عبدالله محمد الشهراني

الإدمان على مربع الأزمات

الأربعاء - 03 مارس 2021

Wed - 03 Mar 2021

كل ما نفعله في حياتنا يمكن إدراجه ضمن أربعة مربعات، أولها مربع «المهم والعاجل» مثل حالات الطوارئ وتسليم مشروع أو امتحان في اليوم التالي، والمربع الثاني مربع «المهم وغير العاجل» ويتضمن أمورا كالتخطيط والرياضة وصلة الأرحام. والمربع الثالث مربع «غير المهم والعاجل» ويحتوي على أشياء من شاكلة مكالمات وزيارات مفاجئة واجتماعات بدون فائدة، أما المربع الرابع فهو «غير المهم وغير العاجل» مثل الألعاب المسلية أو مشاهدة التلفاز بدون هدف محدد أو الدردشة على الهاتف. كل مربع من هذه المربعات له قيمته بغض النظر عن العنوان الذي يحمله، والدراسات التي تدعو إلى إلغاء بعض هذه المربعات أجدها غير عملية ولا منطقية. لكن، أن تنحصر أغلب أفعالنا وأنشطتنا في مربعين أو مربع واحد فهنا تكمن الخطورة، والصحيح -ومن وجهة نظر شخصية- أن يكون هناك تركيز على مربع واحد فقط، الأمر الذي سيجعل بقية المربعات تعمل بانسجام، والأهم بفعالية.

أغلب الناس يتصورون أن المربع الأهم من بين هذه المربعات هو مربع «المهم والعاجل»، لأنه يتطلب التنفيذ وبشكل سريع ومباشر وهو ضروري ولا يمكن تأجيله، هذا الاعتقاد هو ما يؤدي إلى مرحلة الإدمان التي يصل فيها الإنسان إلى إنجاز أعماله في آخر اللحظات، إدمان ينعكس بشكل سلبي على صحة الإنسان بسبب الضغط والاستعجال لإنهاء المهمة في الوقت المحدد، وصاحب هذا التصور أو الشخصية -وهم كثر- لا يشتري مقاضي العيد إلا ليلة العيد، ولابد أن يحضر الفول قبل أذان المغرب بخمس دقائق، وأن يصل إلى المطار قبل الرحلة بدقائق، يؤجل ويسوّف وتجده متوتر في أغلب الأحيان. يخيّل إليه أن ما يقوم به «إنجاز» وخصوصا عند قيامه بتنفيذ مهام كثيرة في اليوم الواحد، ليتحول عنده هذا الأمر إلى انخداع بكمية -الإنجازات- وإدمان على الأزمات.

والحل - في تصوري - في الحرص والتركيز على المربع الأكثر أهمية وهو مربع «المهم وغير العاجل» - مربع المستقبل، وهو أيضا المربع الذي يمكنه ترتيب كل المربعات الأخرى، حيث التخطيط والتعلم والرياضة والتنسيق والقراءة وتكوين العلاقات، مربع من شأنه أن يجعل كمية الأزمات ضئيلة جدا في مربع «المهم والعاجل»، ويجعل مربع «العاجل وغير المهم» فعالا ومنظّما إلى حد ما، ويتيح لنا أيضا الاستفادة من مربع «غير المهم وغير العاجل» بصورة أو بأخرى. مربع «المهم وغير العاجل» هو المربع الذي يتجاهله أغلب الناس، لأن فائدته والعائد منه غير لحظي، ففائدة الرياضة لا تظهر من أول تمرين، ورصيد المعلومات لا يتكون من كتاب واحد، ومن المستحيل أن تصبح لديك علاقات جيدة مع الآخرين من خلال زيارة واحدة، إنه مربع مهم يعتمد على النظام التراكمي، نتائجه مبهرة على مستوى الفرد وهو سمة بارزة في الشعوب المتقدمة.

إن الأمور العاجلة تتحكم بنا وتؤثر في شخصياتنا، مهمة كانت تلك الأمور أو غير مهمة، وبالتخطيط الجيد لحياتنا في مربع «المهم وغير العاجل» يمكننا أن ننعم براحة البال وبالمستقبل المشرق وندرة الأزمات في الوقت نفسه.

مهم وعاجل

  • الطوارئ

  • تسليم مشروع

  • امتحان في اليوم التالي


مهم وغير عاجل


  • التخطيط

  • الرياضة

  • صلة الأرحام


غير مهم وعاجل


  • مكالمات

  • زيارات مفاجئة

  • اجتماعات بدون فائدة


غير مهم وغير عاجل


  • الألعاب المسلية

  • مشاهدة التلفاز

  • بلا هدف محدد

  • الدردشة على الهاتف




ALSHAHRANI_1400@