حسين باصي

دعم الطاقة الشمسية

الأربعاء - 03 مارس 2021

Wed - 03 Mar 2021

حضرت نقاشا مع بعض الزملاء بخصوص شريحة المستفيدين من الطاقة الشمسية. أوضحت حينها أن المستفيدين من القطاع السكني هم من يتجاوز استهلاكهم للكهرباء الشريحة الأولى ودخلوا الشريحة الثانية باستهلاك كبير. هنا يأتي السؤال عن سبب ذلك، وأفدتهم بأن تكلفة الكهرباء الناتجة من الطاقة الشمسية قريبة جدا من تعرفة الشريحة الأولى، وبالتالي لن تكون الطاقة الشمسية مجدية كثيرا لهم، بل إنها قد تكون استثمارا فاشلا بسبب أن رأس المال سيعود لصاحبه بعد 50 عاما، علما بأن عمر منظومة الطاقة الشمسية 30 سنة تقريبا.

هنالك أكثر من طريقة لجعل هذا النظام مجديا اقتصاديا، جميع هذه الطرق تقريبا تكون تحت إشراف وتنفيذ جهات ذات سُلطة. من تلك الحلول:

1. دعم استثماري حكومي: في هذا الحل يحصل فيه المستفيد من نظام الطاقة الشمسية على دعم مالي جزئي من قيمة النظام. الصين ضمن الدول التي تدعم الاستثمار في الطاقة الشمسية، حيث المقدر هو 50% للأنظمة المتصلة بشبكة الكهرباء و70% للأنظمة المنفصلة عن شبكة الكهرباء. اليونان تقدم 40% لهذا النوع من الدعم. هذا النظام كان معمولا به في أمريكا ولكن التوجه الآن لحل آخر.

2. بيع الكهرباء للشبكة: لا ننسى أننا نتعامل مع مولد للطاقة يعمل في بيوتنا. هذا المولد يعمل بالطاقة الشمسية، وقد تأتي تلك اللحظات التي يكون فيها استهلاكنا أقل من سعة الطاقة الناتجة لمنظومة الطاقة الشمسية في بيوتنا. هنالك عدة احتمالات لهذا الحل، وهو أن يكون شراء الطاقة من ملاك الطاقة الشمسية بسعر أعلى من قيمة فاتورة الكهرباء، سعر الشراء من شبكة الكهرباء. أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون سعر البيع بنفس قيمة سعر الشراء وبالتالي يدفع مالك الطاقة الشمسية - غالبا - الفرق بين كمية استهلاكه وإنتاجه للكهرباء. الاحتمال الثالث هو أن يكون سعر البيع أقل من سعر الشراء. وهنالك دول كثيرة جدا تعمل بهذا الحل بمختلف احتمالاته.

3. شهادات الطاقة المتجددة الشمسية (SREC): وهي لا تختلف كثيرا عن الحل الثاني، إلا أن هذا الحل مستخدم بكثرة في أمريكا، وهو عبارة عن إصدار شهادة واحدة لكل 1000 كيلو واط ساعة من الطاقة الشمسية وتُمنح لمالك نظام الطاقة الشمسية. يستطيع المالك بيع هذه الشهادة لمقدمي خدمة الكهرباء كي يصلوا إلى الحد الأدنى من الطاقة المتجددة المفروض إنتاجها لكل مقدم خدمة. في كثير من الأحيان لا يرغب مقدم خدمة الكهرباء بأن يبني محطات للطاقة الشمسية وفي الوقت نفسه لا يمكنه تجاهل الموضوع حتى لا تقع عليه غرامات، بالتالي يشتري هذه الشهادات كي يصل إلى الحد الأدنى.

نحن نعيش الآن مرحلة سن القوانين الخاصة بالطاقة الشمسية في مملكتنا الحبيبة، هذه القوانين قد تحتاج لبعض الوقت لكنها سترى النور قريبا بإذن الله. حتى تكتمل هذه القوانين والاشتراطات والضوابط، أنصح الجميع بمراجعة استهلاكه للكهرباء ودراسة جدوى شراء وتركيب نظام للطاقة الشمسية، قد يكون الخيار الآن أفضل من شرائه في المستقبل.

@HUSSAINBASSI