عبدالله محمد الشهراني

يوم بـ 800 عام

الأربعاء - 10 مارس 2021

Wed - 10 Mar 2021

(شوية فلسفة.. سامحوني)، كنت أتابع مسلسلا بعنوان «11.22.63» تدور أحداثه حول عودة البطل إلى فترة الستينيات الميلادية بطلب من رجل كبير في السن، وذلك لإفشال عملية قتل الرئيس جون كيندي، يرفض البطل خلال المسلسل الطلب بحجة أن المهمة سوف تستغرق سنتين، فيقول له الرجل المسن -وهنا ما شدني في المسلسل وجعلني أكتب هذا المقال: إن تلكما السنتين في ذلك الزمان تعادلان دقيقتين فقط الآن! أي إن اليوم الآن يعادل 720 سنة في القرن الماضي، وهو رقم قريب من الرقم الذي كنت أتصوره.. وهو أن اليوم في عام 2021م وما يحدث خلال أجزاء الثانية والساعات منه يعادل 800 عام من مثل سنة1921م.

وبالعودة إلى الوراء 100 عام (ولكي نبسّط الموضوع شوي)، ورغم عدم توفر الأرقام التي يمكن أن نعتبرها مصدرا موثوقا، إلا أنه يمكنني سرد المعلومات وعقد المقارنات دون الحاجة إلى معرفة الأرقام.

فبتخيل بسيط يمكننا أن نتصور عدد المنتجات في ذلك الزمان مقارنة بأعدادها حاليا، كم عدد السيارات قبل 100 عام وكم عددها الآن.

وفي التعليم، كم عدد المدارس والجامعات، كم عدد الحاصلين على درجة البكالوريوس وكم شخصا يجيد الكتابة والقراءة في تلك الحقبة.

كم حجم الطاقة الكهربائية المنتجة الآن لإنارة العالم وكم بيتا في ذلك الزمان رأى المصباح الكهربائي.

توفر الماء -رغم ندرة الصالح منه- حولنا في بيوتنا وفي كل مكان، ينسكب بمجرد اللمس في حين كان نقله فيما مضى يعد نوعا من العذاب.

حركة البيانات والمعلومات سواء عبر البريد أو أثير المذياع أو التلفاز، كم هي كمية البيانات التي ترسل في جزء من الثانية الآن عن طريق الإيميلات أو حتى الواتس اب مقارنة بالبريد العادي المكتوب قبل مائة عام، كم إذاعة لدينا الآن وكم قناة تلفزيونية.

كم عدد المسافرين الآن بكل وسائل النقل في الساعة الواحدة وكم كان عدد المسافرين في ذلك الزمان في السنة الواحدة.

ما الذي تريد أن تصل إليه يا عبدالله (سؤال في ذهن القارئ)؟ الجواب حقيقة لا أعلم.

هل ما حدث خلال 100 عام من تضخم في الإنتاج وسرعة في إنجاز كل شيء يعد نعمة على البشرية، أم هو أمر سلبي لم يسمح لنا بأن نعيش الوقت - بكل تفاصيله - ونستشعره بالعمق الذي يستحقه، لقد أضفنا إلى وعاء يومنا أياما وربما سنوات.

هذا المقال استثنائي، بحيث أترك لكم صياغة نهايته.. سوف أكون سعيدا بتلقي آرائكم.

@ALSHAHRANI_1400