستدامة لمستقبل أفضل وأخضر، غايته تمكين جميع المواطنين والأجيال المقبلة من تحقيق طموحاتهم، في إطار مجتمع منتج وحيوي، لتعزيز الاقتصاد الوطني ليصبح أكثر قوة وازدهارا.

وخلال السنوات الخمس الماضية، اختلفت تفاصيل الواقع المعاش في جميع القطاعات، وأثبتت الأرقام، اللغة الأكثر إقناعا، حرص القيادة الرشيدة على الشفافية والإعلان بصورة دورية عن حجم ومستوى التقدم المنجز في البرامج التنفيذية، والحزم في مواصلة الإجراءات الإصلاحية والخطوات التطويرية، والعزم على المضي قدما في مختلف المسارات، من أجل تحويل الرؤية إلى منجزات حقيقية، عبر الالتزام بتنفيذ برامجها وتحقيق أهدافها.

وعززت تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، إلى جانب التذبذب المستمر في أسعار النفط، صواب توجه الدولة وتركيزها على تنويع مصادر الدخل الوطني، للمحافظة على نمو الاقتصاد وحمايته من آثار الأزمات وتبعاتها.

ولأجل ذلك تتواصل الأخبار المبهجة بإحراز التقدم في تنفيذ برامج الرؤية ومبادراتها ومشاريعها، ومن أحدث هذه الأخبار افتتاح مشروع محطة سكاكا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتوقيع اتفاقيات شراء الطاقة لسبعة مشروعات جديدة، التي تؤكد مواصلة الجهود التي بذلتها المملكة خلال فترة رئاستها مجموعة العشرين، وما نتج عنها من تبني الدول الأعضاء لمفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، الذي سيسهم في تسريع استعادة توازن انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ويجسد الاستثمار الكثيف في الطاقة المتجددة، إيمان القيادة الحكيمة بأهمية الاستدامة في كل مشاريعها، وتعزز ريادة المملكة في هذا المجال، إلى جانب مكانتها المتقدمة في قطاعات الطاقة التقليدية.

وقبل أسابيع، أعلن ولي العهد عن مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، اللتين تؤكدان التزام المملكة بمسؤوليتها تجاه القضايا الدولية المشتركة للحد من تغير المناخ، وحماية البيئة والمحافظة عليها.

وتعد هذه المبادرات الخضراء اليوم نهجا حيويا وخيارا استراتيجيا سريع التطور، للانتقال إلى اقتصاد مستدام وأخضر يولي عناية بالغة بالبيئة، ويعزز من قيمة الموارد وإدارتها بأسلوب مستدام، بما يدعم تنفيذ خطة التنمية المستدامة.

ويساعد الوعي المتنامي بالقضايا البيئية على تعزيز الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر، ويشجع على المضي في مسارات عديدة، مثل: الاعتماد على الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، والإدارة المستدامة للمياه، وكفاءة إدارة النفايات، والتنمية العمرانية صديقة البيئة.

وحتى قبل إطلاق (رؤية 2030)، التزمت قيادة المملكة بالإصلاح والتطوير والتغلب على مختلف التحديات، من خلال أفكار مبتكرة لإحداث نقلة نوعية. وبعد تحقيق الكثير من التقدم المنجز في مؤشرات أداء الرؤية، إضافة إلى الفرص التي أتاحتها الجائحة العالمية، تنامت الحاجة أكثر من أي وقت مضى، إلى ضرورة تغيير أنماط الحياة الحالية، وإعادة التفكير لتطوير النموذج الاقتصادي والاجتماعي، وتبني مبادئ الاقتصاد الأخضر لإطلاق مزيد من المبادرات والمشاريع المستدامة، لتكون رافعة أساسية للتنمية الوطنية الشاملة.

shakerabutaleb@