مانع اليامي

كورونا: استثمار الأزمة بعد الخروج منها

الاحد - 21 مارس 2021

Sun - 21 Mar 2021

على الصعيد المجتمعي وعلى مدى أكثر من عام يتصاعد القلق هنا وهناك، ويتمادى على وقع تمدد انتشار فيروس كورونا.

عموما، رافق ظهور هذا الوباء، الذي وصل كل مكان على وجه الأرض، كثير من التوقعات وتباينت التقديرات، ثمة من شخص الفيروس كسلاح بيولوجي وربطه بالمؤامرة.

المسألة لم تتوقف عند هذا الحد، فالبعض اعتبر الفيروس بداية ظهوره عقابا للصينيين جراء اضطهادهم للمسلمين، غير أن تفشي الفيروس ووصوله لكل البلدان دون استثناء حجز هذه النغمة، وتلاشى صداها، غير أنه سرعان ما حل محلها أسوأ منها ضد لقاح كورونا، وهو لقاح مكوناته موزونة بحسب رأي أهل المهنة والاختصاص على تقليل فرص إصابة الناس بالمرض المفتوح على خطر الوفاة من جهة، ومن جهة أخرى على رفع مستويات تشغيل المستشفيات حد ما يفوق الطاقة الاستيعابية في الغالب.

هذا الوباء من ظهوره حتى وقت كتابة هذا المقال مستمر، علاوة على تداعياته الاقتصادية، في تكوين التحديات وتعظيم سبل الوقاية من شره وشر تحوره، ومن هنا يتعين على جهات الاختصاص المعنية بالصحة العامة وسلامة الناس، وهي ليست جهة واحدة، تعظيم الجهود لضمان التقيد التام بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للحيلولة دون الرجوع إلى الخلف.

نعم الجهود الرسمية المبذولة تفوق الوصف وأحرزت القبول والتفاعل المجتمعي الإيجابي، التقدير أيضا في الداخل والخارج بقيادة وزارة الصحة.

الذي يمكن قوله في سياق ما تقدم هو أن في عطف الأزمة الراهنة فرصا يمكن استثمارها بعد الخروج منها.

ولعل في مراجعة ملف الاشتراطات الصحية والسياسات والإجراءات الوقائية المتصلة بالصحة العامة من منطلق سلامة الناس وجودة حياتهم وتخفيف العبء على الخزينة العامة خير مثال.

القصد أن استدامة بعض الجوانب الاحترازية ضرورة، أي التحول من بعض الاشتراطات الصحية المؤقتة لتكون دائمة، ويمكن الدلالة على ذلك بأهمية استمرار ارتداء جميع العاملين في المنشآت الغذائية دون استثناء للكمامات والقفازات أثناء العمل، من البقالات ومراكز اللحوم إلى الأسواق المركزية وما إلى ذلك، والإشارة الصريحة إلى ذلك في عقود التوظيف، كبند يفرض كسره عقوبة إدارية رادعة، يضاف إلى ذلك نشاط الحلاقة الرجالية والتزيين النسائي.

ختاما، في كل أزمة نقاط قوة ونقاط ضعف. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]